قائد الطوفان قائد الطوفان

أحزاب أردنية للرسالة: نقل "السفارة الأمريكية" سيشعل المنطقة

السفارة الأمريكية
السفارة الأمريكية

الرسالة نت– محمود هنية

نددت أحزاب أردنية، بإعلان الولايات المتحدة رغبتها في نقل سفارتها في "إسرائيل" من (تل ابيب) إلى مدينة القدس المحتلة، داعية لرد فعل قوي من الدول العربية وفي مقدمتها الأردن باعتباره الوصي على المقدسات الإسلامية والمسيحية في المدينة، وفق اتفاق وادي عربة.

وأكدّت الأحزاب في اتصالات هاتفية مع "الرسالة نت"، اليوم الاثنين، خطورة التوجه الأمريكي لنقل السفارة، موضحة أن من شأنه إشعال الأوضاع في المنطقة برمتها.

وفي هذا السياق، أكدت جبهة العمل الإسلامي الذراع السياسي لجماعة الاخوان المسلمين، على خطورة الأمر، واصفة إياه بـ"المجنون"، ومن شأنه أن يكون سببًا في إشعال مواجهة لا تحمد عقباها.

وقال عضو المكتب التنفيذي لجبهة العمل الإسلامي مراد العضايلة: "إن هذا القرار سينتج عنه حريق لن يستنثي أحدًا سواء كان أمريكا أو إسرائيل أو الاستقرار بالمنطقة"، وفق قوله.

وأيده في الموقف، حزب الوسط الإسلامي، الذي وصف القرار بـ"الخطير للغاية"، موضحًا أن الهدف منه هو الاستيلاء على الجزء الشرقي من مدينة القدس، وإزالة كل ما يتعلق بالمسلمين مع المسجد الأقصى.

ورأى محمد القضاة الناطق الرسمي باسم حزب الوسط الإسلامي، أنه في حال "تم السكوت عن هذا القرار ولم يكن هناك معارضة قوية، فستحول الوصاية والولاية للإسرائيلي وتدويل المقدسات الإسلامية".

من جهته، أكدّ حزب البعث الأردني، أن القدس برمتها عربية وإسلامية، وليس من حق أمريكا أو "إسرائيل" أن تقرر فيها ما تشاء، مستهجنًا في الوقت ذاته العجز العربي الرسمي إزاء هذا الأمر، "والذي لا يستدعى إلا في حال التآمر على البلدان العربية".

وتساءل رئيس الحزب فؤاد دبور، عن دور الجامعة العربية في مواجهة التوجه الأمريكي، الذي يشكل "طعنة بارزة في القرارات الدولية، والتي تنص على أن الجزء الشرقي للمدينة يخضع تحت الاحتلال بموجب قرار 242". وقال: "إن هذا الأمر يتطلب ردًا قاسياً على إدارة ترامب، يتوائم مع خطورته على المدينة المقدسة".

ودرج مرشحو انتخابات الرئاسة الأمريكية على إطلاق وعود بنقل السفارة الأمريكية في "إسرائيل" إلى مدينة القدس المحتلة، وذلك في إطار السعي لكسب أصوات اليهود، غير أنه لم يتم تنفيذ هذا الأمر نظراً للمحاذير المترتبة عليه، وتسود مخاوف من إقدام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على نقل السفارة بالنظر لعدم اتزانه وتهوره. 

من جانبه، أكدّ منير حمارنه رئيس الحزب الشيوعي، أن تداعيات القرار لن تطال الشرق الأوسط فحسب، بل ستصل للعلاقات الدولية، والتي ستمس المصالح الامريكية بكل تأكيد، وأن القرار سيعود بالسوء على إدارة ترامب، وفق تقديره.

وانتقد الدول العربية على موقفها الفاتر تجاه التوجه الأمريكي، مطالباً إياها بموقف قوي للحيلولة دون نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة.

أما حزب الحشد الأردني، فأكدّ على لسان رئيسته عبلة أبو عبلة، أن خطورة الأمر يتمثل بتجاهله كافة القرارات الدولية بدء من قرار التقسيم ومرورًا بقرار 242، ويعبر عن انحياز امريكي كامل للسياسات العنصرية الإسرائيلية التي تريد ضم القدس لما يسمى بإسرائيل.

ولفتت أبو عبلة، إلى وجود مطالبة حزبية أردنية، بضرورة تحرك الدول العربية لإدانة التوجه الأمريكي خلال القمة العربية المقبلة في عمان، مشيرة إلى وجود حملة تعزم القوى السياسية الأردنية القيام بها، خلال الفترة المقبلة لمناهضة التوجه الأمريكي.

وكانت وسائل إعلام أميركية نقلت عن المتحدثة باسم ترمب كيلي كنواي قولها الشهر الماضي إن نقل السفارة الأميركية إلى القدس "يحظى بأولوية كبيرة" لدى ترامب، رغم أن الولايات المتحدة -مثل معظم أعضاء منظمة الأمم المتحدة- لا تعترف بالقدس عاصمة لـ(إسرائيل).

وتطالب السلطة الفلسطينية بالقدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية المستقلة، في حين تكرر (إسرائيل) مزاعمها بأنها "عاصمة موحدة وأبدية" لها.

ومنذ تبني الكونغرس الأميركي قرارا عام 1995 بنقل السفارة، دأب رؤساء الولايات المتحدة على توقيع قرارات كل ستة أشهر بتأجيل نقل السفارة "من أجل حماية المصالح القومية للولايات المتحدة".

البث المباشر