نددت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين وكتلة الإصلاح النيابية في الأردن وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) بقطع عدة دول علاقاتها مع دولة قطر، وعالميا أعرب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة عن أمله في أن تؤدي الجهود الإقليمية إلى حل الأزمة بين دول الخليج.
ودعا أكبر تجمع لعلماء الدين بالجزائر الأربعاء قادة الدول الإسلامية وعلماءها إلى التدخل لوقف الأزمة التي نشبت بين دول الخليج العربي، جاء ذلك في بيان لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين(مستقل).
وقالت الجمعية "نهيب بعلماء الأمة وقادة حكمها، نهيب بهم جميعا لإصلاح ذات البين بالحوار والكلمة الطيبة وتغليب المصلحة العليا للأمة على كل المصالح الأخرى".
وناشدت جميع العقلاء في الأمة، كيفما كانت مواقعهم، أن يعملوا على جلوس الأشقاء الفرقاء إلى طاولة الحوار لحل النزاع فورا، كما ثمنت ما تقوم به بعض الدول مثل الكويت ببذل المساعي الحميدة لرأب الصدع.
وفي الأردن أعربت كتلة الإصلاح النيابية عن تفاجئها بقرارات الحكومة بتخفيض مستوى التمثيل الدبلوماسي مع قطر، وإلغاء ترخيص مكتب قناة الجزيرة، مشيرة إلى أنها كانت تتوقع أن تقوم عمان بالتدخل لنزع فتيل الأزمة بين عدد من دول الخليج ودولة قطر.
وأضافت الكتلة في بيان رسمي "إننا نجد في قرارات الحكومة ضربة قاسية للمصالح الأردنية في قطر، ومؤثرا سلبيا عليها، حيث تضم قطر أعدادا كبيرة من الأردنيين العاملين فيها".
واعتبر البيان أن "المستفيد الأكبر من هذه الأزمة هو العدو الصهيوني الذي ظهر جليا مدى سروره بالحال الذي وصل إليه الخصام بين العرب".
وناشدت كتلة الإصلاح الملك عبد الله الثاني إلغاء قرارات الحكومة بشأن قطر، وطالبته كذلك بإقالتها.
من جهته، ثمن القيادي في حركة "حماس" أحمد بحر مواقف قطر الداعمة لقطاع غزة، واستنكر تصريحات وزير الخارجية السعودي عادل الجبير بشأن مطالبة الدوحة بوقف دعمها لحركته.
ووصف تصريحات الوزير السعودي بأنها "توتيرية، ولا تعبر عن أصالة السعودية ودورها التاريخي تجاه الشعب الفلسطيني، ولا تخدم سوى إسرائيل".
وفي موريتانيا خرجت مسيرات في نواكشوط منددة بقرار الحكومة قطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، وأعرب المتظاهرون الذين منعتهم الشرطة من الوصول إلى السفارة القطرية عن أسفهم بشأن هذه الخطوة.
وقد ندد بهذا القرار حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية المعارض، وحزب الاتحاد والتغيير الموريتاني، والمنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة.
وفي ماليزيا دعا ساسة وأكاديميون حكومتهم إلى عدم الانجرار إلى ما وصفوها بمؤامرة تحاك ضد دولة قطر. وأعلنت 34 من منظمات المجتمع المدني في ماليزيا رفضها للإجراءات التي اتخذتها دول خليجية وعربية ضد قطر.
وفي تركيا نظمت مجموعة من الناشطين العرب والأتراك يحملون اسم "مجموعة أصدقاء قطر"، تظاهرة ليل الأربعاء في منطقة تقسيم بمدينة إسطنبول، دعما لدولة قطر جراء الأزمة الأخيرة في منطقة الخليج، وذلك تحت شعار "قطر ليست لوحدها".
وتجمع العشرات من الناشطين العرب والأتراك في شارع الاستقلال ورفعوا لافتات وأعلام قطر وتركيا، داعين إلى تحكيم العقل لحل الأزمة بالحوار ومطالبين برفع الأيدي عن قطر والتوقف عن حصارها.
كما دشن عدد من الأتراك حملة تغريدات على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، تحت وسم "قطر ليست وحدها"، ليصبح الأول في تركيا في أقل من ثلاث ساعات، وحتى منتصف الليلة الماضية.
ورغم أن الوسم باللغة التركية فإن كثيرا من المغردين أبدوا دعمهم باللغتين العربية والإنجليزية.
وعالميا، أعرب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفن دوجاريك عن أمل المنظمة الدولية في أن تساعد المبادرات الإقليمية في منطقة الخليج على تخفيف حدة التوتر ومعالجة المخاوف.
وشدد دوجاريك على أهمية الوحدة للتغلب على الأزمات الراهنة في المنطقة كاليمن وسوريا.
وكانت سبع دول قد أعلنت قطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر هي السعودية ومصر والإمارات والبحرين واليمن وموريتانيا وجزر القمر، واتهمتها بـ"دعم الإرهاب"، في أسوأ صدع تشهده المنطقة منذ سنوات، بينما لم تقطع الكويت وسلطنة عمان علاقاتهما مع الدوحة. في حين أعلن الأردن وجيبوتي خفض تمثيلهما الدبلوماسي مع قطر.