طوفان نحو التحرير طوفان نحو التحرير

بعد مواقف اردوغان وبلاده المشرفة

البضائع والأزياء التركية تغزو الأسواق الفلسطينية

الرسالة نت- أمينة زيارة   

جدال طويل دار بين "أم علي" وبائع الأزياء النسائية في سوق الشجاعية المركزي على إحدى القطع التي علقت أمام الزبائن، فإن سعرها لم يُرضي أم علي بخلاف ذوقه العالي، والبائع  من جانبه يقول: "الغالي سعره فيه، هذه بضاعة تركية، بضاعة أردوغان وشعبه العظيم"، ومن جهتها لم تصدق حديثه إلا بعد مشاهدة علامة الإنتاج التي تزينت بالهلال والنجمة مزيلة بمسمى "صنع في تركيا"، فقد عجت أسواق غزة بالبضائع التركية، بدءا من الملابس وانتهاءاً بالأثاث المنزلي، "الرسالة" نزلت إلى الأسواق واستعملت عن البضائع التركية في الأسواق وسبب إقبال المواطنين عليها.

تركيا أم الأزياء

هناك في سوق الشجاعية "البسطات" اصطفت البضائع جبناً لجنب وحملت بعضها صوراً للممثلين مثل "مهند ونور" بطلا مسلسل "نور" التي زينت "طقم حمام" وبيجامة تلبسها "لميس" وأخرى لرئيس الوزراء التركي أردوغان وعلم بلاده ، وقفت الطالبة الجامعية "سارة عبد الرحيم" إلى جانب زميلتها على إحدى البسطات تبحث عن "فستان" لحضور زفاف شقيقتها، واستقر بها الحال أمام فستان أسود لبسته الممثلة "نور" في مسلسلها، وبدأ التهامس "إنه فستان نور" سأشتريه، وبدأ التفاوض على سعره، وتقاطع "الرسالة" الفتيات لتسألهن عن غزو البضائع التركية للأسواق فتقول سارة: تركيا أم الأزياء الراقية وهي جميلة جداً وذات ذوق رفيع، وكذلك الخامة قوية، وهذا ما دفعني لشرائها، أما عن اختيارها لفستان نور فتقول: ليست نور وأزياءها المستهدفة، بل الأزياء التركية بذاتها.

وتضيف: بعد الوقفة المشرفة لتركيا في الفترة الأخيرة مع أهل غزة، أضحى اهتمام الفلسطينيين أكبر بتركيا وبضائعها، والحال لم يعد يقتصر على الأزياء فقد امتد إلى الأثاث والأدوات المنزلية وكذلك الأعلام التي تزينت بها شوارع القطاع.

وتشاركنا زميلتها "باسمة" الحديث بقولها: تركيا تركت لدينا أثر ثقافي وفكري، فرغم أن بعض الشباب يحاولون تقليد الممثلين والممثلات الأتراك في ملابسهم إلا أنهم على قناعة تامة بتلك الأزياء خاصة أنها على مستوى من الرقي والجمال، فتلك الأزياء تعطي لمسات جميلة على ثياب الشباب والفتيات، وكذلك عرفاناً لجميل دولة تركيا لأهل غزة.

حجاب زوجة أردوغان

أما الموظفة "هناء رضوان" والتي ارتدت حجاباً يشبه كثيراً الحجاب التركي ذات الألوان المتعددة فتقول: عادات وتقاليد الشعب التركي قريبة جداً إلى عاداتنا وتقاليدنا في الملابس والحجاب، ورغم غزونا ثقافياً عبر المسلسلات إلا أنهم تركوا الأثر الكبير في حياتنا، وخاصة الوقفة البطولية من اردوغان ، فهو أول من بادر إلى فك الحصار بإرساله أسطول الحرية، وهذا ما دفعني لاقتناء حجاب زوجته الذي أعجبني كثيراً ووجدته مطابقاً لوجهي، كما أنه اعترافاً بحبنا وتقديرنا لهذا البطل التركي الذي أعاد للأمة العربية الكرامة.

في حين يؤكد  تاجر الملابس الرجالية والنسائية ووكيل إحدى الماركات السورية "أبو صلاح" أن الإقبال على البضائع التركية في الفترة الأخيرة أزاد بشكل ملحوظ، بعد أن كان ضعيفاً، وهذا ما دفعني إلى أخذ توكيل إحدى الماركات السورية لأن السوق يطلبها، ويتابع: بعد ظهور المسلسلات التركية والوقفة التضامنية من الشعب التركي وحكومته زاد إقبال المواطنين على الشراء تيمناً بهذا الرجل العظيم، وبفضله على الفلسطينيين،  بالإضافة لمستواها الراقي.

وأشار أبو صلاح إلى أن المجتمع الفلسطيني استهلاكي وأي موضة تدخل إلى أسواقه يكون الإقبال عليها كبير، وقد بدأت الأزياء التركية تأخذ طريقها إلى الأسواق الفلسطينية لذا نجد أن الكثير من طلاب جامعات غزة وطالبتها يلبسونها.

إقبال كبير

على إحدى البسطات التي عجت بمئات أنواع العطور والماكياج والإكسسوارات وقفت الطالبة في المرحلة الثانوية "سها هاني" تبحث بين أنواع العطور عن عطر لميس لتهديه لصديقتها معتقدة أنه عطر للفتيات، ومن جانبه أكد لها صاحب المحل أنه عطر رجالي، وبإصرارها أحضر لها زجاجة حملت صورة الممثلة التركية لميس بطلة مسلسل "سنوات الضياع" وتقول: صديقتي اشترت هذا العطر وقالت أن رائحته فواحة، وقد أعجبتني رائحته فأتيت لشرائه.

وتشير سها إلى أن البضائع التركية تجتاح أسواق غزة، سواء الأزياء والوسائد، والشنط والأثاث، رغم كونها في بعض الأحيان قديماً إلا أنني ألمس زيادة الإقبال عليها هذه الأيام خاصة بعد أسطول الحرية تيمناً بهذا الشعب العظيم ومقاطعة للبضائع الأجنبية والأوروبية.

وأمام واجهة محل الأثاث المنزلي وقف العريس "نادر علي" ملياً يمعن النظر في "طقم نوم" بموديل غريب ولون زاهي جذب أنظاره، فوطئت قدمه المحل للسؤال عن مراده، وبدأ الشاب علي يبحث بين عدد من الموديلات أهما الأجمل والأرقى، فسارع صاحب المحل لاستقباله وتعريفه بالأنواع الموجودة،"هذا طقم ايطالي، وذاك أجنبي، وآخر محلي" وأشار علي لمراده فشقت ابتسامة واسعة وجه البائع وقال: اخترت أجمل وأرقى الموديلات "إنه تركي" وسعره يفوق الألفين ونصف دينار، وهنا فغر العريس فاه لأنه لم يتوقع هذا السعر، فرد عليه "الغالي سعره فيه والتركي أبو الموديلات وسيد السوق" لذا البضائع التركية ذات خامات وذوق عالي واستمرارية أطول وتجد أسعارها باهظة جداً.

وليجذب الزبون أكثر قال بتودد: "إنها بضاعة الأتراك أهل النخوة، ولن تجد مثيلها في الأسواق".

 

 

 

   

 

 

 

البث المباشر