قائمة الموقع

مثقفون وسياسيون يختلفون حول مشروع "دولة غزة"

2017-03-14T15:56:17+02:00
جانب من الندوة
غزة-الرسالة نت

تباينت وجهات نظر وتحليلات مجموعة من المثقفين والكتاب والسياسيين حول حقيقة مشروع "دولة غزة"، وذلك خلال ندوة نظمها مركز أطلس للدراسات تحت عنوان "صناعة دولة غزة بين التهويل والتهوين".

رئيس المركز عبد الرحمن شهاب، استعرض ما قيل عبر وسائل الإعلام وما كتبه البعض عن مشروع دولة غزة، وإمكانية تحقيقه، وطرح تساؤلًا على الجميع "هل ما ينشر حول المشروع هو تهويل أم تهوين؟".

من جهته، استعرض الدكتور إبراهيم أبراش ما جاء في كتابه، حول مشروع "دولة غزة"، لافتًا إلى أن المشروع قائم ومخطط له سلفًا وبإحكام من أمريكا وإسرائيل وأحزاب الإسلام السياسي، مستعرضًا محطات مفصلية تصب في خدمة المشروع.

وأشار أبراش إلى أن انسحاب أريئيل شارون من غزة عام 2005 لم يكن عبثًا، بينما لم تدرك الفصائل التي احتفلت بالانسحاب بالنوايا الحقيقة والأهداف التي يرمي لها شارون من ذلك.

ولفت إلى أنه منذ العام 2004 ظهر مشروع إسلامي سياسي هدفه تسليم جماعات الإسلام السياسي للسلطة وتمكينهم لكي يلتهوا بها، ووجدوا في حركة حماس في غزة قاعدة لذلك، بموافقة إسرائيلية أمريكية، وعجز السلطة الفلسطينية عن وقف المخطط رغم علمها به.

ورأى الكاتب أبراش أن التفكير بـ "دولة غزة" هو جزء من التفكير الاستراتيجي الإسرائيلي منذ أوسلو، التي كان الحديث يدور عن غزة أولًا، وثم ألحقت بها أريحا.

وتابع أن حماس خاضت الانتخابات المحلية عام 2005 وفازت بها، ومن ثم التشريعية عام 2006 التي كانت المؤشرات تؤكد فوزها نظراً لفوزها في الانتخابات المحلية قبلها بعام.

وأردف أن أمريكا مارست ضغوطًا على الأردن في العام 2006 بإدخال الإسلاميين الانتخابات وإشراكهم وعلى مصر، والمغرب وتونس، ورأى أن تمكين الجماعات الإسلام السياسي في فلسطين لم يأت عبثًا، وبعد الانتخابات جاءت حماس وسيطرت على القطاع عام 2007.

وتساءل أبراش: لو لم تنسحب إسرائيل من غزة، هل كانت حماس تستطيع أن تسيطر على قطاع غزة؟ هذا سؤال بحاجة لنقاش، ولو كانت إسرائيل معنية بالحفاظ على أراضي السلطة.

وأوضح، أن كسر الحصار كان المقصود فيه تثبت سلطة حماس في غزة.

وقال: ربما البعض يرى مبررًا التعامل مع كيان غزة، خاصة أن إسرائيل خرجت من القطاع، وهو المتاح والممكن بيد الفلسطينيين، ولماذا لم يكن القطاع قاعدة ومنطلق لاستكمال تحرير فلسطين؟ مجيبًا أنه يمكن القبول بذلك في حالة واحدة، وهي أن الحالة التي تحكم غزة هي حالة وطنية وجزء من المشروع الوطني، وليست حالة إسلامي سياسي مرتبطة بموضوع إسلامي، متجاوز للوطنية.

وقال ان غزة استعملت كملهاة تستنزف قدراتنا الوطنية، حتى تتفرغ إسرائيل لاستكمال مشروعها في الضفة والقدس.

وأضاف أن غزة ستبقى كيان فلسطيني لا أحد يريده، والخوف على الضفة، وإسرائيل وظفت قضايا غزة وكل ما يجري فيها من حصار وأزمات متعددة، من أجل جعل أهلنا في غزة يصلوا إلى حالة يقولون فيها "نريد الخلاص"، كما يحدث اليوم.

وأشار إلى أن الحديث عن "دولة غزة" أصبح واضحًا، والتسريبات التي حدثت، سواء في عهد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بأنه يوافق على توسيع غزة في سيناء، رغم نفي الخارجية، وأيام الرئيس السابق محمد مرسي طرحت نفس الفكرة، توسيع غزة باتجاه سيناء.

وفيما يتعلق بحركة حماس، قال "لو كانت حماس وطنت مشروعها وأصبح جزءًا من المشروع الوطني، تصبح جزء من الحالة الوطنية ربما كان الأمر أقل حدة".

ورأى أن مصر مستعدة لأن تتعامل مع حالة ما في غزة بمعزل عن السلطة والرئيس، لافتًا إلى أن الفترة الأخيرة كل فتح المعبر والزيارات لم يكن بالتنسيق مع الرئيس، وإنما مبادرة من مصر عبر محمد دحلان أو كقائد مرتقب لغزة ما بعد حماس.

بدوره، استعرض المختص في الشأن الإسرائيلي عامر عامر، الموقف الإسرائيلي من مشروع دولة غزة، مؤكداً عدم وجود موقف رسمي إسرائيلي يتبنى الموضوع.

وأوضح أن الانفصال وقع بين الضفة وغزة، وتولدت لإسرائيل مشكلة أمنية من غزة، وإسرائيل لا تريد أي شيء يهدد أمنها، ومن هنا بدأت إسرائيل في البحث عن مخرج للمشكلة الأمنية، ومشروع "دولة غزة" أحدها، ولا يمكن لهذا المشروع أن يرى النور إلا بموافقة إسرائيلية.

وقال ان "إسرائيل لم تحدد موقفاً رسمياً من الموضوع، وما يجري الحديث عنه هو فقط من قبل مراكز الأبحاث وأجهزة الأمن من استخبارات وشاباك".

وأَضاف أن شعبة الاستخبارات العسكرية توافق على إعطاء ميناء للخروج من أزمة الأمن بالنسبة لغزة، و"الشاباك" يعارض، واليمين يعرض الأمر بشكل مفتت، والنتيجة لا يوجد موقف محدد من المشروع.

وأكد أن "إسرائيل لن تعطي موافقة على دول غزة إلا بشروط صعبة جدًا"، معربًا عن اعتقاده بأن "لا دولة في غزة، وإنما هي فكرة لإلهاء القائمين على الأمر في غزة وتخفيف الضغط".

أما المختص في الشأن الإسرائيلي أكرم عطا الله، فرأى أن ما هو قائم في قطاع غزة منذ 10 أعوام مرسخ وبالتفاصيل، وقال "إن ما هو قائم هو نظام ليس ضمن السلطة الفلسطينية، له كل شيء خاص به، حتى علاقاته الخارجية.

وأضاف أن كل المشاريع الإسرائيلية تكسرت على وعي وصمود الشعب الفلسطيني.

في نفس السياق، رأى الكاتب محمود حجازي أن غزة تعيش في ظل بيئة دولة كاملة، ولديها مجلس تشريعي يصدر قوانين، جهة أمنية، بنية دولة، هناك دول في الإقليم تلعب على الموضوع، للمس بمنظمة التحرير.

وقال حجازي "نحن موجودون في دولة بصراحة، وإسرائيل أخرجتها من غلافها منذ بدء الانقسام، وهناك عجز فلسطيني لاستعادة الوحدة".

وأضاف أن "حماس لن تسمح لاحد بخدش سيطرتها على القطاع، وهذه المعادلة إسرائيل تدعمها الى جانب الإقليم".

ورأى أن السيناريو الأقرب لغزة هو هدنة طويلة الأمد وترتيب وضع غزة هو المطروح؛ بمعنى التعامل مع غزة من جانب إنساني دون مراسم سياسية بدعم قطري تركي.

في سياق متصل، طالب الباحث عبد السلام أحمد خصوم، الاسلاميين بالتوقف عن التشكيك في وطنيتهم ونضالهم لأجل فلسطين، قائلًا "إن جاز لهم التشكيك، فمن حق الإسلاميين أيضًا التشكيك في نشأة السلطة وأوسلو، وحتى م. ت.  ف. برعاية عربية، ولم يعد يعيب أي جهة ان تتهم من خصومها بأنها مشتبهه بالتساوق مع جهات خارجية طالما انها اتهامات متبادلة ضمن شيطنة الفرقاء السياسيين، فالكل العربي والاسلامي في الأغلب مفعول به".

وتساءل بالقول "أين هو المشروع الوطني؟، ما نراه هو انسياق فلسطيني للمخططات الصهيوأمريكية"، منتقدًا في ذات الوقت التربص بالإسلاميين كلما جرى حوار أو لقاء مع مسئول غربي هنا أو هناك. هل المشروع العلماني يعتبر الغرب عدوًا ممنوع الحديث معه؛ على فرض وجود مشروع علماني في المنطقة؟".

من جانبه، رأي المختص في الشأن الإسرائيلي إسماعيل مهرة ان "حديثنا اليوم عن دولة غزة والحديث عن الدولة الواحدة أو ذات الحدود المؤقتة؛ كل ذلك يأتي في نفس سياق الأزمة الناتجة عن فشل مشروع دولة الـ 67".

وقال "إن الحديث عن دولة غزة يعتبر أحد أعراض أزمة الفشل"، مضيفًا ان "دولة غزة" ستكون تتويجًا لمسيرة الفشل إذا استمرت بغض النظر عن قبولها من هذا الطرف الفلسطيني أو ذاك لأنها ستكون دولة الممكن للفلسطينيين.

من جانبه، رأى الدكتور عبد الكريم شبير أن مشروع دولة غزة، يتكون من تمدد غزة في العمق السيناوي بمساحة 1700 كيلو متر وتبادل أراضٍ في النقب، وإنشاء مطار وميناء ومحطة تحلية مياه ومحطة كهرباء ومد أنابيب غاز.

وأوضح شبير أن الجانب المصري هو المعني أكثر من أي دولة عربية بالموضوع لأنها تمثل عمق الأمن القومي العربي المصري، متسائلاً هل مصر ستقبل ام لا؟، معرباً عن اعتقاده أن المشروع عرض على مصر ثلاث مرات

اخبار ذات صلة