بدا المكان كخلية نحل بعضهم بدأ بتفريغ ما وصلهم من وجبات طعام من العائلات المتبرعة استعدادا لتوزيعها على الأسر المستورة, وتحلق البعض الآخر منهمكين في إعداد وجبات أخرى, فيما انشغل آخرون بمتابعة سير العمل والتخطيط لتنفيذ مرحلة جديدة.
هم شباب متطوعون أنشؤا حملات تطوعية شبابية,أرادوا أن يكون لهم دور في مساعدة مجتمعهم ورسم بسمة على وجه صغير طال الفقر عائلته, فقرروا أن يضعوا بصمتهم بأفكار صغيرة لكن آثارها عظيمة.
يلا نفطر سوا
حملة الإحسان التطوعية هي إحدى التجمعات الشبابية التي انطلقت في رمضان العام الماضي لمد يد العون للأسر الفقيرة والمساهمة في تطوير المجتمع,وتنفذ حاليا حملة "يلا نفطر سوا" وتحمل شعار" وجبتك نصين نص الك ونص يدخلك الجنة" في محاولة لتوفير وجبات إفطار للفقراء, وتنفذ الحملة ثلاثة أيام أسبوعياً.
ويقول العضو الإداري في حملة الإحسان التطوعية أحمد مرتجى:"فكرة حملتنا تحاكي برنامج خواطر في إصلاح المجتمع بطرق بسيطة بحيث نساهم في تطويره ومساعدة أكبر عدد من الناس".
وعن طبيعة العمل في حملة "يلا نفطر سوا" يقول:"تتبرع العائلات القاطنة في منطقة تل الهوى حيث تجمعنا بنصف وجبة إفطارهم طيلة شهر رمضان حيث يتوجهون إلى نقاط التجمع التي تم تحديدها مسبقا من قبل أعضاء الحملة وعددها 27 نقطة, وتقوم تلك العائلات بتعبئة استبيان هو بمثابة بطاقة اشتراك في الحملة ويشمل على بياناتهم والأيام التي سيتبرعون بها وإمكانية تبرعهم بوجبات طارئة في حال وجود نقص ".
ويتابع:"ومن ثم يتوجه فريق من الحملة لجمع هذه الاستبيانات ومهاتفة أصحابها لإرسال علب بلاستيكية لهم ليتم تعبئة الطعام بها,و يتم الاتفاق على موعد تسليم الوجبة لمركز التجميع لتنقل إلى مقر شبكة أمين الإعلامية -فقد منحتنا الشبكة استخدام قاعاتها- حيث تقوم الفتيات المتطوعات في حملة الإحسان بالتأكد من جودة الوجبات وإعادة تعبئتها بحيث تلائم عدد الأسر المستفيدة".
ويجتمع الفريق قبيل موعد الإفطار بساعات قليلة ليبدؤوا رحلة توزيع الوجبات التي تم التبرع بها والفرحة تغمر قلوبهم لأنهم استطاعوا أن يسدوا جوع فقير.
وبلغ عدد الأسر المحتاجة التي استفادت من الحملة خلال الأيام الثمانية الأولى 215 أسرة موزعة على جميع محافظات القطاع".
ويؤكد مرتجى أنهم يعتمدون على البحث الميداني للوصول إلى هذه الأسر المستورة والابتعاد عن كشوفات المؤسسات والجمعيات الخيرية حتى يساعدوا اكبر عدد من هذه الأسر.
وتستمر نشاطات الحملة طيلة العام فقد نفذت حملة "من غزة الى الصومال "حيث استطاعوا إيصال تبرعات إلى هناك,وحملة "اصحى وغير حياتك" و"أنا إنسان" وغيرها .
وبين مرتجى أنهم يواجهون صعوبات في عملية التمويل فهم يعتمدون على التمويل الذاتي, ولكن في حال تنفيذ نشاطات كبيرة يلجأون لبعض المؤسسات,إضافة إلى عدم وجود صفة قانونية لنشاطاتهم, مشيرا إلى أنهم يستعدون لتنفيذ حملة "بسمة عيد 3" خلال الأيام القادمة والتي تهدف لتوفير ملابس للأسر الفقيرة.
لا تعطني سمكة بل علمني الصيد
وبادرة خير أخرى تمثلت في فريق الرحمة التطوعي الشبابي الذي يسعى لتقديم الدعم المادي والمعنوي للأسر الفقيرة المنتجة خلال شهر رمضان المبارك, من خلال مبادرات فاعلة ومميزة ضمن حملة "حبنا لهم من قلبنا لقلبهم" ومن تلك المبادرات "كيلو كعك" و" كيلو قطايف" و "وجبة إفطار" و "كسوة أميرة".
ويقول مسؤول الفريق م.أحمد اللقطة:"هدف الحملة هو تحفيز الدافع التطوعي لدى الشباب وإخراجهم من حالة اللامبالاة إلى المبادرة في حل مشاكل المجتمع,إضافة إلى تشغيل الأسر الفقيرة وجعلها منتجة وتعيل نفسها ومساعدة غير المنتجة, وبث روح التعاون والتآخي بين أفراد المجتمع وغيرها من الأهداف".
وعن كيفية العمل يقول اللقطة:". نطرح فكرة المبادرة على أصحاب الخير الميسورين ونقوم بجمع التبرعات المالية وشراء المواد الخام الخاصة بإنجاز المبادرة, ففي مبادرة "وجبة إفطار"و "كيلو كعك" تم التنسيق مع عدد من السيدات المعيلات لأسر فقيرة ليقمن بإعداد وجبات طعام تحت إشراف كادر مهني متخصص وتوزع على الأسر المحتاجة وفي المقابل تأممن تلك السيدات لعائلاتهن عائد مادي ووجبة إفطار من إعدادهن".
وانتهى فريق الرحمة من تنفيذ مبادرة كيلو كعك حيث تم إنتاج ما يزيد عن مئة كيلو بأيدي سيدات معيلات لأسرن فقيرة وسيتم توزيعها على الأسر المحتاجة,فيما يزال ينفذ مبادرة "وجبة إفطار" التي ستستمر حتى نهاية الشهر الفضيل.
ويوضح اللقطة بأن المساعدات تصل لعائلات من مختلف محافظات القطاع تم ترشيحها من قبل أعضاء الفريق مع ضمان سوء الحالة الاجتماعية لها.
ويقيم اللقطة نجاح الحملة بقوله:"حققنا الأهداف التي وضعناها والانجازات أكبر مما توقعنا ونستطيع القول بأن نسبة النجاح إلى الآن هي 90% رغم أننا واجهنا بعض الصعوبات في التمويل وإيجاد أسر فقيرة منتجة ومحترفة".
وبين بأن فريقه بدأ بتنفيذ مبادرة "كسوة أميرة" والتي تهدف لمساعدة مئة أسرة فقيرة لشراء ملابس العيد لأحد أبنائها حيث تم إنشاء وتصميم مجسم وسيتم وضعه في مكان عام كالمحال التجارية لجمع التبرعات, وجاري التنسيق مع أصحاب المحال التجارية لجمع المساعدات العينية والمادية.
انطلقوا بهمة وعزيمة بأفكارهم البسيطة التي استطاعوا من خلالها أن يدخلوا الفرحة على قلوب مئات الأطفال ,واختاروا أن يكونوا شبابا مبادرا لا يعيش لنفسه فقط.