الرسالة نت- رامي خريس
كشف تصريح رئيس الوزراء المصري أحمد نظيف في مقابلة متلفزة خلال زيارته إلى لبنان "المستخبي" عندما قال أن بلاده على استعداد لفتح معبر رفح بالكامل إذا خرج الاحتلال من قطاع غزة .
وهنا لا يبدو أن الجدل حول أن غزة محتلة أم حرة مفيد، فهذا بالتأكيد شيء معلوم للجميع ولكنها محاولة للتضليل ، فالاحتلال وقواته خرجت من القطاع عام 2005م ، ولكنها بقيت تحاصره من الخارج، فالجهة الوحيدة التي لا توجد بها قوات إسرائيلية هي بوابة الجنوب مع مصر ، فإذا فتحت الحدود الجنوبية يتلاشي تأثير الحصار أو الاحتلال - كما يحول لنظيف القول – ولكن يبدو أن هناك لا تزال رغبة لدى القاهرة بان يستمر الحصار أو على الأقل ترغب في مواصلة الاحتفاظ بمفاتيح البوابة وهو ما يوفر لها ميزة كبيرة فيكون باستطاعتها الضغط على الحكومة الفلسطينية أو بالأحرى على حركة حماس وقت ما تشاء .
ومع أن جدوى التفكير بهذه الطريقة لم يثمر فمع كل الضغوط لم تفلح القاهرة بانتزاع أي تنازل جوهري من قيادة حماس التي استمرت في الإعلان عن تمسكها بالخطوط العريضة لسياستها فضلاً عن تشبثها بمبادئها المعلنة.
الوقت الضائع
وإذا كانت القاهرة التي اضطرت لفتح معبر رفح بشكل جزئي بعد مجزرة أسطول الحرية ما زالت تحاول اللعب في الوقت الضائع ظناً بإمكانية إحراز أهداف ، فإن حكومة الاحتلال التي –اسوَّد وجهها- بعد ارتكاب قواتها للمجزرة لا تزال متمسكة بحصار غزة الذي سيتلاشى عملياً من كثرة الثغرات التي فتحت بجداره ، وتحاول الحكومة الصهيونية إبقاء الحصار والإعلان عن جملة من التسهيلات بعضها ينفذ وأكثرها يبقى حبراً باللغة الانجليزية على ورق ، فحتى بالعبرية لا يتحدثون عن قرار واضح بالتخفيف .
إذن هم يحاولون تضليل العالم بأن كل شي يتوفر في غزة ومع ذلك يقولون أنهم لن ينهوا الحصار، وأحرار العالم يريدون أن ينكسر الطوق الحديدي عن غزة وسكانها.
ويعود الإسرائيليون ليقولون مرة أخرى أنهم يدرسون إدخال تسهيلات جديدة لكنها أيضاً لا تقنع أحداً، فتستمر استعدادات المتضامنين لتسيير أساطيل الحرية نحو القطاع فيخشى الصهاينة تعرضهم لإحراج جديد أو وقوعهم في ورطة أخرى غير تلك التي وقعوا فيها مع تركيا أردوغان.
ومثل ما يحصل مع الحكومة الإسرائيلية فإن القاهرة ستبقى في حرج طالما أن غزة محاصرة ولن يقتنع أحد بفتح معبر رفح بشكل جزئي .
ومع ان هناك من يقول أن مصر ترغب فعليا في إنهاء الحصار فإنها تريد ان يتحقق ذلك بإدخال (إسرائيل) لبعض المواد والسلع التي يحتاجها القطاع، وليس في ان تكون غزة حرة عملياً من خلال معبر رفح او حتى بحصولها على ممر بحري .
فإدخال (إسرائيل) للسلع يمكن أن ينتهي في كل لحظة واما انهاء الحصار بشكل كلي فيكون عبر معبر وميناء حر، وهو ما لا تريده بالتأكيد (إسرائيل) والقاهرة قبلها.
من الواضح أن الأطراف التي تحاصر القطاع ستبقى محاصرة بالحرج الذي أوقعت نفسها فيه ولن تتخلص من طوق النقد الذي تتعرض له إلا بكسر الطوق الذي تلفه حول عنق غزة.