دان الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية حملة الاعتداءات الممنهجة التي وقعت أمس الجمعة بحق مخيمات اللاجئين والمهجرين السوريين في منطقة عرسال بلبنان، وقال إن الحملة أسفرت عن مقتل عدد من اللاجئين واعتقال المئات الذين جرى إذلالهم والتعامل معهم كرهائن لدى الجيش اللبناني ومليشيا حزب الله الإرهابي، بحسب وصف بيان الائتلاف.
وحمّل الائتلاف السوري السلطات اللبنانية مسؤولية سلامة اللاجئين السوريين في لبنان، وأكد على ضرورة محاسبة ومعاقبة المسؤولين عن الجرائم والانتهاكات التي تقع بحقهم.
وفي السياق، قال أهالي القصير (في محافظة حمص) المهجّرين إلى منطقة عرسال بلبنان، إن الجيش اللبناني قتل 18 مدنيا لاجئا في مخيم عرسال الحدودي، واعتقل أربعمئة آخرين بتهمة الإرهاب. وطالب أهالي القصير في بيان لهم بضرورة تأمين حماية دولية للسوريين في عرسال تحت إشراف الأمم المتحدة.
كما طالب البيان بتأمين معبر آمن بضمانات دولية لنقل من يرغب من السوريين في عرسال إلى جرابلس بريف حلب أو إدلب، كذلك دعا أهالي القصير إلى مخاطبة الحكومة اللبنانية بعدم تكرار ما جرى بحق المهجرين واللاجئين في عرسال.
واعتقلت السلطات اللبنانية مئات اللاجئين السوريين في منطقة عرسال الحدودية، وتوعدت بتكثيف "العمليات النوعية" للقضاء على "التنظيمات الإرهابية"، وذلك بعد تفجير خمسة انتحاريين أنفسهم أثناء مداهمات للجيش في المنطقة.
وتم توثيق اعتقال 337 شخصا من المخيمات من قبل الجيش اللبناني، بينما ذكر مصدر أمني أن المداهمات أسفرت عن اعتقال 350 شخصا بينهم قياديون في تنظيم الدولة الإسلامية، وأنه سيُطلق سراح من لم تثبت علاقته بالتفجيرات.
وبث ناشطون صورا لعمليات الدهم التي قام بها الجيش اللبناني، حيث ظهر فيها بعض المحتجزين السوريين في ظروف قاسية، وأبدى الناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي استياء من آثار التخريب في خيم اللاجئين جراء المداهمات والاشتباكات.
وتفقد قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون قوات الجيش المنتشرة في عرسال، وقال في بيان إن "قرار الجيش بالقضاء على التنظيمات الإرهابية وخلاياها وأفرادها أينما وجدوا على الأراضي اللبنانية، حاسم"، وتعهد بأن المرحلة المقبلة ستشهد تكثيف "العمليات النوعية".
وفي وقت سابق أمس، أعلن الجيش أن أربعة انتحاريين فجروا أنفسهم أثناء تفتيش مخيم النور بمنطقة عرسال، وأن خامسا فجّر نفسه خلال دهم مخيم القارية، مما تسبب في إصابة سبعة جنود بجراح.