وسام عفيفه
كل الأنظار تتجه إلى جنوب إفريقيا , حتى في غزة المحاصرة والضفة المختطفة..
السؤال الكبير الذي تجري خلفه 32 دولة.. من سيربح المونديال؟
نتائج معظم المباريات في الدور الأول باردة, يغلب عليها طابع: "لا غالب ولا مغلوب", النجوم الكبار لعبوا بحذر خشية الإصابة والحرمان من الوصول للأدوار الحاسمة, وعندها تصبح النتيجة "كأنك يا أبو زيد ما غزيت".
أبو مازن استغل انشغالنا "بالمونديال" وخرج بجولة تحريضية ضد فك الحصار عن غزة .. وابلغ الأمريكان والمصريين : "يا فيها يا باخفيها".
وزير المواصلات الإسرائيلي رد على تصريحات أبو مازن بالمثل الشعبي" على بال مين ياللي ترقص في العتمة " وقال:"لا يمكن أن نستمر في دعم الحصار من اجل أبو مازن".
زيارة عمرو موسى لغزة لم تلفت انتباه الغزيين عن المونديال ..مشاهدة "ميسي- الأرجنتيني" أفضل بالنسبة لهم من الاستماع لـ"موسى العروبي" الذي لا يستطيع تسجيل أهداف لصالحهم.
بعيدا عن المقاهي والتجمعات الكبيرة المتسمرة أمام شاشة المونديال .. يخطر على البال "شاليط" .. هل يشاهد أيضا المونديال مع آسريه مقابل حرمان إدارة سجون الاحتلال آلاف الأسرى الفلسطينيين من مشاهدة قناة الجزيرة.
ربما يشجع شاليط المنتخب الفرنسي , الذي يحمل جنسية بلده, في حين يشجع آسروه المقاومين المنتخب الجزائري, الفريق العربي الوحيد الممثل للعرب في المونديال.
العرب ضعفاء حتى في التمثيل الرياضي كما هو الحال في السياسي والعسكري والاقتصادي.
تعليق رابح سعدان مدرب المنتحب الجزائري على نتيجة هزيمة فريقه أمام سلوفينيا لم يكن موفقا, سعدان برر الهزيمة "بان الأرض كانت عوجه" ونسي أن "الغزالة الشاطرة بتغزل برجل حمار".
جنوب أفريقيا نالت ثقة تنظيم كأس العالم 2010 لكنها فكرت في الأساس في استضافة المونديال بعد أقل من عشر سنوات من تخلصها من الحكم العنصري السابق و كانت آنذاك تريد أن تقول للعالم أجمع أن الأغلبية السوداء التي تولت السلطة فيها بدلا من النظام العنصري الأبيض نجحت في تحمل المسئولية.
على الفلسطينيين أن يفكروا من اليوم في استضافة كأس العالم.. قد يبدو الاقتراح "هلوسة" , لكن تجربة جنوب إفريقيا تثبت أن من يناضل من اجل حريته لابد أن ينجح في الوصول والفوز ؟
بالمناسبة.. من سيربح المونديال هي جنوب أفريقيا, حتى لو لم يتأهل منتخبها للنهائي , لأنها كسرت احتكار العنصرية السياسية, والعنصرية الرياضية في تنظيم أفريقيا لبطولة عالمية كانت حكرا على البيض.