جيش الاحتلال ينبش عش الدبابير

تشيع شهداء جريمة الاغتيال
تشيع شهداء جريمة الاغتيال

كتب المحرر المسئول

رفعت عملية الاغتيال التي نفذها جيش الاحتلال ضد مقاتلي سرايا القدس مساء الجمعة 24-9-2009 مستوى التصعيد إلى خط بياني جديد في سلم العمليات منذ انتهاء العدوان على غزة في 18 يناير 2009

عملية الاغتيال بالشكل التقليدي الذي اعتاده الفلسطينيون خلال السنوات الأخيرة يشير إلى محاولة إسرائيلية جديد لنبش عش الدبابير مجددا, بعد نحو تسعة شهور من التهدئة غير المعلنة بين قطاع غزة ودولة الاحتلال.

الجريمة الأخيرة ليست الاولى في سلسلة الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة ضد القطاع لكنها الأكثر تخطيطا من الناحية المعملاتية ,فقد سقط العديد من الفلسطينيين على تخوم قطاع غزة (على الأقل خمسة شهداء ونحو ستة مصابين خلال الشهر الجاري)سواء من المقاومين أو المدنين- بينهم أطفال –  فيما شكلت عمليات التوغل المحدود المتكررة تصعيدا مضبوطا إلى جانب قصف الأنفاق بطائرات الاف 16 .

على مدار اليومين الماضيين كان واضحا أن الاحتلال يعد لعمل ضد غزة .. فطائرات سلاح الجو الإسرائيلي كثفت طلعاتها  في سماء القطاع, خصوصا التحليق المكثف لطائرات الاستطلاع كان نذيرا لعملية عسكرية قريبة جدا ,الامر الذي يفند رواية الجيش حول استهدافهم لمجموعة من سرايا القدس كانت تهم بإطلاق صواريخ اتجاه فلسطين المحتلة.

بعد خروج آخر جندي إسرائيلي في عملية الرصاص المصبوب من قطاع غزة, وخروج اخر مقاتل فلسطيني من خندقه كانت النظرة الأخيرة بين الطرفين ,ان جولة من المواجهة انتهت لكن الجميع ذهب للاستعداد للجولة القادمة .

في جيش الاحتلال قرروا كالعادة استخلاص العبر والدروس من الحرب في غزة ,ولدى المقاومة استنفروا إمكانياتهم لاستغلال التهدئة -غير المعلن- لتكون فترة "استعداد محارب".

في جيش الاحتلال يعلموا ذلك ، وفي هذا السياق يقول رئيس شعبة التخطيط عندهم أن العدو لا يقف في مكانه، وهناك تصعيد ملموس في التهديد العسكري على إسرائيل، مشيرا الى ان الحديث يجري عن الصواريخ، التي يعكف العدو على تطويرها وزيادة مداها ودقتها في إصابة الأهداف.

في المقاومة تقرر استبدال العروض العسكرية والتصريحات النارية بالصمت , حساسية المرحلة ونتائج العدوان على غزة فرضت ذلك. الامر الذي يدفع العدو من حين لآخر  لنبش عش الدبابير واستفزازه عله يخرج ما بداخله من تطورات جديدة .

رد المقاومة لا يزال في إطار محدود مع المحافظة على مستوى النيران  منخفض ,فهم- فيما يبدو- لم يأخذوا الفترة الكافية من الاستعداد , لكن فترة الصبر  بما تنفذ في أية لحظة خصوصا عندما يقرر جناح عسكري مثل سرايا القدس الرد على جريمة الاغتيال.

بعد نحو شهرين سوف نصل إلى الذكرى السنوية الاولى للحرب على غزة (الرصاص المسكوب او معركة الفرقان)

وحتى ذلك الحين سوف يكون الشهران القادمان حاسمين فيما يتعلق باقترابنا مع المواجهة المقبلة .

 

 

 

 

البث المباشر