قائد الطوفان قائد الطوفان

عائدون لغزة: الحصار أهون من إذلال السلطات المصرية!

عائدون لغزة: الحصار أهون من إذلال السلطات المصرية!
عائدون لغزة: الحصار أهون من إذلال السلطات المصرية!

رفح-نور الدين الغلبان

في صورة هزت أرجاء صالة الوصول في الجانب الفلسطيني، نزل الحاج السبعيني أبو خليل إلى أرض المعبر، ليسجد شكراُ لله عز وجل أن كُتب له أن يشتم رائحة وطنه بعد يومين من الإذلال والمعاناة خلال طريق عودته.

وجلس أبو خليل على أحد كراسي الصالة وقد أعياه التعب والإرهاق، ليصف معاناته لمراسل "الرسالة نت" بلهجة عامية بسيطة:" كل اللي بيصير مقصود.. بيتعمدوا يذلونا ويبهدلونا.. ليش مش قادر أفهم".

ويتابع بعد أن أخذ نفساُ عميقاُ:" الجانب المصري يبرر الإجراءات التعسفية المهينة بحق المسافرين الفلسطينيين بالظروف الأمنية في سيناء، ليتكرر المشهد في كل مرة من فتح المعبر".

ولفت أن الوقت الذي استغرقه داخل الصالة المصرية وصل إلى 9 ساعات من تسليم جواز سفره، في حين استغرق الوقت داخل صالة الوصول الفلسطينية عدة دقائق.

ولم يُطق جسد الحاج أبو خليل البرد القارس طيلة فترة تنقله عبر الكمائن والحواجز التي تزيد عن الثمانية حواجز من حين خروجه من القاهرة إلى حين وصوله إلى بوابة المعبر.

وقال: "إن المئات من المسافرين العالقين يتكدسون خلف البوابة السوداء في الجهة المقابلة من المعبر إلى حين السماح لهم بالعبور إلى داخل الصالة المصرية"، مناشداُ السلطات المصرية بضرورة تسهيل السفر للقادمين والمغادرين على حد سواء.

ملامح الإرهاق بدت جلياً في وجوه العالقين الذين وصلوا الجانب الفلسطيني خلال فتح معبر رفح البري استثنائياً، ليصفوه بالأقسى والأصعب في عملية وحركة السفر لهم.

ولا تزال عشرات القصص والروايات دفينة في قلوب أصحابها لتصبح في طي النسيان، بسبب رغبتهم بالعودة من نفس الطريق رغم مرارته، وخوفاُ من منعهم من السفر من قبل المصريين.

"أشقائنا المصريون يتفننون في الإذلال والإهانة بحقنا.. وضع يرثي له خلال العودة، لماذا كل هذا العقاب والحقد الأعمى"، كلمات خرجت بغصة من فم العائد إلى قطاع غزة ياسر عبد ربه.

وبعكازيه المتواضعتين يتحامل على نفسه من أجل النزول من الباص الذي كان يقلهم من الجانب المصري في معبر رفح البري، تجاه المعبر الفلسطيني.

وما أن وطأت قدميه أرض غزة صرخ قائلاً:" حصار غزة أهون علينا من الذل الذي شاهدناه خلال طريق العودة"، وبتنهيدة تابع " الحمد لله على نعمة غزة.. الحمد لله على نعمة غزة".

ويقول عبد ربه الذي خرج إلى مصر من أجل تلقي العلاج:" نزلت من القاهرة إلى العريش يوم الخميس بتاريخ 26 يناير، وبتنا فيها حتى يوم الجمعة ومن ثم توجهنا للمعبر، لتستغرق الرحلة 48 ساعة حتى وصلنا إلى المعبر".

وتابع:" تعرضنا لتفتيش مهين ومذل للأمتعة، الأمر الذي أرهقنا بشكل كبير جداُ، وخصوصاُ على كمين الذل "الريسة". ويذكر عبد ربه تلك الساعات التي قضاها على الكمين الذي يصفه كل من يدخل إلى المعبر بأنه "مخصص لإذلال وإهانة المسافرين القادمين والمغادرين على حد سواء"، مؤكداً أن تلك الساعات بأنها "لن تغيب عن ذاكرته".

حال المواطنة الستينية نعيمة محمود 56 عاماً لم يختلف كثيراُ، حيث وصفت طريق العودة بأنه "أكثر صعوبة من العمليات الثلاثة التي أجرتها برأسها بسبب تسريب سائل دماغي".

وعبّرت عن سخطها من المعاملة غير الآدمية التي لاقتها، علاوة على عمليات التفتيش المذلة عند كل كمين كانت تمر عليه، مبينةً أنه تم مصادرة العديد من أغراضها التي أحضرتها كهدايا لأبنائها.

وحسب شهادات المسافرين القادمين من الجانب المصري فقد تعرضوا لصنوف العذاب طيلة طريق العودة، بدءاُ من التفتيش على الحواجز والكمائن المنتشرة على طول الطريق، وليس انتهاءً بالحجز في الصالة المصرية في ظروف غير إنسانية.

وحسب مدير الإعلام بمعبر رفح البري وائل أبو عمر فإن اليوم الثالث من فتح المعبر شهد مغادرة خمس حافلات باتجاه الصالة المصرية من المعبر، موضحاً أنه تم مغادرة حافلة جوازات مصرية، وثلاث حافلات كشوفات داخلية، وحافلة تنسيقات مصرية وذلك حتي الساعة ال5 من مساء اليوم الاثنين، مشيراُ إلى وصول عدة حافلات تحمل مسافرين عالقين إلى الصالة الفلسطينية.

ولفت إلى أن الجانب المصري قرر تمديد العمل في معبر رفح البري إلى يوم غد الثلاثاء في الاتجاهين.

البث المباشر