المار في أحياء بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، لابد وأن يزور "جبل العشاق" الواقع أقصى شمال بيت لاهيا، لما يمثله من متنفس للمواطنين في البلدة.
ويسمي المواطنون في البلدة الجبل أيضا بـ "تل الذهب"، ويعتبرونه مكانا للألفة بين الأهل يستمتعون بالجلوس عليه.
والجبل هو أعلى المناطق في بيت لاهيا ويطل على جميع أحيائها، وكذلك على أحياء أخرى، كما يطل على بعض القرى داخل الخط الأخضر والتي تبعد أقل من كيلو متر واحد منه.
ويشكو سكان البلدة من تقلّص مساحة الجبل خلال السنوات الأخيرة، ليبقى على مساحة لا تتجاوز ثلاثة دونمات، بعد أن كان يزيد عن عشرين دونما.
ويروي المواطن ماجد المسلمي، حكايته مع الجبل، والذي يرتاده بشكل يومي وخصوصا في أيام الصيف، قائلاً لـ "الرسالة": "قبل سنوات كانت مساحة الجبل كبيرة جداً، وعلى مساحة واسعة ومليئة بالرمال الصفراء، إلا أن سنة بعد الأخرى بدأت تتقلص".
ويخشى أن يندثر الجبل خلال السنوات القليلة المقبلة، وتفقد البلدة أحد معالمها التي طالما كانت حاضرة بالذكريات الجميلة بين السكان.
ولا يزال السكان يحافظون على الجلوس في حلقات فوق الجبل وتجاذب أطراف الحديث واحتساء المشروبات الساخنة، وتناول طعام الغداء تحت أشعة الشمس الدافئة.
ودعا المسلمي، بلدية بيت لاهيا لضرورة المحافظة على الجبل من الاندثار، والحماية ما تبقى من ليبقى واجهة للبلدة ومتنفس لمواطنيها.
ويقصد المتنزهون الجبل، لبعده عن مركز المدينة وضوضائها، واطلالها على مساحات واسعة من الزراعة وبالأخص زراعة الفراولة الحمضيات.
ويسترجع الأربعيني خالد حمودة، ذكرياته مع الجبل أيام الطفولة، مؤكدا أن الجبل كان مقصدا للألعاب الرياضية والحركات البهلوانية بجانب المتنزه.
وتذمر حمودة من تآكل جبل العشاق، وتقلص مساحته بنسبة كبيرة، مشيرا إلى أن استمرار الحال سيؤدي إلى اندثاره في غضون بضع سنوات.
رئيس بلدية بيت لاهيا عز الدين الدحنون، قال: "الجبل أرض خاص لعدد من العوائل وبالتالي لا سلطة للبلدية عليه حتى تمنع التصرف فيه". وأضاف الدحنون في حديث صحفي، أن البلدية تخطط لجعل منطقة شمال بيت لاهيا منطقة سياحية زراعية.
وأكد أن المنطقة ستضم حقول ومحميات زراعية وبرك أسماك ومطاعم وغيرها، مضيفا: "سيتم استغلال طبيعة المنطقة". وأشار إلى أن منطقة بيت لاهيا تحتاج إلى متنفس طبيعي وهذا ما تقوم به البلدية رغم محدودية الإمكانات.
