أجمعت قوى وشخصيات مصرية على أهمية الدور الذي لعبته حركة حماس في سبيل انجاز المصالحة الفلسطينية، عقب خطواتها التي أقدمت على تنفيذها في مجال المصالحة والتي بدأت بحل اللجنة الإدارية وتمكين حكومة الحمد الله.
وكان وزير المخابرات المصري خالد فوزي قد وجه خطابًا لقيادة حماس بالقول "سيذكر التاريخ أنكم وحدتم الشعب الفلسطيني، وأنكم قادرون على تحقيق الوحدة حتى النهاية".
أحزاب مصرية قالت للرسالة، إنّ حركة حماس اثبتت صدقها نحو المصالحة، معتبرة أن الخطوات التي أقدمت على تنفيذها ساهمت بشكل كبير في تحقيقها، مشيدة بالدور الحماسي في انقاذ القضية الفلسطينية من خلال تحقيق المصالحة.
وحيد الأقصري رئيس حزب مصر العربي الاشتراكي، قال بدوره إن حركة حماس قدمت خطوات جادة وهامة وإيجابية على طريق المصالحة الفلسطينية، معرباً عن شكر مصر لقيادة حماس على مواقفها تجاه المصالحة.
وأضاف الأقصري للرسالة، أن المصالحة الوطنية تمثل ضرورة فلسطينية وعربية، لاستعادة المكانة للقضية الفلسطينية، ولتبقى نقطة الارتكاز والمحور الذي تدور حوله القضية العربية.
وأكدّ الأقصرى أن حركة حماس لعبت دورًا مهما في إنجاح الوساطات المصرية وقدمّت كل ما بوسعها لجهاز المخابرات من أجل إنجازها.
وذكر أن الدور الذي لعبته حماس كان مركزيا ومحوريا في الوصول لهذه المرحلة لإنجاز المصالحة، والمطلوب "أن تبدي جميع الأطراف ذات الاهتمام".
أحمد بهاء الدين شعبان مؤسس الحزب الاشتراكي المصري، وصف الخطوات التي قدمتها حماس بـ"التاريخية"، مشيرا إلى أن ما قدمته الحركة كان "كفيلا بفتح صفحة جديدة في تاريخ القضية الفلسطينية، وسيحسب لها ذلك".
وقال شعبان لـ"الرسالة" إن حماس تركت بصمة مهمة في هذا الحدث المتعلق بالمصالحة، "وكان لها الدور في نجاح الوساطة والدور المصري".
وأعرب عن أمله أن تتحول العلاقة إلى بعد استراتيجي بين غزة ومصر، "فما يقدم اليوم لا بد أن يبني جسور الثقة بين الطرفين"، مشيرا الى ضرورة أن تبادل السلطة الفلسطينية الموقف ذاته وتلعب دورا في انهاء حقبة الانقسام.
من جهته، قال السفير المصري الأول لدى السلطة الفلسطينية محمود كريم إن حركة حماس تجاوزت كل الاتهامات التي كانت تتهم بها حول رفضها للمصالحة، واثبتت نضجها ووعيها الكامل تجاه المخاطر المحدقة بالقضية الفلسطينية.
وأضاف كريم لـ"الرسالة" أنّ الحركة قدّمت كل ما عليها على صعيد استحقاقات المصالحة" فيما لم يقدم أبو مازن أي شيء حول هذه المصالحة، والكرة في ملعبه".
وأوضح أنّ الحل بيد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وعليه أن يعيد الأوضاع في القطاع قبل تشكيل اللجنة من قبيل استعادة رواتب الموظفين المستنكفين وإعادة الكهرباء والمياه للقطاع".
ورأى أنّ اللجنة الإدارية لم تكن هي المشكلة "فقد شكلت منذ أشهر قليلة ولكن الانقسام منذ عشر سنوات، فقناعتي أن المشكلة تكمن في رفض الشراكة السياسية والإصرار على اقصاء الموظفين الذين جرى تعيينهم عام 2007".
وأكدّ أن استجابة حماس للجهد المصري دليل على صدق توجهها في العلاقة وأنها تقدر وتحترم هذا الدور ولديها رغبة في انجاحه.
وحثّ الرئيس عباس لاستكمال ملف المصالحة مع جميع الأطراف الفلسطينية، و"الاحتذاء بموقف حماس بتقديم المصلحة العليا على مصالحه الخاصة".
مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق عبد الله الأشعل، قال بدوره، إنّ حركة حماس نجحت في القاء الكرة بملعب الطرف الآخر، وسجلتّ لنفسها نجاحًا في القفز عن حالة الطوق المفروض عليها من الأطراف المختلفة.
ورغم قناعة الأشعل بأن هذه المصالحة مرتبطة بأسباب ودوافع مختلفة، إلّا أن قيادة الحركة الجديدة تعاملت ببراعة في الموقف من المصالحة، وسحبت الذرائع من يد خصومها.
يشار إلى أن مأمون سويدان مستشار الرئيس الفلسطيني محمود عباس أكدّ أن حركة حماس تعاملت بإيجابية عالية مع الحكومة الفلسطينية.