شدد مسؤولون وسياسيون مصريون، على أهمية العلاقة بين بلادهم وحركة حماس، مشيدين بنتائج المباحثات التي جرت بين الجانبين خلال الأيام الماضية في القاهرة.
وكان وفد حركة حماس الذي ترأسه هنية أنهى يوم أمس الخميس زيارة ناجحة إلى مصر، حيث جرت لقاءات مثمرة مع وزير المخابرات المصرية وعدد من المسؤولين.
وأكدّ الطرفان على مواصلة اللقاءات والتشاورات في المرحلة المقبلة، بعد مباحثاتهما حول تطورات القضية الفلسطينية.
أحزاب مصرية، عبرّت في اتصالات هاتفية مع "الرسالة نت"، عن ترحيبها بتطورات العلاقة بين الجانبين، مؤكدة أهمية فتح صفحة جديدة، والبدء في إدارة علاقة سليمة من شأنها ان تفتح افاقا سياسية واقتصادية وحتى اجتماعية مع قطاع غزة.
وأكدّ حزب مصر العربي الاشتراكي، ضرورة ان تصل هذه العلاقة الى " التمازج والاتحاد التام"، بما يؤدي الى انهاء القطيعة وطي صفحة الخلافات بشكل كامل بين الطرفين.
وقال رئيس الحزب وحيد الاقصري في اتصال هاتفي مع "الرسالة نت"، إن "اللقاءات التي جرت غاية في الأهمية، خاصة في ظل المخاطر المحدقة بالدول العربية والقضية الفلسطينية تحديدا، ومحاولة الأعداء الإيقاع بين الاشقاء العرب".
وأوضح أن الخلاف الذي كان قائما بين حماس والقاهرة، لا يستفيد منه الا أعداء الامة، معتبرا ان هذه اللقاءات من شأنها أن تثمر حالة من الوحدة والقوة في الموقف العربي.
وشدد على أن حركة حماس لم تكن يوما كيانا غريبا على الشارع المصري، وأن هناك ثقة بأن يتم فتح صفحة جديدة من العلاقة تطوي مرحلة الخلاف السابقة.
وأيده عبد الغفار شكر رئيس حزب التحالف الاشتراكي، الذي أكد ضرورة البدء في صفحة جديدة، بين الطرفين، مشيرا الى أهمية هذه العلاقة في ترسيخ وتعزيز الدور الإقليمي لمصر، وحماية القضية الفلسطينية من التدهور الحاصل فيها.
وقال شكر في اتصال هاتفي مع "الرسالة نت"، إن نضوج هذه العلاقة يبقى رهنًا لارادة الأطراف، " ولكنها مبدئيًا هي مطلب وحاجة قومية وسياسية لجميع الأطراف، في ظل الأوضاع المتدهورة في الإقليم".
وأعرب عن امله في إعادة تبني بلاده لرعاية كافة الملفات السياسية المتعلقة بالقضية الفلسطينية، داعيا في الوقت ذاته حركتي حماس وفتح وبقية الفصائل الأخرى، للتوافق على برنامج عمل مشترك من أجل حل مشكلة القضية الفلسطينية.
السفير المصري الأسبق في الأراضي الفلسطينية محمود فهمي كريم، أعرب عن ترحيبه الكبير في تطورات العلاقة بين الطرفين، مجددا تأكيده أن حركة حماس لا تحمل لمصر سوى كل خير، وفق قوله.
وأضاف كريم لـ"الرسالة نت"، " لم ينجح احد في اقناع الشارع المصري أن حماس تكره مصر، وجاءت هذه اللقاءات لتعزز قناعاتنا جميعا انها طرف محب، وان كل ما قيل عنها يفتقد للصواب والمصداقية".
وأعرب عن امله في نضوج هذه العلاقة، الى حد تطوير كافة القنوات السياسية والاقتصادية بين الطرفين.
وقال ان "المصلحة المشتركة تقتضي ان تتناسى الأطراف جميعا مرحلة الخلاف، وأن تبدأ بفتح صفحة جديدة، تتوقف معها كل أصوات التحريض التي عكرت الأجواء طيلة السنوات الماضية على العلاقة، وسوقت مفاهيم الوهم والتضليل على الناس".