عقدت اللجنة التحضيرية للمجلس الوطني أول اجتماع لها الثلاثاء في بيروت بحضور القوى والفصائل وأعضاء اللجنة التنفيذية وكان اللقاء برئاسة رئيس المجلس الوطني سليم الزعنون (أبو الأديب) وفق المؤكد عن الجلسة فإن الاجواء كانت إيجابية وجرى الحوار بين الجميع بروح عالية من المسئولية وطرحت وجهات النظر المختلفة وإن لاذ البعض بالصمت خشية أن يحدث تغيير في تركيبة المجلس الوطني الأمر الذي سينعكس على اللجنة التنفيذية وخروج من لاذوا بالصمت منها.
وفق التقديرات والاحاديث الجانبية فإن هناك غالبية لدى الحضور بضرورة الانتخابات وتشكيل مجلس وطني جديد، وبعد اختيار المجلس تعقد جلساته في الخارج ، وإن كان البعض وعلى رأسهم حركة فتح والمنتفعون من بقاء الامور على حالها بحجة عدم وجود متسع من الوقت لأجراء انتخابات على أن يبقى المجلس القديم على ما هو عليه مع بعض التعديلات ، علما أن هذه التعديلات لن تحدث تغيير جوهري في تركيبة المجلس القديم بما يخدم ما يهدف إليه محمود عباس وهؤلاء أن يعقد هذا المجلس المعدل هذه المرة في رام الله وهذا ما يريده عباس هذه المرة لأنه يدرك أن المجلس القادم قد لا يعقد إلا بعد عشر سنوات أو أكثر ويبقى الامر على حالة والمتضرر يلجأ إلى الاعلام كي يشجب ويستكر .
وهناك رأي يقول من الصعب عمل انتخابات في ظل الانقسام وأن الاولوية للمصالحة وإنهاء الانقسام وتشكيل حكومة وحدة وطنية، وآخرون برون تشكيل مجلس تأسيسي للدولة وفق رؤية حزب الشعب، واضح أن هناك إجماعًا بعدم قبول عقد المؤتمر في ظل عدم التوفق لأن في ذلك تعميق للانقسام.
هذا هو الموقف في اليوم الاول للجنة التحضيرية 80% من الحضور مع مجلس وطني جديد واللقاء خارج فلسطين ؛ ولكن ما هو موقف محمود عباس صاحب القرار والمتنفذ في منظمة التحرير وحركة فتح واللجنة التنفيذية والسلطة، هل سيبقل عباس بالإجماع الوطني ويؤجل عقد المؤتمر بعد تصحيح تركيبة منظمة التحرير وإجراء انتخابات في الضفة وغزة والشتات ما أمكن؟، الحقيقة أن عباس لن يقبل بهذا الطرح وسيضرب عرض الحائط بالإجماع الوطني وسيدعو لعقد مجلس وطني بمن حضر والقوائم جاهزة لتكملة العدد والحصول على النصاب القانوني لعقد الجلسة في رام الله وتحقيق الشرعية التي يريدها عباس من المنظمة بعد أن حصل عليها من حركة فتح في المؤتمر السابع.
ونعتقد أن اليوم الثاني للجنة التحضيرية لن يقدم أكثر مما قيل في اليوم الاول وقد يحدث موقف من فتح وقوى المنظمة الأربعة التابعة لعباس يفجر الاجتماع ولكن تقديري سيمر اليوم الثاني كما مر الموقف الأول دون موقف محدد متفق عليه وينفض المولد دون أي تغيير؛ ولكن هل هذا سيكون الموقف العام وسيغلق عباس الملف دون عقد المجلس وفق الرؤية التي يريد؟
لو أصر محمود عباس على عقد المجلس كما اريد نعتقد أن الامر سيزداد تعقيدا وقد يؤدي إلى مزيد من الانقسام والتفكك وتصبح المنظمة بلا قيمة فعلية وبالبلدي (ملطشة) وهذا قد يدفع البعض في التفكير في إنشاء جسم بديل (للملطشة) منظمة تحرير عباس، وهذا التفكير طبيعي أن يحدث طالما أن عباس يرفض الانصياع لرغبة الغالبية الفلسطينية، إلا أن الأمر أو الصورة التي كان عليها اليوم الأول للتحضيرية سوف تتغير؛ لأن الموقف الذي عبّرت عنه بعض القوى سيصطدم بعامل المصالح المالية ويقول هذا البعض نبقى نرفض ولكن نحافظ على (الملطشة) رغم تدميرها من عباس ، ولكن تبقى الرمزية قائمة وأي تفكير في صناعة جسم آخر سيكون أكثر ضررا.
ونرى أن عباس إذا لم يستجب وأصر على المضي في رغبته وعدم تحقيق الاجماع الوطني وإعادة ترتيب البيت الفلسطيني والذي لا يزال مجمع عليه من الجميع على أنه البيت الفلسطيني الجامع فليتحمل المسئولية الكاملة بعد ذلك وليمضي من يريد تحرير القضية من قبضة محمود عباس من خلال إعادة ترتيب المنظمة وبعث الحياة لها من جديد المضي في الحل الأمثل وعدم التردد الذي استغله عباس كي يمعن في تسلطه واستحواذه على القرار الفلسطيني والذهاب بالقضية الشعب إلى مرادي الهوى ، والعمل على إنقاذ ما يمكن إنقاذه حتى لا يتمكن عباس من تصفية القضية الفلسطينية.
نتمنى أن يدرك عباس خطورة المرحلة وأهمية الوحدة في تحقيق الهدف المنشود والإقرار بفشل مشروعة السياسي، وأن ينضم إلى الكل الوطني.