"طل سلاحي من جراحي، يا ثورتنا طل سلاحي"، بهذه الاغنية الشعبية الثورية، علت حناجر أمهات الأسرى المضربين عن الطعام من داخل خيمة الاعتصام في ساحة السرايا وسط قطاع غزة، فرحاً بانتصار الأسرى.
وفي الزاوية الأخرى، ارتفعت أصوات الزغاريد وإشارات النصر وهتافات النصر للأسرى، فرحاً بانتصارهم، بعد أن واجهوا بأمعائهم الخاوية ظلم وتعنت السجان (الإسرائيلي) في الاستجابة لمطالبهم.
لحظة الإعلان عن تعليق الأسرى إضرابهم وانتصارهم على إدارة السجون، كانت كفيلة بأن تحوّل مشاعر الألم والمعاناة التي عاشتها أمهات الأسرى على مدار أربعين يوماً، إلى فرحة عارمة.
مراسل "الرسالة نت" زار خيمة التضامن في ساحة السرايا، وعايش أهالي وعائلات الأسرى فرحهم بانتصار أبناءهم، حيث التقى والدة الأسير ضياء الأغا المحكوم بالسجن مدى الحياة في سجن نفحة، ومشاعر الفرحة والعزة ارتسمت على محياها.
وتروي والدة الأسير الأغا لحظة سماعها نبأ انتصار الأسرى، بالقول "كان سعادتي لا توصف لحظة سماعي لخبر الانتصار"، مختصرةً مشاعرها بجملة واحدة "قلبي كتير فرحان بهذا النصر".
وتعبيراً منها عن مدى فرحتها بنبأ الانتصار أخذت تتصل على أمهات الأسرى المضربين، لتهنئتهم بانتصار ابنائهن على السجان، "وكنا متأكدين من عزيمة الأسرى، بأنهم سينتصرون"، وفق قولها.
ويتزامن إعلان الانتصار مع أول يوم في شهر رمضان المبارك، لذلك أرادت والدة الأسير، أبرقت بالتهنئة لكل الشعب الفلسطيني بحلول رمضان، كما وجهت رسالة للأسرى "شدو حيلكم وان شاء الله الفرج قريب".
أما الشابة هنادي خطيبة الأسير نائل النجار المضرب عن الطعام والمحكمة 20 عاماً وأمضى منها 5 أعوام، فقد وقفت وكأنها "لا تعي ماذا يجري" من شدة فرحتها بانتصار الأسرى.
وما أن سمعت بنبأ الانتصار، حتى أخذت تهرول نحو خيمة الاعتصام منذ طلوع الشمس، واصطحبت معها الحلوى لتوزيعها على الحاضرين فرحا وابتهاجاً بهذا النصر، تروي هنادي كيف تلقت خبر الانتصار.
واكتفت هنادي في التعبير عن مشاعرها بجملة "مش قادرة أوصف فرحتي بانتصار خطيبي والأسرى، ومن كتر فرحتي، نفسي أمسك صورة خطيبي وامشي في كل شوارع قطاع غزة".
ووجهت رسالة للأسرى "الحمدلله أنها تحققت مطالبكم، ونصركم الله على السجان، وان شاء الله نفرح فيكم عن قريب، واليوم بالنسبة إلي عيد".
من جانبه، قال الأسير المحرر زهير الششنية، إن الأسرى المضربين أجبروا السجان على الرضوخ لمطالبهم العادلة والإنسانية، وانتصروا بأمعائهم الخاوية.
وأضاف الششنية المحرر من صفقة وفاء الأحرار بعد أن امضى 22 عاماً في السجون: "نعلن اليوم عن إرادة الأمعاء الخاوية على الجلاد، واليوم الأسرى انتصروا على تعنت السجون، رغم رفضهم الحوار مع الأسرى مسبقاً".
وأهدى انتصار الأسرى لكل الشعب الفلسطيني، موجهاً رسالته للأسرى "أنتم الابطال ورموز الشعب وتاج رؤوسنا، لقد سطرتم كل معاني البطولة في هذا الانتصار على السجان".
وعلق الاسرى الفلسطينيون المضربون إضرابهم، فجر اليوم السبت، بعد التوصل لاتفاق مع إدارة ما تسمى مصلحة السجون الاسرائيلية لتحقيق مطالبهم الانسانية.
وقال عيسى قرقع رئيس هيئة شؤون الاسرى، وقدورة فارس رئيس نادي الاسير، في تصريح صحفي، إن الاسرى علقوا إضرابهم بعد التوصل لاتفاق مع لجنة الاضراب بقيادة الاسير مروان البرغوثي حول مطالبهم الانسانية، بعد مفاوضات استمرت لأكثر من 20 ساعة مع القائد مروان البرغوثي وقيادة الاضراب.