اتسمت السياسة المصرية اتجاه الفلسطينيين خلال الأسبوع الماضي بأسلوبين: في الأول أظهرت السلطات المصرية العين الحمرة، وفي الثاني العين السخنة.
الأول كان من نصيب الرئيس محمود عباس وجماعته بعدما طبعت الجهات الأمنية علامة على قفا امين سر اللجنة المركزية جبريل الرجوب بمنعه من دخول القاهرة، بينما كانت في النموذج الثاني تواصل فتح العين السخنة أمام وفود قطاع غزة ضمن سياسة جديدة اتجاه مختلف مكونات قطاع غزة، دون إغفال ان أكثرها دفئا وسخونة مع القيادي المفصول من فتح محمد دحلان.
ما يميز السلوك المصري خلال الأعوام الأخيرة استغلال التناقضات والتجاذبات الفلسطينية الداخلية سواء بين حماس وفتح او بين فتح وفتح، وقد أجادوا استخدامنا عندما مارسنا أدوار الوشاية والكيد ودق الأسافين ضد بعضنا، وما حدث مع الرجوب نموذجا.
المفارقة هنا أن الرجوب ورئيسه كانا يوما يمارسان نفس الدور ضد حماس، ولسنوات كانت تدفع غزة ثمن غضب السلطات المصرية، بينما طريق الحب ميدان لعباس والرجوب "سرّي مرّي" كضيوف دائمين على مصر، ويومها لم يرَ الرجوب ذلك تدخلا مصريا في الشأن الفلسطيني.
ودارت الأيام، وغنت مصر لغزة وحماس:" ومرت الأيام... ما بين بعاد وخصام ... وقابلته.. نسيت إني خصمته ... ما اعرفش إزاي أنا كلمته".
بينما نقل مشاركون في عين الـ سخنة 4 عن وكيل المخابرات العامة قوله: "ان مصر كان لديها القدرة على التعامل مع جبريل الرجوب بأسلوب أسوأ من الترحيل لكنها اكتفت بذلك" وأضاف: "كنا قادرين نحجزه ونخليه ينام على البرش، لكن تعاملنا بأخلاقنا وروحناه"، وهكذا ظهرت سياسة العين الحمرة.
طبعا فتح عباس استوعبت الصفعة، ولم تطلق ناطقيها واعلاميها لمهاجمة مصر كما يفعلوا عادة، وكان الرجوب مؤدبا وهو يحاور فضائية مصرية.
وبعيدا عن الشماتة، هذه الصورة الفلسطينية محزنة، ندفع ثمنها جميعا من كرامتنا وصورتنا النضالية، التي شوهها الوشاة وكتبة التقارير الكيدية لمصر ولمختلف الأنظمة العربية، ومهما يكن ينبغي على الجميع العمل وفق القاعدة الذهبية: "الدنيا مثل الخيارة، يوم في ايدك ويوم في ......
ويوم في السحارة".