لست خائفة

خوف
خوف

الرسالة نت

 

رشا فرحات

عمري اثنا عشر عاما، ربما أكبركم بسنوات، وربما أكون أصغر ، دخلت هذه الغرفة عقب احتفالي بعيد ميلادي بشهرين.

أنا في الصف السادس، أحب المانجا، والفراولة، وأحب أيضا قطف الزيتون، تأخذني أمي لزيارة جدتي كل أسبوع، فتعطيني قليلا من النقود لأشتري بها قطعا من الحلوى، أحب أن أكلها كلها وحدي، لكني في المرة القادمة، وفور خروجي من هنا سأطعم اخوتي وأشاركهم بكل الحلوى التي اشتريها، وسأرقص وأغني معهم ليل نهار، سنذهب إلى السينما معا، وإلى المسرح، وسنكتب الكثير من القصص.

 فقط لو أخرج من هنا، سأقرأ الكثير من القصص التي لا يسمح لها بالدخول ، وسأسمع الكثير من الموسيقى التي لا يسمح لي بسماعها! وسأحتضن جدتي التي أتت لزيارتي بالأمس ولم يسمح لي باحتضانها! وسأنام بجانب أمي كل ليلة.

وسأعُد أقلامي في الحقيبة التي أخذوها مني قبل إحضاري إلى هنا، فربما سرقوا منها شيئاً، حتى مريول المدرسة الأخضر، أخذوه مني، سوف استرجعه حينما اخرج واتفقده جيدا، ولسوف أعلقه كعادتي خلف الباب.

هذا المكان بارد ومعتم جدا، والسرير متسخ وغير مريح، الطعام أيضاً لا يشبه طعام أمي، كل يوم أطرق الباب ولا يجيبني أحد، قلت لهم ألاف المرات أني أريد الذهاب إلى البيت ، لم يسمعوا، لم يردوا، كلماتهم غير مفهومة، لا أراهم مخيفون ، كما كانت تقول معلمتي.

هل تعلم من أنا ياصديقي، أنا أسيرة فلسطينية، عمري ثلاثة عشر ، وهل تعلم أين أنا الآن، أنا في زنزانة معتمة، لكني لست خائفة .

  • قصة موجهة للأطفال

 

البث المباشر