قائمة الموقع

ناهد لوالدها: مازن أوصاني ألا أبكي

2017-03-25T12:09:28+03:00
في آخر ظهور للشهيد القسامي مازن فقها بجانب زوجته خلال تخرجها من الجامعة الإسلامية
نابلس-الرسالة نت

مكالمة هاتفية فقط.. هي أقصى ما يمكن أن تفعله عائلة ناهد عصيدة، زوجة الشهيد مازن فقهاء لتربت على قلب ابنتها في "غربتها"، وفي أشد ساعات ألمها عقب تلقيها خبر استشهاده.

فلحظة إعلان نبأ استشهاد القائد القسامي مازن فقهاء، أمّ أهالي قرية تل قرب مدينة نابلس منزل عائلة زوجته "ناهد"، في موقف لم تكن العائلة تتخيله يوماً.

"يابا.. مازن وصاني ما أبكي ولا نحزن إذا صارله إشي، الله يرحمه مازن شهيد.. الحمدلله"، بتلك الكلمات التي هزّت قلوب من سمعها، ردّت ناهد الـ 26 عاماً على مكالمة والدها وعائلتها لحظة سماعهم الخبر.

وقضى مازن أمس الجمعة برصاص مجهولين أمام منزله بمدينة غزة في جريمة اغتيال فجعت أهالي القطاع، وحملت حركة حماس وكتائب القسام الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية عنها.

يقول الحاج سميح عصيدة "أبو حازم" أحد أقارب ناهد لـ"الرسالة نت": "عند وصول الخبر توجهنا لمنزل عائلتها، لم يكونوا بعد على علم بما حصل، لكن بعد لحظات عرفوا بعد انتشار الخبر على وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي".

وتابع: "كانت لحظات قاسية، فإحساس والدها وأمها وأخوتها بالعجز عن الوصول لابنتهم واحتضانها في تلك اللحظة، قتلنا جميعا".

وأضاف الحاج أبو حازم "أمسك والد ناهد هاتفه ليكلمها، وكله ألم وخوف من أن تنهار ابنته عند حديثها معهم، لكن ردّها كان مفاجئاً للجميع، كانت متماسكة وراضية بما كتبه الله، وبمعنويات عالية علو قمم الجبال قالت لوالدها:"مازن وصاني ما أبكي، وما حدا يبكي على فراقه، مازن شهيد".

وأوضح أن ناهد رغم صغر سنها، إلا أنها صبرت عند اللحظة الأولى، "كانت معنوياتها وموقفها ونبرة صوتها مفاجئاً للجميع، نسأل الله لها الثبات".

وذكرت ناهد لوالدها أن الشهيد مازن أخبرها أنه ذاهب لصلاة العشاء كعادته، لكنه وُجد شهيداً مضرجاً بدمائه".

وكانت ناهد قد ارتبطت بالشهيد مازن بعد إبعاده لقطاع غزة، قبل نحو ست سنوات.

والشهيد مازن، صديق ورفيق خال ناهد، الأسير المحرر عمر عصيدة، الذي أُبعد أيضاً لغزة في صفقة وفاء الأحرار.

ويستذكر "أبو حازم" قصة زواج ناهد ومازن قائلاً: "استضافت قناة الأقصى عائلة المحرر عمر عصيدة في بث مباشر معه في قطاع غزة، وكان الشهيد مازن متواجد معه، فرأى ناهد، وبعد انتهاء اللقاء، سأله عنها ومن تكون، وقال له "إذا طلبتها هل تقبلون؟".

لم تتردد ناهد بقرار زواجها، ولم تمانع عائلتها ذلك الارتباط على الرغم من كل ما سيرافقه من فراق وغربة وحرمان من لقائهم بها، وقالت لأهلها حينها:"سأقبل الزواج بمازن، حتى لو كان الثمن أن أترك أهلي وبلدي".

ولفت "أبو حازم" أن عائلة ناهد ستسعى للحصول على تصاريح زيارة لقطاع غزة، للوقوف لجانب ابنتهم، "فلا أحد من أقاربها حولها سوى خالها المحرر المبعد "عمر عصيدة".

وأشار إلى أن عائلة عصيدة توجهت لطوباس لمشاركة عائلة فقهاء في بيت العزاء، ويقفوا بجانبهم في محنتهم.

وفي محافظة طوباس، لم تغب معاني الصبر أيضا عن منزل عائلة الشهيد، الذي أمّه المواطنون ومحبو الشهيد من مختلف مناطق الضفة المحتلة.

وبرباطة جأش لم يمتلكها الكثير ممن أحبوا مازن وعرفوه في بلدته طوباس، لدى معرفتهم باستشهاده، وقف الأب "محمد فقهاء" يُسمع من جاء ليواسيه برحيل فلذة كبده، قائلاً: "نحن راضون بقضاء الله وقدره، كانت الشهادة أسمى أمانيه، وكان يقول لأمه دوماً: ادعيلي أستشهد وقد نالها الحمدلله".

وكان اللقاء الأخير الذي جمع مازن بوالديه، في عام 2012، حيث منعت العائلة من زيارته فيما بعد.

وتوافدت جماهير من محافظة طوباس ومناطق الضفة الغربية المحتلة على منزل عائلة الشهيد فقهاء منذ ساعات الصباح الباكر، تزامناً مع استعدادات تشييعه في قطاع غزة.

داخل المنزل الذي لم يتسع لوفود المعزين، ولا للحزن الذي ملأ قلوبهم، اجتمع أصدقاء الشهيد ومن رافقوه في سجنه، ومن عرفه خلال مطاردته، وزملائه في الجامعة، كل منهم يستذكر المواقف التي جمعتهم به، وكلهم فخر بأن "مازن" مرّ في شريط حياتهم وترك لديهم ذكرى لن ينسوها.

وانطلقت مسيرة جماهيرية في طوباس باتجاه منزل عائلة الشهيد، حيث أقيمت صلاة الغائب عليه، وسط مشاعر الغضب والحزن، التي عمّت أرجاء الوطن.

 

 

 

اخبار ذات صلة