شرعت قطاعات مجتمعية ناشطة في العمل بشكل جاد من أجل بناء مستشفى خيري متخصص بعلاج السرطان في قطاع غزة، لاسيما في ظل تزايد نسب الإصابة به.
وتفيد وزارة الصحة أن السبب الرئيسي للإصابة بالسرطان يكمن في المواد التي يلقيها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة أثناء الحروب، مبينة أن السرطان المسبب الثاني للوفاة في القطاع.
وفي مواجهة ذلك، برزت جهود ومبادرات مجتمعية لإنشاء أول مستشفى خيري لعلاج السرطان في قطاع غزة، وعن ذلك يقول إبراهيم الأيوبي رئيس مجلس إدارة المستشفى، إنهم بعد جهود استمرت عامين، حصلوا على التراخيص اللازمة لإقامة مستشفى لعلاج السرطان، مشيرا إلى أن بلدية بيت حانون بادرت بتخصيص مستشفى "خالد الشوا" لتحويله إلى مستشفى خاص للسرطان، كخطوة أولية.
وذكر الأيوبي، في حديثه لـ "الرسالة نت"، أنهم سيستلمون المستشفى مع بداية العام المقبل، وأن المرحلة الأولى ستبدأ بترميمه وتأهيله للمرضى.
وأوضح أنه سيبدأ استقبال جميع المرضى في منتصف العام المقبل؛ للبدء في المرحلة الأولى من العلاج، والتي تسمى "المرحلة التوقيفية". وشرح بأن المرض يمر بثلاث مراحل علاجية، التوقيف ثم مرحلة الكيماوي، وثالثاً العلاج الإشعاعي.
وأشار الأيوبي إلى أن 60% من خدمات العلاج الكيميائي والإشعاعي غير متوفرة في غزة، وأن أكثر من 30% من الجراحات لمرضى السرطان يتم تحويلها إلى الخارج؛ لعدم توفر الإمكانيات.
وبيّن أن عدد المصابين بالمرض في غزة يبلغ 22 ألفاً، "بحيث أصبح يصاب سنوياً ما لا يقل عن 1800 حالة"، كما قال، مؤكدا أن واقع مرضى السرطان بغزة مقلق، "خاصة أن 40% منهم ممنوعون من السفر، ويتعرضون للابتزاز ويدفعون أحياناً حياتهم ثمناً لهذا الوضع المأساوي".
وتمنى الأيوبي أن يساهم المستشفى الخيري الجديد في الوصول إلى "نسبة شفاء عالمية"، تصل إلى 50%، لافتا إلى أن هناك جهودا متواصلة مع الهيئات الاغاثية والاوروبية والعربية والجهات المانحة؛ لتغطية مستلزمات المستشفى وتكاليفه، وفق خطة مستقبلية.
وتوقع الأيوبي أنه في حال اكتمال المستشفى، وفق ما هو مخطط له، سيوفر تحويلات إلى الخارج، "باعتبار أننا سنستدعي أطباء أصحاب خبرة وكفاءة من الخارج؛ لعلاج المرضى، وزيادة الخبرة لدى الكادر الطبي الموجود في غزة".
وناشد الأيوبي الدول العربية للمساهمة في إتمام المشروع؛ للتخفيف من تكاليفه ومعاناة المرضى، مضيفاً أنه "يشكل صرحاً وطنياً وصحياً، ليقدم خدماته ورعايته للمرضى والأسر المنكوبة بهذا المرض الخبيث".
وبمجرد الإعلان عن مشروع المستشفى الخيري، تمنى المواطن (إبراهيم، ن)، المريض بالسرطان، بأن ينجح المستشفى في محاصرة المرض. وقال لـ "الرسالة": "ترون الحال في غزة، لا إمكانات متوفرة للعلاج، ولا مستشفيات متخصصة".
أما المواطن أحمد الفرا، الذي يرافق شقيقه في مراحل العلاج من السرطان، فقال لـ "الرسالة نت": إن كل العلاجات الموجودة في غزة هي علاجات توقيفية، وإن غالبية المرضى يموتون في معركتهم مع المرض.
وأضاف أن نسبة النجاة والشفاء التام من المرض في ظل الظروف العلاجية القائمة، لا تتعدى 5% في أحسن الأحوال، مشيرا إلى أن شقيقه ممنوع من السفر لتلقي العلاج في الخارج؛ بحجة رفضه لأسباب أمنية.
ويعلق الفرا قائلاً: "هناك كثير من الناس لا تقدر على السفر إلى الخارج بسبب التكاليف العلاجية الزائدة التي لا يقدر الكثير على دفعها بسبب الأوضاع المعيشية بغزة"، مشيدا بفكرة المستشفى الخيري كي يساهم في التوفير من هذه التكاليف.
وتجدر الإشارة إلى أن المشافي والمراكز العلاجية في قطاع غزة تمتلك إمكانيات محدودة، "لتشخيص ومعالجة ومتابعة" المصابين بأمراض السرطان.