أعلنت فنزويلا انسحابها من منظمة الدول الأميركية التي تتهمها كراكاس بتشجيع "تدخل دولي" في الشؤون الفنزويلية، في حين ارتفع إلى 29 عدد ضحايا المظاهرات التي تتهم الحكومة بالاستبداد وتطالب بانتخابات مبكرة.
وقالت وزيرة الخارجية الفنزويلية ديلسي رودريغيز أمس الأربعاء في تصريحات تلفزيونية إنها ستقدم اليوم الخميس شكوى إلى منظمة الدول الأميركية، و"نُطلق آلية تستلزم 24 شهرا لإخراج فنزويلا من هذه المنظمة الإقليمية التي تتخذ من واشنطن مقرا لها".
وعقدت المنظمة اجتماعا من أجل الدعوة إلى قمة مصغرة لوزراء خارجية دول المنطقة تتعلق بالأزمة الفنزويلية من دون تحديد موعد لها.
وكان الأمين العام للمنظمة الأميركية لويس ألماغرو طلب في رسالة إلى المجلس الدائم للمنظمة أن يطبق على فنزويلا الميثاق الديمقراطي الأميركي، وهدد بتعليق عضويتها إذا لم تجر انتخابات عامة بسرعة تطالب بها المعارضة.
في المقابل، اتهمت رئاسة الحكومة الفنزويلية الشهر الماضي ألماغرو بأنه عدو للشعب الفنزويلي و"يطلق نظريات خاطئة عن جمهوريتنا بهدف واحد: تشجيع تدخل دولي في بلدنا وتصعيد الحرب الاقتصادية".
وتصعد المعارضة من احتجاجاتها المستمرة منذ حوالي أربعة أسابيع، وأسفرت المواجهات مع القوات الحكومية أحيانا ومع أنصار الرئيس نيكولاس مادورو عن مصرع 29 شخصا وعشرات المصابين.
وقال زعيم المعارضة هنريك كابريليز إن الاحتجاجات السلمية ستستمر في جميع أنحاء البلاد حتى يحترم مادورو الدستور ويضع حدا "للانقلاب" الذي قام به، في إشارة إلى قرار المحكمة العليا سحب صلاحيات البرلمان الذي تهيمن عليه المعارضة، قبل أن تلغي المحكمة قرارها تحت ضغوط دولية.
وتتهم المعارضة الرئيس باتباع إجراءات استبدادية لقمع الغضب الشعبي تجاه الأزمة الاقتصادية المتصاعدة، وتطالب بإجراء انتخابات عامة مبكرة العام الحالي ورحيل مادورو قبل انتهاء ولايته في ديسمبر/كانون الأول 2018.
وكان 11 من بلدان أميركا اللاتينية (الأرجنتين والبرازيل وتشيلي وكولومبيا وكوستاريكا وغواتيمالا وهندوراس والمكسيك وباراغواي والبيرو وأورغواي) والولايات المتحدة، الأعضاء في منظمة الدول الأميركية دعت إلى إجراء انتخابات في فنزويلا.
وتعاني فنزويلا -العضو بمنظمة أوبك- نقصا في السلع الغذائية والدوائية وتضخما تتجاوز نسبته 100%، في ظل تصاعد الأزمة السياسية في الأشهر الأخيرة.