سعادة غامرة ملأت قلب الطفلة جودي مخيمر صاحبة الخمسة أعوام، بعدما قامت بتسليم حصالتها إلى مديرة روضتها، لتساهم كغيرها من طلبة رياض الجمعية الإسلامية في تخفيف الآلام ورسم البسمة على وجوه الأطفال المحتاجين.
وكانت "جودي" بعد أن تستيقظ من نومها وتجهز نفسها للخروج إلى الروضة، تطلب من والدها الشيكل الخاص بحصالة "سواعد الخير" قبل أن تحصل على مصروفها الشخصي.
"سواعد الخير" من طفلكم لطفل فقير، هي حملة أطلقتها رياض الجمعية الإسلامية بخانيونس، في رسالة لغرس معاني البذل والعطاء وحب الخير والشعور بالأطفال المحرومين ممن هم بحاجة لمن يساندهم ويقضي حوائجهم.
الحملة لاقت استحسان اهالي الأطفال، الذين ساهموا بشكل كبير في هذه الحملة مع أطفالهم، خاصة أنها تأتي في شهر رمضان المبارك.
ولم يخف عصام مخيمر المحاضر في جامعة الأزهر ووالد الطفلة جودي مشاعر الفرحة والسرور التي كانت لدى العائلة بعد إطلاق هذه الحملة، واصفاً إياها بالفكرة الرائعة والمتميزة بأهدافها السامية.
ويقول مخيمر "للرسالة":" الحملة لاقت استحسانا كبيرا داخل العائلة، كون هذه الحملة تزرع في الأطفال حب العطاء والتعاون والشعور بالآخرين".
ولفت إلى أن هذه الفكرة جديدة ومستحسنة؛ خاصة أنها تأتي مع حلول شهر رمضان المبارك وفي أوضاع اقتصادية صعبة تمر على قطاع غزة، مثنياً على هذه الحملة ومعرباً عن أمله بأن تستمر في الأعوام المقبلة.
ومع حلول شهر رمضان المبارك يبدأ تسابق وتنافس الجمعيات والمؤسسات الخيرية، لرسم البسمة على وجوه العائلات المحتاجة والفقيرة.
من جانبه أكد إبراهيم بريص مدير عام الجمعية الاسلامية المشرفة على رياض الأطفال، أن رياض الجمعية أطلقت مبادرتها وحملتها الخيرية بعنوان "سواعد الخير من طفلكم لطفل فقير"، بهدف غرس معاني البذل والعطاء وحب الخير والشعور بالأطفال المحرومين.
وأضاف بريص:" تهدف الحملة أيضاً للمساهمة في تخفيف الآلام ورسم البسمة على وجوه الأطفال الذين هم بحاجة لمن يساندهم ويقضي حوائجهم".
وحول آلية تنفيذ الحملة قال بريص إنه تم تسليم الطفل حصالة من الروضة الخاصة به، مشيراً إلى أن الجمعية تضم حوالي 9 رياض منتشرة في المنطقة الغربية لمحافظة خانيونس.
وأوضح أنه يتم متابعة الأهل للطفل بادخار شيكل واحد يومياً وتشجيعه على ذلك، مبيناً أنه تم تسليم الحصالات للأطفال قبل شهر من حلول شهر رمضان المبارك.
وأضاف:" بعد مضى الشهر المخصص للحملة، يقوم الطفل نفسه بتسليم الحصالة للروضة الخاصة به"، حيث يتم تجميع المبالغ المستلمة وتوزيعها على الأطفال المحتاجين من نفس الروضة، وذلك حسب احتياج الاسرة والطفل.
وتابع:" بعد استلام الحصالة من الطفل يتم تسليمه سند قبض باسمه بقيمة المبلغ المستلم"، مشيراً أنه تم توزيع حوالى 600 حصالة على العائلات ذات الدخل الميسور.
ولفت أنه تم توجيه رسالة لأولياء أمور الأطفال المشاركين في الحملة؛ تتضمن مفهوم الحملة، وأهدافها، وآلية تنفيذها، وموعد بدء الحملة ونهايتها، مشيراً أنه تم تكليف مديرات الرياض بتوضيح الأمر لأولياء الأمور وتشجيعهم على المشاركة الفعالة في الحملة.
وتأتي هذه الحملة حسب مدير الجمعية "لجعل أطفال اليوم رواداً لجيل المستقبل تحت شعار نبني جيلاً لحلم كبير"، مؤكداً أن هذه المساعدات ستكون عبارة عن كسوة عيد أو وجبات إفطار أو مساعدات رمضانية للأطفال المحتاجين وعوائلهم.
وبيّن بريص أن المبالغ المالية التي تم جمعها من قبل الأطفال بلغت حوالى 10000 شيكل، مشيراً انه تم فتح الباب للأطفال لدفع نفس المبلغ في حصالة أخرى، لتشجيع الطفل على البذل والعطاء.