قائد الطوفان قائد الطوفان

ذوو العملاء.. "لا تزر وازرة وزر أخرى"

عملاء في غزة
عملاء في غزة

الرسالة نت-محمد جاسر

كان الأسبوع الأخير حافلا بالأحداث في غزة، مع إعلان الداخلية نجاحها في اعتقال شبكة عملاء واسعة، ضمن تحريّات البحث عن قاتل الشهيد مازن فقها.

ومع تسرّب أسماء العملاء المنفذين لجريمة الاغتيال، بادرت عوائلهم إلى إصدار بيانات تبرئة للرأي العام، وهو تقليد فلسطيني ينمّ عن أصالة هذه العوائل، لكن تبقى أمام أسرة العميل معضلة العودة إلى الاندماج مع المجتمع، وهي المهمة التي يتفق مختصون اجتماعيون، على أنها المهمة الأصعب بعد الخطيئة.

وكانت وزارة الداخلية والأمن الوطني في قطاع غزة قد كشفت الثلاثاء الماضي، عن تفاصيل عملية اغتيال القيادي في كتائب القسام الشهيد مازن فقها، مؤكدةً اعتقالها 45 عميلًا للاحتلال خلال عملية أمنية واسعة.

وتعد هذه المرة الأولى التي يجري فيها الكشف بالفيديو عن قتلة قائد فلسطيني واعتقالهم، بعد أن العادة بأن تنفذ أجهزة الاحتلال الاغتيال، ومن ثم تختفي آثار الجريمة.

المختص في علم الاجتماع الدكتور درداح الشاعر، قال إن "قضية العميل" تنتهي بعد أن يأخذ جزاءه، الذي كفله الشرع والقانون، مضيفا: "لذلك يجب على المجتمع الفلسطيني أن يكون عاملًا مُساعدًا في استمرار التعامل والاندماج الكامل مع ذوي العملاء، دون النظر إلى ما اقترفه ابنهم".

ودعا الشاعر، في حديثه مع "الرسالة نت"، إلى معاملة ذوي العميل كأسرة كريمة وشريفة، وعدم النظر إليها بنظرات الازدراء والاستحقار، مشيرًا إلى أن معاملتهم بالإحسان يزيد شعورهم بالانتماء إلى هذه الأرض.

وفي المقابل، والقول للشاعر، فإنه إذا شُدد على ذوي العملاء فستقودهم سلوكياتهم إلى أفعال غير محمودة للانتقام من المجتمع الذي يحيطهم، عبر السير على خطى ابنهم، أو السرقة وممارسة النصب والاحتيال؛ في محاولة لردّ الاعتبار.

ويضيف المختص في علم الاجتماع: "تتعامل العمالة وفق معطيات شخصية العميل الضعيفة، عبر الجانب الأخلاقي، والوهم النفسي، ومعرفته ببعض الحاجات التي لم تشبعه، فيتعرف الاحتلال على تلك النقاط، فيدخل منها إلى نفس الشخص ويسقطه في براثين العمالة بجهل تام من الأخير".

ويشير الشاعر إلى أن العمالة ليست شيئًا فطريًا ولا ينتقل بالوراثة، "لذلك يجب علينا عدم معاقبة ذويهم بأفعال أبنائهم، فهذا محرم شرعًا".

النظرة السلبية

 بدورها، تشير اعتماد الطرشاوي مديرة الإدارة العامة للتنمية والتخطيط في وزارة التنمية الاجتماعية إلى أن العائلات الفلسطينية مناضلة ولا تتنازل عن حقها بالعودة إلى أرضها، مستدركة بالقول "لكن لكل قاعدة شواذ، والاحتلال استطاع الولوج إلى شعبنا من خلال ضعاف النفوس، عبر اكتشاف نقاط ضعفهم".

وترى الطرشاوي، في حديثها مع "الرسالة نت"، أن أهم صمود الشخص أمام الابتزازات (الإسرائيلية) تكون بتربية العائلة في المجتمع الفلسطيني لأبنائها، لافتة إلى أهمية "التربية بالوعي"؛ لعدم الوقوع في براثن العمالة. 

وحثت المجتمع على عدم النظر إلى ذوي العملاء "بنظرة سلبية"، مبينة أن الأشخاص يقعوا في العمالة نتيجة جهلهم أو ضعفهم، وأن المجتمع، في المقابل، يناصر كل شخص إذا صمد أمام الاغراءات الإسرائيلية.

وطالبت المجتمع الفلسطيني بالإبقاء على نفس المسافة مع ذوي العملاء، والمساعدة بعودة اندماجهم معه، مشيدة في الوقت نفسه، بتصرف عوائل بعض العملاء بإصدارها بيان تبرئة للرأي العام من ابنها، كما تطالب بالاقتصاص منه.

واعتبرت الطرشاوي أن هذا التصرف إيجابي، ويزيد من نظرة الاحترام لجميع أطياف الشعب الفلسطيني تجاه هذه العائلات، داعية إلى رفع مستوى التوعية ببراءة ذوي العملاء من أخطاء أبنائها.

واتفق المختصون على ضرورة أن تكثف الفصائل الفلسطينية جهدها في محاربة العمالة بكل الوسائل، والاعتماد على المستوى الثقافي في التعبئة، والتعريف بمخاطرها.

 

البث المباشر