"قيامة أرطغرل" يحاكي عزة المسلمين وفتوحاتهم إبان الدولة العثمانية

قيامة أرطغرل
قيامة أرطغرل

غزة- محمد عطا الله

يجسد المسلسل التركي "قيامة أرطغرل" قصة حياة أرطغرل بن سليمان شاه، والد عثمان خان مؤسس الدولة العثمانية، كقائد قبيلة تجمعت له جميع عناصر تكوين دولة جديدة، لتحمل لواء الفتح الإسلامي في لحظات من التاريخ عانى فيها العالم الإسلامي حالة من الشتات والضعف.

المسلسل الذي ذاع صيته بشكل كبير خلال الفترة القليلة الماضية، أثار إعجاب متابعيه حول العالم وحتى من الفلسطينيين، كونه يسرد قصة الغازي أرطغرل، وقبيلة قايي التي ينتمي إليها، ويحوي الكثير من الوقائع التاريخية والدرامية.

تدور أغلب أحداث المسلسل بين ولايتي حلب وأنطاكيا في القرن الثالث عشر، في زمن الصراعات والنزاعات بين الإمبراطوريات في المنطقة، ففي الوقت الذي جاءت فيه قبائل التركمان، كان المغول والروم يتنازعان على المنطقة.

                                                             الامبراطورية العثمانية

وكما اليوم، كان المسلمون يعانون الكثير من المشاكل في القرن الثالث عشر خاصة ضعف الخلافة العباسية وهي ملجأ المسلمين في كل مكان، وكان العالم بانتظار قائد بطل، حيث ظهر أرطغرل متحدياً كل الظروف.

وفي حين كانت الإمبراطورية الرومانية والمغول أكبر أعداء أرطغرل، جابه الأخير كل المصاعب وانتصر على أعدائه بالعزم والصبر والذكاء ليهدي قبيلته أرضاً تستقر فيها، منهياً بذلك معاناتهم الطويلة، وليصبح الرجل الذي غيّر خارطة العالم ببنائه لأسس الإمبراطورية العثمانية التي انتشرت في قارات العالم القديم الثلاث.

ويعرض المسلسل صراعات أرطغرل مع الخيانة والجواسيس والمحاربين الأشداء، في رحلة محفوفة بالخطر والخديعة والألم، كما يرصد من جهة أخرى الصداقة والتضحية والإيثار والشجاعة والجرأة والحب.

                                                                 أحداث محبوكة

ويعبّر الشاب حذيفة محجز عن إعجابه الشديد للمسلسل، مؤكد أن الدافع من وراء متابعته له؛ لمعرفته وفضوله بعد أن سمع الكثير من الأحاديث عنه.

ويقول الثلاثيني محجز لـ"الرسالة نت": "المسلسل جيد تاريخيا وأحداثه محبوكة بشكل قوي ويشد الجميع لمشاهدته؛ كونه يقدم قراءة للتاريخ ولكيفية بناء الدول".

ويضيف :"رغم أن المسلسل يعزز النزعة التركية بشكل كبير وهذا حق لهم كونه من انتاج الأتراك، إلا أن أحداثه متنوعة ومشوقة وتحمل بين طياتها أهداف بناءة ".

وأوضح محجز أن الدروس المستفادة من المسلسل تكمن في أنه يعلم كيفية إقامة الدولة وفق خطوات مدروسة وواضحة، وأن الوحدة عنوان التقدم وأن الخطوات الفردية لا تبني الأمم، على حد قوله.

                                                                   دراما إسلامية

وعلى غرار سابقها تؤكد الفتاة لبابة شهاب بأن المسلسل المكون من 61 حلقة يعد نقلة في الدراما الإسلامية، لا سيما وأنه يحمل الكثير من المعاني والرسائل الجميلة.

وتضيف الطالبة شهاب التي تدرس صناعة الأفلام "أهم ما لفت نظري علي مدار مشاهدتي للمسلسل هي "الرؤية"، فمن أول حلقة يُلاحظ الطابع الإسلامي الظاهر في كافة تفاصيل المسلسل وأنّه ليس مجرد سرد للتاريخ، بل إن الكاتب قد اعتنى تمامًا باختيار ألفاظه وعباراته بدقة فائقة لتتناسب تمامًا مع الرسائل التي يريد إيصالها لنا".

وأوضحت أن الدراما التركية تعكس حالة التعدد بالمجتمع التركي، من حيث الصراع بين الهوية الإسلامية والفكر الغربي الذي يحاول تزييف التاريخ.

وتشير شهاب إلى أن المسلسل يظهر عقيدة الشخص المسلم الصحيحة، وكيف أنّ أرطغرل لم يمتعض يومًا من كثر البلاء، مردفة "رأيت كيف تم تطبيق الصبر على البلاء والإيمان التام بالله في المشاهد التي يقع فيها أحد الأبطال أسيرًا أو يقع على رأس أحدهم بلاء جديد، رأيت حبهم للشهادة في سبيل الله وكيف يتسابق المحاربون على مقاتلة الكفار".

البث المباشر