هل تظنون أن ما يحدث يصب في صالح حماس؟ او في صالح الرئيس عباس او دحلان او الجهاد الاسلامي والجبهة الشعبية؟ هل تظنون انه يصب في صالح شعبنا وقضيته التحررية؟ كل ما يحدث لقضيتنا من تشتت وتمزق وتوهان وتشعب وتقلب يتحمل 90 % من مسؤوليته الرئيس محمود عباس، وكلما استمر في المقاطعة فإننا نسير في منحدر لا قاع له، فالرئيس عباس له سياستين مختلفتين، فهو أسد متوحش منتقم في وجه غزة بجمهورها المقاوم الأبي، ووديع ناعم متسامح مع الاحتلال الاسرائيلي خانع ذليل يسير تحت البسطار وينسق امنيا بطريقة مقدسة،
قطع الكهرباء من قبل الاحتلال دليل أن التنسيق بين السلطة وإسرائيل في التضييق على غزة وحصارها في أعلى مستوياته، وهناك خطوات مدروسة وتقاسم أدوار للوصول لمرحلة صعب، ولهذا التفاهمات الاخيرة مع المصريين ايجابية ومقدرة إلا أنها ستسد العجز أكثر منها ستحل الاشكالية.
وعني أرى وأعتقد ان الامور تتأزم أكثر مما تذهب لما يتمناه البعض، ومع هذا التمسك بوحدة شعبنا الداخلية اهم سلاح نواجه به كل ما يمكن أن يحدث، فربما نعيش مناورة كبرى لتهيئة أجواء الانقضاض على حماس وتصفية القضية، وتتمثل المناورة بإبعادها عن حلفائها، وإضعاف أذرعتها الاعلامية المساندة، إنهاك مجتمعها وحاضنتها الشعبية، تشويه صورتها واتهام والتشكيك بنواياها ومنطلقاتها، تشتيت جهودها وتجريمها دوليا، ومن ثم يبقى أمرا واحدا عدوان إسرائيلي لا يبقى ولا يذر.
لهذا يجب الا ترتبط المصالحة الداخلية باي اعتبار، وان نمضي بها مهما كلفنا من امر، وهذا يحتاج جرأة وقوة من حماس وفتح دحلان وباقي الفصائل في غزة. فجميعنا في سفينة واحدة، فالرئيس عباس أعلن الحرب على غزة مستقويا بالاحتلال، أعلن الحرب على كل غزة لم يستثنِ أحدًا حتى مرضى السرطان.
لهذا إما ان نرتب اوراقنا وننجوا وننجح جميعا، او نتوه في مواجهات وسياسات غير محسوبة ويدفع شعبنا ثمنا كبيرا.
لهذا حتى لو تراجع الرئيس عباس عن خطواته العدائية تجاه غزة، وطالب بالحوار مع حماس، اظن عدم قبول الحركة الا بحضور ومشاركة فتح دحلان بفاعلية باي حوار وبناء مستقبلي لغزة، فعلينا رفض إقصاء إي كان من الساحة الفلسطينية، فجميعنا شركاء حقيقيون ومتماسكون ولسنا اضطراريون وعابرون.
اليوم نحن في محنة الا اننا نحولها لمنحة لو تكاتفت ايادينا وقلوبنا وتكاملت ادوارنا واقبلنا بشراكة حقيقية يأخذ كل دوره لنمنع الانهيار الفلسطيني.