لا شك أن انتخاب السيد إسماعيل هنية في رئاسة المكتب السياسي يعتبر نموذجا فريدا تقدمه الحركة من خلال إجرائها لانتخابات حقيقية ودولية تلتزم بالنظام. فهذه الانتخابات أفرزت قائدا جديدا للحركة، وهذه تعتبر سابقة فلسطينية ونموذجا فريدا فلسطينيا يحسب لحركة حماس وللسيد خالد مشعل الذي أضحى أول رئيس مكتب سياسي سابق ومن المعروف أن هنية كان من أبرز المرشحين لخلافة مشعل وهو يتمتع بكاريزما وحضور وقدرة على موازنة الأمور ولديه القدرة على اتخاذ قرارات جريئة، فلا شك انه صاحب تاريخ نضالي عميق ومتميز، بالإضافة إلى أن له ارتباطات وعلاقات جيدة مع مجمل الكل الوطني ووجود رؤية وطنية عميقة لديه، لهذا توليه رئاسة المكتب السياسي هي إضافة نوعية ليست لحماس فقط بل لمجمل الواقع الوطني، فهو رجل مناسب جاء في الوقت المناسب في لحظة الحاجة لشخصيات قادرة على المواءمة والموازنة واتخاذ القرار الذي سيصب في صالح ترتيب البيت الفلسطيني الداخلي. حضور هنية رئيسا لا يعني تغيير مسار حماس فهي تعتبر حركة مؤسسات وجميع مؤسساتها قوية رغم أن رئيس الحركة يمتلك القوة ولديه بصمات وتوجهات خاصة ولكنه محكوم بضوابط ورؤى وواقع ومؤسسات وأجهزة الحركة، هنية سيكون امتدادا لسياسة مشعل وتعزيزا لها، وأن حماس ستستمر في الموازنة في سياساتها وعلاقاتها مع دول الإقليم وأنها لن تنحاز إلى طرف على حساب آخر وستعمل على جمع الكل لتعزيز سياساتها ضد الاحتلال دون أن تتورط في أي صراعات جانبية. باعتقادي حماس برئاسة هنية سيكون لها الكثير من الإيجابيات خاصة أن هنية من الداخل لديه تجربة في قيادة حماس بغزة وكذلك الحكومة سابقا ولديه قبول لدى الجناح العسكري بشكل كبير وأجنحة الحركة المختلفة، ولديه قبول بالداخل والخارج ولديه كاريزما ولديه ميزة العلاقات الداخلية الجيدة مع الفصائل بالإضافة إلى أن لديه قبول في الواقع الإقليمي وعلاقات جيدة مع مصر وتركيا وقطر وإيران وروسيا وقادر على تعزيز هذه العلاقات وتنميتها اما بالنسبة للمصالحة فهي للأسف أصبحت مرتبطة بالخطوات الأخيرة التي اتخذها الرئيس عباس من قطع للكهرباء وخصم الرواتب وغيرها، إلا أن التراجع عن تلك الخطوات سيتيح الفرصة أمام هنية لاتخاذ قرارات جريئة لتحقيق المصالحة.