قائد الطوفان قائد الطوفان

ترامب يبحث تعديل المبادرة العربية والعودة للمفاوضات

ترامب ونتنياهو
ترامب ونتنياهو

الرسالة نت – محمود هنية

تبرز عملية التسوية بين السلطة الفلسطينية  و(إسرائيل) كواحدة من بين أهم الملفات التي يحملها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في زيارته الحالية للشرق الأوسط، وخاصة لدى السعودية التي سيعقد فيها ثلاثة قمم أساسية أهمها القمة الإسلامية الامريكية بمشاركة 40 زعيم دولة عربية وإسلامية.

الرغبة الامريكية في تحريك ملفات المنطقة الراكدة والدخول في مرحلة التسويات الكبرى، مدفوعة بأثمان ثقيلة يجب أن يتحمل فاتورتها العرب، وفي القلب من تلك التسويات إنهاء الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني بأثمان باهظة، مقابل أقل كلفة سياسية تدفعها إسرائيل.

وفي تفاصيل ما سبق، كشف الجنرال السعودي المتقاعد أنور عشقي رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات السياسية والاستراتيجية، عن وجود توجه لدى الرئيس الأميركي لإجراء تغيير في المبادرة العربية، لكن بشريطة وجود توافق فلسطيني – (إسرائيلي) عليها.

وقال عشقي في اتصال هاتفي مع "الرسالة نت" إن "ترامب سيعرض على الزعماء العرب هذه الرؤية حول إمكانية تعديل المبادرة، وسيناقش هذه المسألة مع (إسرائيل) والسلطة الفلسطينية خلال زيارته لهما الاثنين المقبل".

وأضاف عشقي : "الرئيس الأميركي سوف يستكشف آراء دول مجلس التعاون الخليجي حول تعديل المبادرة، ومن ثم سيطرحها على الإسرائيليين والفلسطينيين"، متابعًا: "ما يوافق عليه الفلسطينيون ستقره الدول العربية، وستعتمده المملكة في رؤيتها السياسية".

ويشار هنا إلى أن مطلب تعديل المبادرة العربية كان (إسرائيليا) من الأساس، وعرض لأول مرة خلال انعقاد القمة العربية العقبة الأردنية قبل عدة أشهر، لكنه لم يحظى على قبول المشاركين في القمة، وفق ما أفادت به مصادر سياسية فلسطينية لـ"الرسالة نت".

وينادي (الإسرائيليون) بـتعديل جوهر المبادرة التي تنص على إقامة علاقات طبيعية مع إسرائيل بعد الوصول الى اتفاق سلام، وكما تريد أن يكون التطبيع مدخلا لعملية السلام وليس نتيجة لها.

ويطالب (الإسرائيليون) أيضا وفق ما تحدث به عشقي لـ"الرسالة نت" بالاعتراف العربي بإسرائيل كدولة يهودية قومية.

ويربط عشقي موافقة العرب على هذا التعديل بوجود موافقة فلسطينية إسرائيلية، ما يعني أنه ألقى بالكرة في ملعب السلطة الفلسطينية، التي لم يعترض رئيسها يومًا بالاعتراف بيهودية الدولة.

وتشير التوقعات السياسية إلى موافقة السلطة على إنهاء قضية حق العودة، وذلك من خلال توطين أعداد من الفلسطينيين في مستوطنات تخليها (إسرائيل) بالضفة الغربية المحتلة.

الرياح القادمة من الربع الخالي، تحمل التسويات السياسية المقبلة، إلا أن ثمة غبار يغطي تفاصيلها في الوقت الحالي، فيما رأت الفصائل الفلسطينية بأن القمة الأمريكية العربية بداية لمرحلة جديدة، يقدم فيها العرب المزيد من التنازلات المجانية لإسرائيل والولايات المتحدة، مقابل تسويات كبرى لمصلحتهم في قضايا أخرى.

ومع بروز الخطر الإيراني كفزاعة لبعض هذه الدول، فأصبح مناطًا بها التوصل لأي حل سياسي فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، مقابل الحصول على أثمان تتعلق بملفاتهم الإقليمية.

وهنا يؤكد عضو المكتب السياسي لحركة "الجهاد الإسلامي" محمد الهندي، أن إسرائيل تعمل على فرض وقائع جديدة من خلال إقامة مدن استيطانية كبيرة، للانطلاق من خلالها الى المفاوضات.

وقال الهندي في تصريح لـ"الرسالة نت" إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس وزراء الكيان الإسرائيلي بينامين نتنياهو يريدان أن يكون المدخل الى المفاوضات هو التطبيع مع العرب.

وأشار إلى أن التطبيع أصبحت مسألة ممارسة مع بعض الأطراف العربية ولو بشكل غير معلن.

وتوقع الهندي أن يجرى الاتفاق في قمة الرياض المزمع عقدها في الحادي والعشرين من الشهر الجاري، للعودة إلى المفاوضات بدون شروط السلطة التي أعلنتها مسبقا والتي تقضي بتجميد الاستيطان واطلاق سراح الدفعة الرابعة من الاسرى.

وأضاف: "هذا يعني أن السلطة تريد أن تفاوض مع استمرار إسرائيل التهام المزيد من الأراضي".

وذكر الهندي أن حل الدولتين أصبح أمرا منتهيًا بالنسبة لإسرائيل، وهي عمليا فرضت وقائع جديدة تسعى من خلاله للانطلاق إلى المفاوضات، تتجاوز فيها اتفاق أوسلو وقرارات الشرعية الدولية وغيرها.

 

البث المباشر