حذر علي بركة ممثل حركة حماس في لبنان من الجهود الأمريكية وجولة الرئيس الأمريكي في المنطقة، معتبرًا أن حركته تخشى من مسارات جديدة للتفاوض الفلسطيني العربي الصهيوني في سياق تصفية القضية والقبول بالتطبيع قبل استرداد الحقوق.
وأكد أن حركة حماس لن تقبل بأي حلول أو ضغوط تمارس عليها للقبول بعرض أقل من تلك التي وردت في وثيقتها السياسية التي صدرت مطلع الشهر الحالي، مبينًا أن رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية سيجري جولة خارجية لتعزيز علاقات الحركة بمجرد فتح معبر رفح.
وأكد خلال حديثه "للرسالة" أن الاحتلال هو المسؤول عن الحصار والتضيق في قطاع غزة والمطلوب وقف المقاومة لحلحلته، مشيرًا إلى أن الانفجار سيكون في وجه الاحتلال لأن الصبر محكوم بحدود عند الغزيين.
نخشى من تصفية القضية
وقال ممثل حركة حماس في لبنان القيادي علي بركة إن حركته لا تثق بالإدارة الأمريكية لأنها منحازة للكيان الإسرائيلي وداعمة له ماليًا وعسكريًا وسياسيًا، لذلك هم حذرون من زيارة الرئيس الأمريكي للمنطقة.
وأوضح أن حماس تخشى أن ينتج عن الزيارة مسارات جديدة للتفاوض الفلسطيني والعربي الصهيوني في سياق تصفية القضية الفلسطينية، بما ينتج عنها مزيد من اتفاقات التسوية بحيث تصبح (إسرائيل) دولة طبيعية مقابل دعم أمريكي لمواجهة إيران والحركات الإسلامية السياسية.
وطالب بركة الدول العربية وفي ظل زيارة الرئيس الأمريكي ترامب أن يكون موقفها واضحًا من العدوان والحصار على قطاع غزة، بالإضافة إلى إدانة تهويد القدس والمستوطنات والمطالبة بالإفراج عن الأسرى، موضحًا أن أي لقاءات ستخلو من الحديث عن قضية الأسرى لا تخدم القضية الفلسطينية في ظل إضراب امتد لأكثر من شهر حتى اللحظة.
وفي ظل ما يحاك أمريكيًا وإسرائيليًا أكد أن الشعب الفلسطيني لن يتخلى عن حقه بتحرير أرضه كاملة ولن يترك مشروع المقاومة لأنه الطريق لزوال الاحتلال.
وقال:" سمعنا الزعماء العرب بما فيهم رئيس السلطة يتحدثون عن صفقة القرن كأنها حل سحري للقضية"، محذرًا منها لأنها لا تتحدث عن تطبيع عربي قبل أي حل للقضية بالإضافة إلى حكم ذاتي في الضفة مع عزل القطاع بعد ضرب المقاومة.
ويعتبر بركة أن زيارة ترامب تصب في المصلحة الأمريكية والإسرائيلية.
وحول إمكانية الضغط على حركة حماس للقبول بالتعديلات على المبادرة العربية أو أي صفقات أخرى ذكر ممثل حماس في لبنان أن حركته واضحة خاصة بعد أن أعلنت وثيقتها السياسية بداية الشهر الحالي والتي أعلنت فيها أن فلسطين أرض عربية من النهر للبحر ومن رأس الناقور حتى أم الرشراش جنوبًا ويجب تحريرها وعودة اللاجئين إليها.
وأوضح أن حماس اعتبرت أن إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة عاصمتها القدس وعودة اللاجئين إلى منازلهم دون الاعتراف بالكيان صيغة توافقية فلسطينية، مؤكدًا أنها لن تقبل بأي عرض أقل من ذلك سواء كان حكم ذاتي أو تطبيع.
قبول دولي للوثيقة
وعن الموقف الدولي والعلاقة مع حركته بعد إعلان الوثيقة السياسية قال بركة:" اعلان الوثيقة تبعه انتخاب القيادي اسماعيل هنية رئيسًا للمكتب السياسي للحركة وحتى اللحظة لم يتم وضع الخطط والبرامج للقيادة السياسة للحركة لذلك علينا انتظار ترتيب الأوضاع".
ولفت إلى أن هنية سيجري جولة خارجية بمجرد فتح معبر رفح وتشمل عددًا من الدول العربية والإسلامية بهدف ترميم وتعزيز لعلاقة مع تلك الدول وستبدأ من القاهرة، مشددًا على حرصهم لبناء أفضل علاقات مع الدول على اعتبار أن القضية الفلسطينية عربية إسلامية.
وبحسب بركة فإن، المعيار لدى حماس لتحسين علاقتها بأي دولة هي مدى دعمها للقضية الفلسطينية، وبالتالي ليس هناك أي مشكلة مع أي من الدول.
وفي سياق ردود الأفعال العربية والدولية على الوثيقة أكد أنها كانت إيجابية ولم يتلقوا أي رد سلبي، لاسيما أنها تحدثت بصراحة عما تفكر به حركته، مشيرًا إلى أنه لم يعد لديهم أي شيء سري وبالتالي يستطيع الجمهور العربي والإسلامي محاسبتهم بناء على ما ورد في الوثيقة.
حريصون على علاقات مع الجميع
وتعقيبًا على الانتخابات الإيرانية وعلاقة حماس المتوقعة بعد التجديد لحسن روحاني لولاية ثاني
هنئ بركة الشعب الإيراني على إنجاز الانتخابات وللرئيس بإعادة انتخابه، متمنيًا أن تتعزز العلاقة بين الطرفين أكثر في عهده خاصة وإيران من الدول الرئيسة الداعمة للقضية، كونها دولة أساسية في منظمة التعاون الإسلامي وهي ممثلة في الأمم المتحدة ولديها علاقتها.
ودعا إيران إلى مزيد من الدعم للمقاومة وقضية القدس التي تتعرض لتهويد صهيوني بصفتها قضية جامعة للأمة.
وذكر أن حركته لا تعارض زيارة رئيس المكتب السياسي لإيران خلال الجولة المقبلة، منوهًا إلى أنهم حريصون على فتح علاقات مع الدول العربية والإسلامية كافة.
وحول نظرة حماس لما يجري في القطاع وخياراتها لمواجهة التضيق الذي يتعرض له قطاع غزة أشار إلى أن المسؤول الأول الاحتلال لذلك هم حريصون على بقاء المواجهة معه، مبينًا أن الاحتلال المستفيد ويضغط لاستمرار إغلاق المعبر والحصار.
وأكد بركة، أن الانفجار سيكون في وجه الاحتلال وليس أي دولة عربية، داعيًا إلى ضغوط عربية لفتح معبر رفح بشكل منتظم.
ودعا القيادة المصرية فتح المعبر قبل شهر رمضان، مطالبًا بتحييد المعبر عن الخلافات السياسية كونه من المعيب أن يكون هناك ضغوط فلسطينية لاستمرار إغلاقه.