توعدت كوريا الشمالية الولايات المتحدة بالانتقام لأي هجوم تشنه عليها، في وقت دخلت روسيا على الخط عارضة التوسط بين بيونغ يانغ وواشنطن، وكررت الصين معارضتها لنشر نظام ثاد الصاروخي الأميركي في كوريا الجنوبية.
وردا على التهديدات والتحذيرات الأميركية، رفعت كوريا الشمالية سقف تحذيرها للولايات المتحدة، وقالت "سنرد بلا هوادة على أي اعتداء عسكري أميركي".
وقال شين هون تشول نائب وزير خارجية كوريا الشمالية للجزيرة إن بلاده تريد السلام، لكنها لا تستجديه. وأكد تشول لبرنامج "لقاء اليوم" الذي سيبث لاحقاً أنه في حال اعتداء الولايات المتحدة بأي شكل على أراضي بلاده، فإن الرد سيكون مباشرا وبالحدة نفسها، سواء في الأراضي الأميركية أو القواعد الأميركية في منطقة شبه الجزيرة الكورية واليابان.
وأوضح المسؤول الكوري الشمالي أن جيش بلاده "في حالة التأهب القصوى للرد على التحركات العسكرية الأميركية، وإن لاحظنا أيا من بوادر الاعتداء على سيادتنا، فإن جيشنا سيوجه ضربات عسكرية لا تعرف الرحمة ضد الأميركيين المعتدين أينما وجدوا، سواء في الأراضي الأميركية البعيدة أو في قواعدها الموجودة في منطقة شبه الجزيرة الكورية كاليابان وغيرها".
وحول إمكانية العودة إلى طاولة المحادثات السداسية بشأن إخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية، قال نائب وزير الخارجية في كوريا الشمالية "إن هذه المحادثات ولدت ميتة منذ زمن بعيد، ولا وجود لها بعد الآن".
وتابع "أسلحتنا النووية التي بحوزتنا ليست مجرد بدعة لتستبدل بالدولارات الأميركية وهي ليست للمقايضة السياسية كبضاعة للبيع والشراء توضع على طاولة المحادثات الهادفة لنزع سلاحنا".
الصبر والوساطة
من جهته أطلق مايك بنس نائب الرئيس الأميركي من سول عاصمة كوريا الجنوبية تحذيرات جديدة اليوم لكوريا الشمالية، وقال عقب اجتماعه مع رئيس كوريا الجنوبية بالإنابة هوانج كيو "سنهزم أي هجوم وسوف نقابل أي استخدام للسلاح التقليدي أو النووي برد هائل وفعال".
وفي وقت سابق اليوم، قال بنس خلال زيارته للمنطقة المنزوعة السلاح الواقعة بين حدود الكوريتين، إن "عصر الصبر الإستراتيجي انتهى مع كوريا الشمالية وكل الخيارات مطروحة على الطاولة".
ومع تصاعد التهديدات بين واشنطن وبيونغ يانغ، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم من موسكو استعداد بلاده للوساطة بينهما. وقال إن موسكو تأمل ألا تقوم واشنطن بخطوات أحادية الجانب حيال كوريا الشمالية كما فعلت في سوريا.
وأكد الوزير الروسي أن تصريحات بنس عن انتهاء مرحلة "الصبر الإستراتيجي الأميركي" بالطبع "طريق خطر جدا". وقال إن موسكو لا يمكنها أن تقبل "التصرفات النووية المتهورة" لكوريا الشمالية لكنها تأمل ألا تتخذ الولايات المتحدة أي إجراءات أحادية ضد بيونغ يانغ.
وحذر لافروف من رد أي طرف على أفعال كوريا الشمالية بما "ينتهك القانون الدولي"، مضيفا أن روسيا "مستعدة لإصلاح العلاقات مع واشنطن وستحكم على استعداد الرئيس دونالد ترمب لذلك من خلال تصريحاته".
صواريخ ثاد
من جانبها كررت الصين اليوم معارضتها نشر نظام أميركي متطور مضاد للصواريخ في كوريا الجنوبية. وعبر المتحدث باسم الخارجية الصينية لو كانغ عن معارضة بلاده لنشر نظام ثاد، وذلك خلال إفادة مقتضبة في بكين، كما حث كل الأطراف على العمل معا في سبيل إرساء السلام والاستقرار بالمنطقة.
وتقول الصين إن الرادار القوي في نظام ثاد يمثل تهديدا لأمنها، في وقت تقول الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية إنه لا يستهدف سوى صواريخ كوريا الشمالية. وأكد هوانج كيو آن القائم بأعمال رئيس كوريا الجنوبية ومايك بنس من جديد عزمهما المضي قدما في نشر النظام.
وفي طوكيو، حث رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي كوريا الشمالية اليوم على الامتناع عن القيام بأعمال استفزازية أخرى والامتثال لقرارات الأمم المتحدة والتخلي عن تطويرها صواريخ نووية.
وقال آبي أمام البرلمان إنه سيتبادل الرأي بشأن كوريا الشمالية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عندما يعقدان اجتماع قمة في وقت لاحق من الشهر الجاري.