قائمة الموقع

​حماس تعبّد طريق الانتخابات الديمقراطية لبقية الأحزاب

2017-05-08T06:25:03+03:00
​غزة- مها شهوان

تعكس تجربة الانتقال السلس لمقاليد الموقع الأول والأبرز في حركة حماس، نضج الحركة السياسي، ونهجها الديمقراطي في توزيع المسؤوليات والمواقع المتقدمة في صفوفها، بعكس الأحزاب الفلسطينية الأخرى، لاسيما حركة فتح التي يقودها رئيس السلطة محمود عباس دون منافسة حقيقية داخل أطر الحركة، بل صراع أدى إلى انشقاقات وتجاذبات داخلها، في حين تمضي "حماس" بنهجها في إدارة بيتها الداخلي دون بلبلة بل بالمشورة والحكمة.

ومنذ بداية 2017، حسمت الحركة أهم ملفاتها وهو الإعلان عن وثيقتها السياسية وانتخاب رئيس جديد لمكتبها السياسي خلفا لخالد مشعل الذي أعلن السبت الماضي عن فوز إسماعيل هنية برئاسة المكتب السياسي لحركة حماس، وذلك بعد انتخابات عقدت في مواقع عدة، لاسيما في سجون الاحتلال.

نهج ديمقراطي

وتجدر الإشارة إلى أن الحركة التزمت خلال انتخاباتها باللوائح الداخلية الناظمة لأطرها القيادية، حيث يحدد النظام الداخلي فترة رئاسة الحركة أو الساحة لدورتين فقط، ومع أن فترة رئيسها السابق خالد مشعل كانت على وشك الانتهاء إلا أنها لم تبادر لأي تعديل يضمن بقاءه لدورة الثالثة، رغم حضوره الإقليمي والدولي والحاجة لوجوده في المرحلة الراهنة.

وتتميز الحركة بهذا الالتزام عن فصائل عديدة يحتفظ أمناؤها العامون بمقاعدهم حتى الممات، باستثناء جورج حبش الأمين العام للجبهة الشعبية الذي استقال نتيجة المرض.

ويعقب د. حسام الدجنى المختص في الشأن السياسي، على الانتقال السلس في قيادة حركة حماس بالقول "للرسالة": "رسمت الحركة من خلال عملية الانتخابات الديمقراطية الطريق لبقية الأحزاب السياسية، فقد أثبتت رغم الحصار والاحتلال أنها تحافظ على نهجها الديمقراطي"، مؤكدا أن هذا النموذج الذي قدمته حماس يعكس نضج ونمو الحركة، كما وينفد ادعاء من يقول إنها حركة إسلامية ظلامية.

وتابع: "ما قدمته حماس يعد نموذجا راقيا، فهي أوضحت بأن ممارسة الحزب للديمقراطية داخله له تأثير ايجابي وتغيير على الجميع".

وفيما يتعلق بمدى تأثير خلافة هنية لمشعل، على المستوى العربي والدولي، يقول اوهاد حمو محلل الشؤون الفلسطينية في القناة العبرية الثانية، بأن مهمة هنية ستتركز الان على تسويق حماس في الخارج على انها حركة معتدلة، وسيضطر لاقناع مصر والعالم العربي بأن حماس انفصلت عن الإخوان المسلمين، وفق قوله.

وفي ذات السياق، يقول الدجنى:" هناك فرصة للمجتمع الدولي للتعامل مع حماس بعد عزلها، وذلك من خلال الانفتاح عليها واحتوائها ومساندتها في جلب حقوقها الوطنية من الاحتلال، وذلك وفق ما قدمته من مصداقية وديمقراطية".

سمات الرئيس

يذكر أنه خلال اجراء تعديلات على القانون، رفض مشعل شخصيا اجراء أي تعديلات، أو استحداث منصب جديد يضمن بقاءه على سدة رئاسة الحركة، والتزمت الحركة بكامل مجالسها السياسية والشورية بالقانون الأساسي الضابط للحركة.

وفي سؤال طرحته "الرسالة" حول ما الذي سيقدمه هنية، بعد تسلمه رئاسة المكتب السياسي للحركة، يجيب الدجنى: "الرئيس الجديد يمتلك سمات تنعكس على ادائه وفلسفة ادارته للمكتب السياسي، كونه يمارس التكتيك في إطار جلب وترميم العلاقات مع دول عديدة كمصر وإيران ودول العالم".

وأكد على أن هنية، لديه مساحة للعب أكثر من سابقه خاصة في القضايا الاستراتيجية، لافتا في ذات الوقت أن الرئيس الجديد لا يمتلك الحكم بمفرده كون حركة حماس تقوم وفق عمل مؤسساتها ولا يمتلك الفرد الواحد الحكم داخلها دون المشورة.

وبحسب سيحاول الحفاظ صحيفة يديعوت احرنوت، فإن انتخاب هنية سيعطي لغزة وزنا أكبر في قرارات الحركة، وسيحاول التعامل بحذر في علاقات حماس مع الوضع الإقليمي والعلاقات مع المحور الخاص بسوريا وإيران، وكذلك على علاقات جيدة مع محور الدول السنية الكبرى.

اخبار ذات صلة