أمرت كوريا الشمالية بطرد السفير الماليزي لديها وأمهلته يومين لمغادرة البلاد ردا على خطوة مماثلة قامت بها كوالالمبور، وذلك في أحدث فصول التوتر بين البلدين منذ اغتيال كيم جونغ نام الأخ غير الشقيق لزعيم كوريا كيم جونغ أون الشمالية الشهر الماضي.
وأفادت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الاثنين، بأن "وزارة الخارجية تعلن سفير ماليزيا شخصا غير مرغوب فيه وتطالب برحيله خلال 48 ساعة".
وذكر مراسل الجزيرة من كوالالمبور سامر علاوي أن السلطات الماليزية أكدت أنها تلقت معلومات من قبل وزارة الخارجية في كوريا الشمالية بطرد سفيرها نزار محمد من بيونغ يانغ وأمهلته 48 ساعة في معاملة بالمثل، حيث كانت ماليزيا قد طردت سفير بيونغ يانغ السبت، وأمهلته 48 ساعة أيضا باعتباره شخصا غير مرغوب فيه.
بموازاة ذلك، شن سفير كوريا الشمالية كانغ شول قبل مغادرته كوالالمبور هجوما على السلطات الماليزية التي اتخذت قرار طرده، معتبرا أنها تجري تحقيقا "منحازا" في اغتيال كيم جونغ نام في مطار العاصمة الماليزية بغاز أعصاب فتاك.
وانتقد السفير ما اعتبر أنه "تحقيق للشرطة الماليزية يستهدف بلاده مسبقا"، وقال إن التحقيقات "لم توجهها الشرطة الماليزية بشكل جيد، لقد قاموا بتشريح لجثة جونغ نام بدون موافقة أو مشاركة سفارة كوريا الشمالية وأوقفوا بعد ذلك مواطنا كوريا شماليا دون أدلة واضحة على ضلوعه في الحادث".
وكان السفير الكوري الشمالي قد استدعي السبت إلى مقر الخارجية الماليزية، لكنه لم يستجب للاستدعاء.
تمدد الخلاف
وتحدث مراسل الجزيرة عن أن هناك إجراءات أخرى قد تتواصل عقب الطرد المتبادل لسفيري البلدين.
وامتد الخلاف إلى المجال الرياضي، حيث أشار مراسل الجزيرة إلى أن الحكومة الماليزية لم تسمح لمنتخب كرة القدم في البلاد بالسفر إلى كوريا الشمالية، حيث كان مقررا أن يزور بيونغ يانغ نهاية الشهر لإجراء مباراته ضمن تصفيات كأس آسيا، كما أنها أبلغت الاتحاد الآسيوي بأن يختار بلدا ثالثا لإجراء المباراة.
وذكر مراسل الجزيرة أن الوضع بين كوريا الشمالية وماليزيا بشأن قضية اغتيال نام يشهد جمودا.
وأكد أن وزارة الصحة الماليزية لا تزال مصرة على موقفها بعدم تسليم نام إلا إلى أحد أقربائه من الدرجة الأولى وفق ما تنص عليه قوانين البلاد، بينما لم يتقدم حتى الآن أي من هؤلاء.
ولم تؤكد كوريا الشمالية حتى الآن هوية جونغ نام الذي قتل الشهر الماضي في مطار كوالالمبور، إلا أنها كانت انتقدت مرارا التحقيق الماليزي وقيام كوالالمبور بتشريح جثته رغم مطالبة بيونغ يانغ بتسليمها.
وتفاقم غضب ماليزيا في واقعة مقتل جونغ نام بسبب استخدام القتلة غاز الأعصاب "في إكس"، وهو غاز شديد السمية لدرجة أن الأمم المتحدة تدرجه على قائمتها لأسلحة الدمار الشامل.
الجزيرة نت