لم تغب فعاليات غضب أبناء مدن الداخل المحتل، المناصرة للمسجد الأقصى، منذ اللحظات الأولى، التي اتخذ فيها الاحتلال الإسرائيلي إجراءات قمعية ضده، على إثر العملية البطولية التي وقعت في ساحة المسجد الأقصى.
وكان ثلاثة شبان فلسطينيين من عائلة جبارين من مدينة أم الفحم، قد نفذوا عملية بطولية في ساحة الأقصى، أدت إلى مقتل شرطيين إسرائيليين وإصابة ثالث بجراح خطيرة، واستشهاد المنفذين الثلاثة.
يمكن القول إن الداخل المحتل هو مفجر الشرارة التي انطلقت منها أحداث المسجد الأقصى، كون المنفذين الثلاثة من أم الفحم، حيث لم تخل أي مواجهات ضد الاحتلال من مشاركتهم الفاعلة.
وهّب أبناء الداخل المحتل للمشاركة في صلاة الجمعة الماضية في الأقصى، بعد أن توجهت عدة حافلات تقل مواطنين من مختلف الفئات، رغم الإجراءات القمعية والحواجز التي وضعها الاحتلال أمامهم.
وقد منعت قوات الاحتلال المتواجدة عند الحواجز عدداً كبيراً من الحافلات التي تقل أبناء الداخل، من الوصول إلى الأقصى، لكنهم أصرّوا على مواصلة مسيرهم، حيث أدى المئات منهم صلاة الجمعة في الأقصى.
واستكمالاً لمسلسل نصرة أهالي الداخل للأقصى، فقد عقدت لجنة المتابعة العليا اجتماعاً طارئاً السبت، لبحث سبل مواجهة الاحتلال، وأسفر عنه دعوة كل مدن الداخل إلى النفير اليومي للقدس، وتسيير أكبر عدد من الحافلات للأقصى يوم الجمعة المقبل.
بالإضافة إلى التحضير لحملة مساعدات طبية واسعة النطاق لمستشفى المقاصد في القدس ودعوة الجماهير إلى التبرع بالدم.
وطالبت اللجنة في بيانها الختامي، بضرورة رفع الحصار عن القدس والبلدة القديمة والمسجد الأقصى، ودعوة الجماهير إلى أوسع تحرك شعبي نصرة للقدس والأقصى، محملةً الاحتلال المسؤولية عن سفك الدماء في القدس.
**فعاليات تصعيدية
رجا اغبارية رئيس حركة أبناء البلد في الداخل المحتل أعلن عن سلسلة فعاليات تصعيدية، في كافة مدن الداخل المحتل، نصرة للمسجد الأقصى خلال الأسبوع الجاري.
وأوضح اغبارية في تصريح خاص لـ "الرسالة"، أن الفعاليات تتمثل في مواصلة الدعوات للنفير نحو القدس يومياً، والخروج بمظاهرات في كافة البلدات، رفضاً لإجراءات الاحتلال بحق المسجد الأقصى.
وأكد أن كافة أبناء الشعب الفلسطيني في الداخل، مصرون على مواصلة مشاركتهم بفعاليات نصرة الأقصى والصلاة فيه، رغم إجراءات الاحتلال ضدهم.
وأشار إلى أن قوات الاحتلال تحاول دائماً منع أبناء الداخل المحتل من التوجه للأقصى، عبر الحواجز التي تنصبها أمام المدينة المقدسة، لافتاً إلى أنهم منعوا عدداً من الحافلات التي تقل أبناء الداخل نحو الأقصى.
يذكر أن الاحتلال الإسرائيلي قرر منع دخول أبناء الداخل المحتل لمدينة القدس، عقب العملية التي نفذها ثلاثة شبان من أم الفحم، الجمعة الماضي، وأدت إلى مقتل مستوطنين.
واستشهد 3 فلسطينيين وأصيب المئات خلال مواجهات دامية في القدس والضفة وغزة، وذلك رفضاً لنصب الاحتلال بوابات إلكترونية أمام المسجد الأقصى، بينما نفذ شاب فلسطيني عملية طعن أودت بحياة ثلاثة مستوطنين في مستوطنة حلميش قرب رام الله.