غزة - ياسمين ساق الله – الرسالة نت
ليس غريبا أن يكونوا في هذا المكان الجميل المكون من زوايا مختلفة , كل منها تحكي حكاية الإبداع وتروي قصة الصمود والتحدي، وتواجدهم معا بحد ذاته يعكس وحدتهم رغم اختلاف طبقاتهم وأعمارهم وميولهم.
في سوق ومعرض الحرية الشعبي تتحد روح العمل مع الإبداع لتصمد أمام الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها الفلسطينيون المحاصرين في قطاع غزة للسنة الرابعة على التوالي.
وكانت بلدية غزة افتتحت صباح السبت الماضي ، السوق في منطقة اليرموك بمدينة غزة والذي يعد من أكبر الأسواق الشعبية في القطاع بهدف الحد من ظاهرة البسطات العشوائية، موضحةً أن هدف التسمية تخليد شهداء أسطول الحرية.
"الرسالة نت" تجولت في زوايا السوق والتقت ببعض المواطنين للكشف عما يحتويه من بضائع ومستلزمات، وأعدت التقرير التالي
إبداع رغم الحصار
وأثناء تجوالنا بين أزقة السوق , لفت انتباهنا ركن يبرز في جدارنه براويز وتحف وأوان نحاسية وفضية كبيرة مزركشة بالوان كثر معلقة في الهواء تحمل حكايات الإبداع بداخلها , وعند استفسارنا عن كيفية تصنيعها , أجابت مديرة قسم الارشاد المجتمعي التابع الإدارة العلاقات العامة في بلدية غزة فايقة الحداد قائلة :" تلك الأدوات الخشبية تم اعادة تصنيعها من مخلفات النفايات الصلبة , حيث يتم الاستفادة من تلك النفايات في اعادة تصيميم الأدوات الجمالية التى تحتاجها المرأة في بيتها".
وتضيف الحداد وهي جالسة برفقة زملائها بالمعرض :" هدفنا جعل غزة مدينة جميلة آمنة وذلك باقناع المواطن بان النفايات ثروة قومية , فعملية اعادة استخدامها في إخراج وتصميم اعمال فنية يؤدي لتقليص كميات النفايات ", مؤكدة على أن اشتراكها بالمعرض يهدف لرفع مستوى الوعي الصحي والبيئي والمجتمعي للمواطنين .
ولم تكن "الرسالة نت" والحداد بمفردها في هذا الركن الجميل الجذاب الذي يناديك للاقتراب إليه دون أن, تدري بل شاركت أجواء الحديث كل ما يأتي لمشاهدة تلك الأعمال الفنية الراقية, فالحديث أمام تلك المقتنيات الفريدة قليل.
ولم تنته جولة قطارنا بعد في أروقة المعرض الجميل , الذي تحاكي جدرانه ومقتنياته الكثير الكثير من حكايات الإبداع والتميز , لتقترب في هذه المحطة عند ركن التراث الشعبي الفلسطيني والثوب الفلاحي الذي كان يغطي المكان بألوان الجميلة الصاخبة , بالإضافة إلى أواني الفخار المميزة في اطاراتها وزواياه وأشكالها الكبيرة والصغيرة.
وفي هذا السياق تقول أم محمد " 42عاما صاحبة محل للملابس المطرزة : التطريز الفلاحي موهبة وهوية عند بعض الفتيات ما يجلعنا نستغلها في تظريز الملابس واعداد البراويز والاواني المطرزة التى تعطي مظهر جميل اثناء الاستخدام", منوهة إلى أن تلك المهنة تشكل مصدر رزق لدى الكثير من الفتيات والنساء في هذه الفترة .
ولم تقتصر زوايا المعرض على عرض أقسام المطرازت الفلسطينية والأعمال الفنية المزخرفة , بل اشتمل أيضاً على الملابس المختلفة والإكسوسرات والأحذية والشنط وغيرها من المستلزمات الضرورية التي بحاجة لها المواطن الغزي المحاصر.
البسطات العشوائية
من جهته، قال نزار حجازي نائب رئيس بلدية غزة، إن إقامة سوق الحرية جاء بعد دراسة متأنية للحد من البسطات العشوائية المنتشرة في شوارع المدينة، و إيجاد حل لمشكلة أصحاب تلك البسطات، موضحاً أن البلدية رأت استغلال منطقة اليرموك وسط المدينة لإقامة سوق بسطات أخر إلى جانب سوق الشجاعية.
وكانت البلدية أعلنت في وقت سابق، إنهاء استعدادها لافتتاح سوق الحرية بعد اكتمال كافة التجهيزات اللازمة لافتتاحه، بالإضافة لافتتاح معرض الحرية الذي يستمر لمدة سبعة أيام على التوالي .
وأضاف حجازي، الحملة ضد أصحاب البسطات العشوائية ستزداد وتتشدد بعد افتتاح سوق الحرية حيث لم يعد هناك أي زريعه أمامهم لتأخير العمل في السوق.
يذكر أن بديلة غزة دأبت منذ بداية العمل في المشروع على بناء العشرات من البسطات والمعرشات اللازمة، كما قامت برصف أرضية سوق الحرية الشعبي، بالإضافة لتجهييز 6 دورات مياه.