يقولون إن لكل باب مفتاحا، وتقول حماس إن مفتاح التفاوض حول صفقة تبادل جديدة مع الاحتلال الاسرائيلي هو التزام الاحتلال باتفاق صفقة وفاء الاحرار والافراج عن محرريها ممن أعيد اعتقالهم، وأن الاحتلال يعلم هذا الشرط الذي حمله له كل من حاول طرق الباب من أجل الحديث حول صفقة تبادل جديدة إلى جانب عدم الافصاح عن أي معلومة إلا بثمنها.
تجربة حماس والقسام في التفاوض غير المباشر مع الاحتلال تؤكد ثبات الموقف وأن ما تطرحه حماس والقسام ليس للمناورة ويمكن أن يتغير ويتبدل، وتجربة وفاء الاحرار ماثلة أمامنا من بدايتها حتى نهايتها وحماس والقسام غير مسئولة عن عدم التزام الاحتلال بما وقع عليه من اتفاق بحضور راعي الصفقة (مصر) وقام بإعادة اعتقال عدد من الاسرى المحررين وإعادة الاحكام القديمة مرة أخرى وفي نفس الوقت لم يحرك الوسيط المصري ساكنا، ولم يحتج في وجه الاحتلال على خرقه للاتفاق ولاذ بالصمت وكأن شيئا لم يكن.
وعلينا هنا التأكيد بعدم وجود ضامن للاحتلال في أي صفقة جديدة قد يبرمها مع حماس والقسام مهما كانت المواثيق والتعهدات لأن في تركيبة يهود الغدر والخيانة وعدم الالتزام بالعهود والمواثيق وقد أكد القرآن الكريم ذلك في أكثر من آية ، والواقع يؤكد ما اكده المولى عز وجل من طبيعة يهود، ورغم ذلك حماس والقسام جاهزون بـأوراقهم وشروطهم وكشوفهم لأي صفقة والامر مرهون بالاحتلال ، ورغم شوقنا لنرى أسرانا في أحضان عوائلهم ولكننا لسنا على عجل من أمرنا لأننا ندرك أن الصفقة قادمة لا محالة؛ ولكنها تمر بمرحلة عض اصابع أشد وبعدها سيأتي الاحتلال مرغما مهما كانت القرارات والتصريحات من قبل قادة الاحتلال لأنه لا سبيل أمامهم إلا الخضوع لخصمهم لأنه صاحب القرار.
من وجهة نظري أن نتنياهو يدرك المعادلة وأنه أمام خصم عنيد وغير سهل ويعلم علم اليقين أن عقد صفقة جديدة أمر وارد وأنها الطريق الوحيد لعودة جنوده لدى القسام وحماس، ولكن هذه القناعة لم تتوفر لدى الكثير من قادة الاتلاف الحكومي وهم يعتقدون أن اتخاذ مواقف متشددة ضد أسرى حماس ودفن شهداء حماس في مقابر الارقام وحتى منع الزيارة عن أسرى حماس
يمكن أن يحقق شيئا ما يجبر حماس والقسام على التنازل وتقديم سقف أقل مما يتوقع الاحتلال ويزعم أن جنوده لدى القسام هم عبارة عن جثث رغم الاشارات الواضحة فيما عرض من فيديوهات من قبل القسام.
في ظني أن نتنياهو يجاري أعضاء الكابنيت وقادة الاتلاف وعقد جلسته الاخيرة ووافق على ما صدر من قرارات حتى يقنع الجميع أن هذا ليس هو الطريق الصحيح، وأن هذه القرارات لن تؤثر ولو قيد أنملة في موقف القسام وحماس، ولن يكون لها أثر ضاغط من قبل أسرى حماس أو أهالي الشهداء، ثم بعد ذلك سيدرك قادة الاحزاب أن لابد من تفاوض وهذه هي قناعة نتنياهو؛ ولكنه لا يريد الإقدام على هذه القناعة دون أن يصل إليها الجميع داخل الكيان.
مطلوب من حماس والقسام مزيد من وسائل الضغط على نتنياهو والمستوى السياسي من خلال تحريك الرأي العام داخل الكيان كي يمارس ضغطا أكبر وذلك عبر وسائل متعددة تدركها القسام وحماس وعرضت بعضا منها في خمس رسائل مختلفة وتحمل سخونة أيضا مختلفة وما في جعبتها سيجعل الاجواء أكثر سخونة مما يؤدي إلى تحريك الشارع بشكل أكبر عندها يمكن أن يخضع نتنياهو وحكومته وإتلافه ويسعون نحو مرحلة تفاوض جديدة في ظني لن تكون بعيدة عن عام 2017.