دعا وزير الخارجية الألماني زاغمار غابرييل إلى رفع الحصار المفروض على قطر، وقال إنه أمر مرفوض وغير مقبول، جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مع نظيره القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني عقد في مدينة فولفنبوتل الألمانية أكدا فيه ضرورة الحوار لحل الأزمة الخليجية.
وقال غابرييل إن ألمانيا والمجموعة الدولية تعبران عن قلق كبير بسبب ما يحدث في الشرق الأوسط، فالأحداث سيئة للغاية في اليمن وسوريا والعراق وليبيا، وتشهد نزاعات كثيرة ولا حاجة لصب الزيت على النار، حسب قوله.
وبين أن بلاده لها علاقات قوية مع دول الخليج، ولديها مصلحة قوية كي يتم حل النزاع بطريقة سلمية، مؤكدا رفضه قطع العلاقات وإغلاق الأجواء وفرض الحصار على قطر.
وبحسب وزير الخارجية الألماني، فإن الحصار ستكون له تداعيات على الاقتصاد الألماني لوجود شركات ألمانية ناشطة في قطر.
وأوضح غابرييل أنه من الضروري العودة إلى التاريخ وقراءته، فعندما أغلقت أبواب الحوار في أوروبا قاد ذلك للحربين العالمية الأولى والثانية، وهي أمثلة تؤكد مجددا على ضرورة أن تبقى أبواب الدبلوماسية مفتوحة.
وفي هذا السياق، تابع أن هناك تواصلا مع القوى الدولية في المنطقة من أجل رفع الحصار عن قطر، مشيرا إلى الجهود التي يبذلها أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح لحل الأزمة الراهنة بأسرع وقت ممكن مع التركيز على الأعداء الحقيقيين.
ولفت إلى أن الخطر الحقيقي يأتي من تنظيم الدولة الإسلامية، ويجب أن تتم المحافظة على تماسك جبهة مكافحة إرهاب تنظيم الدولة، وقطر شريك إستراتيجي في هذه الجبهة.
من جهته، شكر وزير الخارجية القطري نظيره الألماني، معتبرا أن مواقفه قامت على المبادئ قبل المصالح، حيث وقف وقفة تضامنية شجاعة مع دولة قطر، خصوصا فيما يخص المحاصرة البرية والجوية والبحرية والتي تعتبر عقابا جماعيا تفرضه ثلاث دول خليجية على قطر (في إشارة إلى السعودية والإمارات العربية والبحرين).
وبين الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني أن مثل هذه الإجراءات لها آثار كبيرة، خصوصا على المجتمع الخليجي نفسه، فضلا عن كونها تعد مخالفة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، ولن تكون لها آثار إيجابية على المنطقة بل آثار سلبية على المجتمعات الخليجية.
ورأى وزير الخارجية القطري أن الإجراءات التي اتخذت في حق قطر لم تتخذ في حق دول معادية فما بالك بدولة صديقة وشقيقة في مجلس التعاون الخليجي.
وذكر أنه قدم خلال زيارته لألمانيا شرحا لخلفيات الأزمة التي ابتدأت بتصعيد إعلامي وفق فبركات، وتفاقم هذا التصعيد إلى أن وصل حد قطع العلاقات الدبلوماسية وحصار بري وإغلاق المجالات الجوية، والموانئ أمام القوارب القطرية.
وذكر أن هناك مساعي لضم دول أخرى إلى قائمة المقاطعين لقطر عبر التحشيد، مستغربا من هذه الطريقة ومتسائلا عن الجرم الذي ارتكبته قطر لتستحق مثل هذا العقاب الجماعي المخالف لكافة القوانين الدولية.
وأوضح الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني أنه على الرغم من التصعيد المتتالي من قبل هذه الدول فإنه ما زالت هناك خيارات لدولة قطر وهي التمسك بالدبلوماسية والحوار ومساعي وجهود أمير الكويت.
وتابع أن هناك دعما وجهودا من دول صديقة لاحتواء الأزمة ورفع الحصار الجائر عن دولة قطر وبدء المفاوضات بعد ذلك، مشيرا إلى أن الدبلوماسية هي خيارهم الأمثل.
وقال وزير الخارجية القطري إن قائمة الإرهاب جزء من الاتهامات المسترسلة، موضحا أن من ضمن القوائم صحفيين وجمعيات لا علاقة لهم، والقوائم لا تستند إلى أمور واضحة ولا أساس لها.