قائد الطوفان قائد الطوفان

لمساعدة أطباء غزة

الغزي "أبو غوش" يصمم برنامجا إلكترونيا لتشخيص "سرطان الثدي"

الشاب محمود أبو غوش
الشاب محمود أبو غوش

غزة- محمد عطا الله

 

لم يكن سهلا على الشاب محمود أبو غوش (24 عامًا) الوصول إلى تسجيل براءة اختراع في صناعة برنامج إلكتروني يساعد الأطباء في قطاع غزة بتشخيص سرطان الثدي وتقديم معلومات دقيقة حول حالة المريض.

أبو غوش طالب ماجستير بكلية تكنولوجيا المعلومات، ومتخصص بمعالجة الصور الطبية بالجامعة الإسلامية، استطاع تسجيل هذا الإنجاز بعد أبحاث ودراسة متواصلة منذ تسعة شهور من العمل مع باحثين من داخل غزة وحتى خارجها.

كثرة الأبحاث حول سرطان الثدي واستغراق تشخيص المرض لفترة طويلة، إلى جانب بعض المشاكل التي تواجه الأطباء، شكلت دافعا كبيرا للشاب محمود الذي بدأ البحث عن مواطن الخلل والعمل على معالجتها عبر نظامه الإلكتروني.

وبحكم تخصصه في معالجة الصور بدأ في العمل على هذا النظام الإلكتروني الذي سرعان ما أصبح كتقرير يستند عليه الأطباء في تشخيص مرض السرطان قبل تسجيله وحصوله على براءة الاختراع.

تشخيص مريح

وبفضل البرنامج فإنه بات من السهولة تشخيص سرطان الثدي عند المريضة وتحديد نوعه سواء كان حميدا أم خبيثا، وذلك بعد أن كان المرضى يعانون من طول فترة التشخيص التي كانت تصل لأربع ساعات متواصلة.

ويقول الشاب المخترع "للرسالة" إن البرنامج يوصي بالعلاج المناسب ويقرر أخذ العينة أم لا، ويكشف عدد التكتلات أو التكلسات في الثدي، ويحدد موعد زيارة الطبيب، كما يتوقع مدى خطورة الحالة، ثم يعطي التوصية بإجراء عملية استئصال بعد التأكد من البيانات وتحليل البيانات، أو التوصية بالتصوير عن طريقة أشعة "الألتراساوند" كمكمل للتشخيص.

ويعد البرنامج نقلة نوعية لما يتميز به من دقة عالية جدا في تشخيص حالات الإصابة بالسرطان حتى وصلت نسبته إلى 96% بعد أن كانت الدقة في البداية 40% وفق ما تحدث به أبو غوش لـ"الرسالة".

وتمكن النظام من تشخص 1400 حالة بنسبة دقة 96%، حتى كاتبة هذا النص، فيما كان هناك نسبة الخطأ قليلة جدا، نتجت من اختلاف البورد الطبي الذي يعتمد عليه الأطباء في غزة.

صعوبات وطموحات

العديد من الصعوبات مر بها أبو غوش كان أبرزها صعوبة إقناع الجهات الرسمية في رام الله والمختصة بالدراسة والتنصل من التزاماتها نحو رعاية هذا الاختراع، بالإضافة إلى عدم وجود أطباء مختصين في مجال تشخيص سرطان الثدي، على حد وصفه.

إلى جانب ما سبق فإن العمل في قطاع غزة المحاصر وعدم امتلاك وزارة الصحة والاتصالات بغزة الصلاحيات الدولية اللازمة في تقديم الحصول على براءة اختراع للنظام، زاد من تعقيدات الإجراءات، مما دفعه إلى التواصل مع باحثين في شركة جوجل بدبي، فكان لهم الدور كبير في التأكد من النظام وتسجيله كبراءة اختراع.

ويتمنى الشاب صاحب البشرة القمحية أن يقلل برنامجه من الحالة النفسية والمشاكل التي تواجه جميع النساء المصابات بهذا المرض، لا سيما وأنهن فئة مهمة من المجتمع.

كما يأمل أبو غوش أن يتم اعتماد برنامجه في التشخيص بالمستشفيات ليس في قطاع غزة فقط، بل على مستوى العالم العربي والغربي، وذلك بعد تطويره وتحسين نسبة دقة التشخيص.

البث المباشر