في ذكراه الـ 41

يوم الأرض الفلسطيني.. حكاية شعب عشق تراب وطنه

يوم الأرض
يوم الأرض

غزة-نور الدين الغلبان

يحتفي الفلسطينيون في الداخل والشتات من كل عام بذكرى يوم الأرض الفلسطيني الذي يصادف 30 مارس/آذار من كل عام، تأكيدا منهم على عروبة الأرض الفلسطينية رغم ما طالها ويطولها يومياً من ممارسات احتلال وتهويد.

ويصادف اليوم الخميس، الثلاثين من آذار للعام 2017، الذكرى الـ 41 "ليوم الأرض"، الذي جاء بعد هبة الجماهير العربية داخل أراضي 1948، معلنة صرخة احتجاجية ضد الاستيلاء على الأراضي، والاقتلاع، والتهويد التي انتهجتها "إسرائيل"، وتمخض عن هذه الهبّة ذكرى تاريخية سميت بـ "يوم الأرض".

وتعود أحداث هذا اليوم لعام 1976م، حين حاول الاحتلال الإسرائيلي مصادرة آلاف الدونمات من الأراضي ذات الملكية الخاصة للفلسطينيين في منطقة الجليل ومحيطها، مما دفع لمقاومة شعبية فلسطينية أدت لارتقاء ستة شهداء وجرح واعتقال المئات تبعها إضراب عام.

ويشكل يوم 30 آذار من كل عام نقطة إجماع فلسطيني وتحول نضالي في تاريخ القضية الفلسطينية، حيث يستعد الفلسطينيون في الداخل المحتل عام 1948 وفي كافة أماكن وجودهم لإحياء ذكرى يوم الأرض.

العديد من الفعاليات ينظمها الفلسطينيون في يوم الأرض رُغم الصعوبات والتحديات التي يواجهها من قبل الاحتلال، وتتمثل الفعاليات التي تتمّ في هذا اليوم في: المظاهرات، والمسيرات الحاشدة من كافّة المناطق الفلسطينيّة باتجاه مناطق الاستيطان والتماس، إلى جانب الإضرابات الشاملة في كلّ محافظات الوطن، وزراعة الأشجار وإقامة المهرجانات الوطنية المختلفة.

وذكرت مديرة جمعية الثقافة والفكر الحر مريم زقوت أنه جرى إحياء فعاليات ذكرى يوم الارض بأضخم وأكبر كورال يضم 150طفلا من أطفال غزة، موضحة في حديث لــ الرسالة نت أن الأطفال أدوا أغنيتهم الجماعية والخاصة "مين اللي قالوا أنو احنا نسينا الأوطان"، فيما جسد مجموعة أخرى المراحل النضالية والبطولية للشعب الفلسطيني من خلال الأوبريت الفني "صور".

وأكدت أن هذا المهرجان يمثل ضغط ورسالة إلى العالم أجمع وللأمم المتحدة أنه آن الاوان للاعتراف بالشعب الفلسطيني الذي يطمح بوطن عادل، وأنه مهما حاول الاحتلال محو الخارطة من ذاكرة وعقول أطفالنا فإنه لن ينجح ابداً في مخططاته.

وقالت زقوت:" نعمل جاهدين لنغرس ثقافة وتاريخ وحضارة الشعب الفلسطيني من خلال المسرح والكورال وكافة الفعاليات"، معبرة عن ضرورة تعبئة الطفل الفلسطيني وإحياءه على حب الوطن والأرض.

وأوضحت زقوت أن ذكرى يوم الأرض أصبح مناسبة وطنية فلسطينية وعربية ورمزا لوحدة شعبنا في الداخل والخارج والشتات، مؤكدة أن محاولات الاحتلال في مصادرة الأراضي وتهويد القدس لن يكتب لها النجاح طالما أن لدى شعبنا حكاية عشق الأرض.

وقالت:" نستذكر كيف أن الاسرائيلي قتل وأصاب العشرات من الفلسطينيين، وصادر حوالي 21 الف دونم من أراضينا، ليعيد الذاكرة لأطفالنا وشبابنا بأن فلسطين تعيش في وجدان وفؤاد كل فلسطيني غيور".

وفي هذا الإطار، أحيت بلدية خان يونس جنوب قطاع غزة قبل أيام، ذكرى يوم الأرض بزراعة 50 دونماً في المتنزه الإقليمي الواقع جنوب غرب المدينة بمشاركة الطلبة من مديرية التربية والتعليم؛ وذلك في إطار ترسيخ هذه الذكرى في نفوس الأجيال، والمحافظة على الجذور الوطنية والتمسك بالأرض والهوية.

وأكد المهندس يحيى الأسطل رئيس بلدية خان يونس أن ذكرى يوم الأرض تعد يوما وطنيا كبيرا؛ كونه يربط الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية وأراضي 48 والشتات شعبًا واحدًا.

وبين أن إحياء فعالية يوم الأرض جاء للتذكير بتضحيات الشهداء الذين ارتقوا من أجل العزة والكرامة، وأن تبقى فلسطين عربية وإسلامية، داعيا إلى نبذ سياسة التنازل والتفريط بالحقوق، وإلى وجوب تحرير كل فلسطين.

 

البث المباشر