قائد الطوفان قائد الطوفان

مرحلة جديدة في العالقة مع عباس

خطاب هنية يؤكد ثوابت حماس وتعزيز العلاقات الوطنية

صورة لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية
صورة لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية

الرسالة نت-محمد العرابيد

اتفق محللون سياسيون على أن خطاب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، الأربعاء، يدعو للوحدة الوطنية بمشاركة الكل الفلسطيني، وحرص الحركة على تطوير علاقتها مع الدول العربية، وخاصة مصر.

وأجمع المحللون، في أحاديث منفصلة مع "الرسالة نت"، على أن المواطنين في غزة سيشعرون بنتائج العلاقة بين حماس ومصر، قريبا، في ظل التفاهمات الواسعة بين الطرفين.

وكان هنية قد أكد أن حركته فتحت صفحة جديدة في العلاقة مع مصر، وأن الآونة الأخيرة شهدت نقلة مباشرة في العلاقة.

المحلل السياسي حمزة أبو شنب قال إن "تطوير حماس لعلاقاتها مع مصر يؤكد أن هناك تفاهمات واسعة، وإن كانت غير معلنة"، مضيفا: "هي واضحة من حجم الإجراءات التي تجري بين الطرفين".

كما اعتبر أبو شنب أن خطاب هنية يعكس انفتاحا أكثر لحماس نحو الدول الأوربية، وكذلك الخروج من "السمة الإسلامية" في بناء العلاقات إلى التقاطعات الوطنية الواسعة، مع دول العالم المساندة لقضية فلسطين.

وذكر أن "حماس باتت تفرّق بين الأزمة العربية ومصالحها مع الدول العربية، فهنية تحدث عن دور قطر في تقديمها مساعدات لغزة، وهذا يعزز العلاقات بين الحركة وقطر وتركيا، التي لن تنعكس على علاقتها مع مصر".

وفي السياق، أشار أبو شنب إلى أن تطور العلاقات بين حماس وطهران انعكس في خطاب هنية، "عندما شكر إيران بصورة واضحة، وهذا لم يتحدث به رئيس المكتب السياسي لحماس منذ 2012، مما يبدو أنه من الواضح أن تولي هنية والسنوار قيادة الحركة غيّر في توجهاتها في هذا الملف، وهي من شأنها أن تطور العلاقة بينهم".

على الصعيد الفلسطيني، اعتبر المحلل السياسي أن دعوة هنية لرئيس السلطة محمود عباس بإجراء خطوات عملية، وتحديد موعد لإجراء الانتخابات المحلية والتشريعية والرئاسية، يؤكد أن مرحلة العلاقة مع عباس تختلف عن السابق.

وقال: "مبادرة هنية تلقي الكرة في ملعب عباس، مع قناعة حماس بعجزه عن تطبيقها"، مضيفا: "يبدو أن حماس ترفض العودة للحوارات السابقة؛ مما يعني أنها تسير قدما في ترتيب وتوسيع العلاقة مع التيار الإصلاحي في فتح (دحلان)، وإن كان ذلك لم يذكر صراحة في خطاب هنية".

وأوضح أن حديث هنية عن أن حماس ستتحاور مع الكل، يدلل على أنها جادة في تفاهماتها مع دحلان، التي من شأنها أن تخفف الحصار عن غزة، وتؤدي إلى فتح معبر رفح البري، وإدخال الوقود لمحطة الكهرباء.

وفي الأثناء، رأى أبو شنب أن حماس تسير بإقدام نحو تعزيز علاقاتها على الصعيد الاستراتيجي مع حركتي الجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية؛ ما يسمح بمزيد من التنسيق والتوافق، "وهذه رؤية جديدة لدى حماس، وخاصة بعد تولي السنوار قيادة الحركة في غزة، وهنية رئاسة المكتب السياسي".

من جانبه، قال المحلل السياسي محمود العجرمي، إن الرسائل التي أراد أن يرسلها هنية من خلال خطابه، هي أن حماس في وضع متماسك وثابت، وفي حالة وحدة متفقة على استراتيجية المقاومة المستمرة، على قاعدة العلاقات الوثيقة مع الفصائل الفلسطينية.

وأوضح العجرمي أن خطاب هنية يؤكد على الثوابت الفلسطينية، من خلال مطالبة فتح بضرورة العودة إلى الوحدة الوطنية بمشاركة الفصائل الفلسطينية، والاتفاق على اجراء الانتخابات التشريعية والمحلية والرئاسية.

ورأى أن خطاب هنية كان يحمل في طياته حرص حماس على الوحدة الوطنية، وإنهاء الانقسام الفلسطيني، وعودة حكومة التوافق إلى عملها في غزة، مشيرا إلى أن هنية قدّم مبشرات للمواطنين في غزة بأن العلاقات مع مصر ذاهبة إلى التحسن، بعكس السنوات الماضية، والتي من شأنها أن تخفف الحصار المفروض على غزة.

أما على الصعيد الدولي والعربي، فأكد هنية أن كل المشاريع الأمريكية لن تمر على شعبنا "الذي يمتلك حصانة في مواجهة هذه المشاريع، التي تتطابق مع المشروع الصهيوني، الذي يعتبر المقاومة إرهابا".

وهنا، أكد العجرمي أن هنية أوصل رسالة مهمة للدول العربية والأوربية بأن حماس ستنفتح على الجميع بقدر انفتاحها على هموم الشعب الفلسطيني وحرصها على وحدة صفوفه، وأنها لن تغلق الأبواب في وجه أي دولة.

وقال العجرمي إن الاتصالات التي أجرتها حماس خلال الأشهر الماضية تحت وطأة ما يجري من مؤامرات ضد القضية الفلسطينية، يشير إلى أن نسبة كبيرة من شعوب العالم تؤكد حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم، والدفاع عن حقوقهم بكافة الوسائل المتاحة، وأن حماس حركة أصيلة من حقها أن تدافع عن أرضها، وأن الإرهاب هو الاحتلال الظالم.

يذكر أن خطاب هنية حظي بمتابعة فلسطينية واسعة، وقد حضرته شخصيات اعتبارية وطنية ودولية.

البث المباشر