أكد رئيس الهيئة الإسلامية العليا وخطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري، استمرار الاعتصام على أبواب المسجد الأقصى وفي شوارع مدينة القدس المحتلة حتى تحقيق جميع مطالب المقدسيين، وإلغاء الاحتلال لجميع إجراءاته القمعية بحق القدس وسكانها.
وكشف صبري في حديث لـ"الرسالة" عن تشكيل لجنة فنية للأبواب الخارجية للمسجد، وأخرى لساحاته وداخله؛ مبيناً أن دورها يتمثل بالتشاور واتخاذ القرارات بشأن ما يجري في الأقصى ومتابعة إجراءات الاحتلال داخله.
وأوضح أن الاحتلال لا يزال يضع الجسور والكاميرات على بعض أبواب المسجد ويغلق أخرى؛ مضيفاً أن "هناك أمور وإجراءات افتعلتها سلطات الاحتلال لا بد من إزالتها، وبعد ذلك نقرر الدخول للأقصى".
ورفض صبري قرار رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو الأخير، بتفتيش المصلين الداخلين إلى المسجد الأقصى المبارك، بعد مرور قرابة 24 ساعة على قرار إزالة البوابات الإلكترونية.
وكان بيان رسمي صادر عن ديوان رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ذكر أنّ الأخير أوعز بتطبيق إجراءات التفتيش اليدوي باستخدام العصا الكاشفة للمعادن، على كل من يريد دخول المسجد الأقصى.
وقال الشيخ صبري "ما يجري بالأقصى هو اعتداء واضح من الاحتلال "الإسرائيلي" على حرية العبادة، ومحاولة منه لفرض سيطرته على المسجد الأقصى بشكل كامل بعد مخططات التقسيم الزماني والمكاني، لكن هبة الفلسطينيين أعاقت ذلك وأفشلت المخططات الإسرائيلية".
وأضاف أن السيادة في الأقصى هي للشعب الفلسطيني، مشددا على رفض محاولات السيطرة على المسجد والادعاء بأنه يخضع لسيادة الاحتلال، وتابع " حكومة الاحتلال تتحمل المسؤولية الكاملة عن توتر الأوضاع وتصاعدها في الفترة الأخيرة، وهناك محاولات منها لجرنا لحرب دينية وتحريف الصراع بعد تزويرهم للتاريخ".
وحذّر صبري من تغيير الاحتلال لوقائع داخل المسجد الأقصى أثناء إغلاقه خلال فترة المواجهات الأخيرة، مردفا "الأقصى مستباح وتمت استباحته أيضا أيام الحروب الصلبية 90 عاما، ونتوقع من الاحتلال كل شيء".
وأشار إلى ضرورة الصمود في وجه الاحتلال وتحقيق الانتصار عليه؛ من أجل إعادة السيادة للوقف الإسلامي على المسجد الأقصى وإجبار الاحتلال على رفع يده عنه.
وانتقد الصمت العربي والإسلامي على ما يجري للقدس والمسجد الأقصى، مضيفاً:" يبدو أن المسئولين العرب لا يزالون منشغلين في مشاكلهم الداخلية وغافلون عما يجري بالأقصى، وهذا ما يشجع الاحتلال على الاستمرار بعدوانه وتصعيده ضد المقدسات".
وبيّن صبري أن الهيئة الإسلامية العليا لا تعوّل على العرب في نصرة الأقصى بقدر تعويلها على الله عز وجل ثم الزخم الشعبي وهبة المقدسيين في الدفاع عن الحرم المقدسي.
وأكد أن إزالة الاحتلال للبوابات الإلكترونية جاء نتيجة الزخم الشعبي وانتفاض المقدسيين في وجهه، "وليس نتاج صفقة بين الأردن وحكومة الاحتلال كما روجت لذلك وسائل إعلام عبرية".
وأشار إلى أن الأردن مطلعة على ما يجري في المسجد الأقصى وباركت وجود المرجعيات الدينية فيه، لافتا في الوقت ذاته إلى أن هذه المرجعيات لا تتلقى تعليماتها من أحد.
وكان مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابنيت)، قرر استبدال البوابات الإلكترونية التي نصبت على أبواب الحرم القدسي الشريف، بكاميرات ذكية.
في المقابل واصل الفلسطينيون الامتناع عن الصلاة داخل المسجد الأقصى، مطالبين بإزالة كافة الإجراءات الإسرائيلية الأخيرة نهائياً في المسجد، وإعادة الوضع إلى ما كان عليه قبل إغلاقه، في 14 يوليو/ تموز الحالي، بعد عملية الأقصى التي أسفرت عن مقتل جنديين إسرائيليين، واستشهاد فدائيي العملية الثلاثة من عائلة جبارين.