قائد الطوفان قائد الطوفان

لماذا تتهرب إسرائيل من أي حل نهائي لملف الاستيطان؟

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

غزة-محمد شاهين

لا تقف آلات البناء الاسرائيلية عن العمل للتوغل في المزيد من أراضي القدس والضفة المحتلة، بعد أن قطعت سباقًا مع الزمن لقطع أكبر جزءاً منها لصالح المستوطنات التي جعلت النفوذ الفلسطيني على الأرض يتقلص إلى أقل من 85% من مساحة فلسطين التاريخية.

معادلة الزمن التي تلعبها "اسرائيل" في صراع التسوية السلمية للقضية الفلسطينية، والتي تسعى الادارة الأمريكية إلى تسجيل السبق الأول لها في حل النزاع، يجيد الاحتلال استخدامها لصالح لتوسعة المزيد من البؤر الاستيطانية.

وكشف رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو نوايا حكومته الخبيثة في أسلوب المماطلة، بعد أن نفى الأحد الماضي ما نشرته القناة الثانية في التلفزيون "الإسرائيلي" حول التوصل لصيغة متفق عليها مع الإدارة الامريكية حول البناء الاستيطاني، وقال خلال جلسة الحكومة "المباحثات بيننا وبين الامريكان لا تزال مستمرة وآمل الا تنتهي بأسرع وقت ممكن".

وكانت الإدارة الأمريكية قد بلورت صيغة اتفاق مع نتنياهوا مفادها "أن الولايات المتحدة ستسمح لنتانياهو ان يبني مستوطنة جديدة لمستوطني البؤرة الاستيطانية عمونا، مقابل ان تكبح اسرائيل جماح البناء الاستيطاني، وان تبني وحدات سكنية استيطانية جديدة فقط داخل الكتل الاستيطانية الكبرى.

الجذير ذكره في سياق التقرير بأن هناك فرقا بين البؤر الاستيطانية والمستوطنات "والبؤرة هي بناء مدني أو شبه عسكري، لم يتم اقرار إنشائه من الاحتلال، وقد تتوسع وتتحول إلى مستوطنة كبرى، ويزيد عدد البؤر في الضفة المحتلة عن 120 بؤرة، أما "المستوطنات الكُبرى" فيبلغ عددها في الضفة 184 مستوطنة.

ويؤكد د. جمال عمرو المختص في الشأن الإسرائيلي بأن اسرائيل ومنذ أن خاضت غمار المفاوضات مع الفلسطينيين تتبع أسلوب إماتة الوقت –المماطلة-، من أجل تنفيذ مخططاتها العنصرية بصمت، والهادفة إلى اقتطاع أكبر مساحة من الأرض، وللتخفيف من حدة الانتقادات الدولية من قبل المنظمات والدول الكبرى.

ويوضح عمرو للرسالة نت، بأن سياسية نتنياهو هي امتداد لسياسية رئيس الوزراء الاسرائيلي الاسبق شامير، حين قال "سنجعل الفلسطينيين يفاوضون مئة عام دون ان يتقدموا خطوة واحدة الى الامام، فقط نفاوضهم من أجل التفاوض"، وهذا يبين بأن ما تسعى إليه الإدارة الأمريكية عبارة عن سراب لن يكبح جماح التوسع الاستيطاني على الأراضي المحتلة".

واستبعد المختص في الشأن الاسرائيلي أن يرضخ الاحتلال للتوقيع لأي اتفاقية تلزمه بالحد من وتيرة الاستيطان، إنما سيبقى يستمع إلى العروض الدولية والمبادرات التي تطرح على الطاولة السياسية، ويبقيها في طي الوقت دون تنفيذ أو توقيع، مستغلاً التساوق الإدارة الأمريكية مع سياسته العنصرية التي ينتهك فيها كل القوانين والشرائع الدولية.

وأكد عمرو أن السلطة الفلسطينية تهالكت ولم يعد بمقدورها أن تصارع الاحتلال على المستوى الدولي أو المحلي لإجباره على وقف الاستيطان أو منع الانتهاكات العنصرية التي يمررها على الفلسطينيين، وكل دورها الحالي يقتصر على إدارة الحكم بعيداً عن المقاومة أو المواجهة.

ووفق دائرة الخرائط في جمعية الدراسات العربية، فإن عدد المستوطنات في الضفة المحتلة بلغ 131 مستوطنة ويبلغ عدد المستوطنين فيها حوالي 420 ألف مستوطن، فيما وصل عدد المستوطنات في شرق القدس إلى نحو 10 مستوطنات وعدد المستوطنين قد بلغ 220 ألف مستوطن.

وذكرت حركة "السلام الآن" الإسرائيلية، في تقرير لها أن مستوطني الضفة الغربية يشكّلون نحو 13% من نسبة سكان الكيان "الإسرائيلي".

البث المباشر