شعر: محمد عبد الرازق أبو مصطفى
أنا لنْ أظلّ مـُحاصَرا ً بينَ المَصَائبْ أجـْـترّ عجْزي خلفَ قـُضْبان المَصَاعبْ
أنا لـنْ أظـلّ رَهـيـنـة الـقـَهـْر الــذي صَـنـَعـتهُ أحـْـداث ُ عِجـَـافٌ بالعـَـجـَائـبْ
أنا لنْ أعـيـْشَ فـريـْسـَـة ً تصْـطادُني في غابـَـة ِ الـذلّ الذئــابُ أو الـعـَنـَـاكـِبْ
ولـَسَوْفَ أبـْعـَثُ منْ رُكام ِ هـَزَائمي بعـَزيـْمـة ٍ وَقــَـادَة ٍ مـِنْ كــُـلّ جـَـانـِـــبْ
إنْ كـانَ فـيـْنـيـْقُ الأسـاطـيــْر الذي نعـْرفـهُ يـَفـْنـَى كـَي يـَقـومَ منَ الغـَياهـِبْ
سأكونُ فـيـْنـيـْقَ الشـّعـُوب بثورتي أحـْيـا ، وتـَحـْيا أمـّـتي فــوقَ الكـَوَاكــِـبْ
فـأنا شـَبابـُـك ِ يا فـلـسْـطيـْنُ الـتـي دَفـَعـَـتْ عـَن الأعـْراب أكـْوَامَ الضـّرَائبْ
وأنـا ابـْنُ شعـْب ٍ تضـْحياتٌ كـُلهُ في كلّ عصْر ٍ خاضَ مـَعـْمـَعـَة التـّجاربْ
شعْبُ البُطوْلات التي لا تـَنـْتـَهـي لا يَـنـْثــَني عـَنْ حـَقــّه ِ رَغـْـمَ النـّـوَائــِـبْ
شـَعـْـبٌ تـَكــَفــّنَ وهوَ حيٌّ باللظى وطـَـعامـُهُ البارودُ يـغلي في الحـَقـَـائـــبْ
شـَعـْـبٌ تـُحـَـاصِرُهُ الدّنا في حـَقـّـه بالعـَيش ، أو تـَجـْتـَثــّهُ حـُمـْرُ القـَـوَاضِبْ
شـَعـْـبٌ تـَطاردُه الدّنا في لــُقـْمــَـة ٍ وتـَصُبّ أطــْنانــا ً مـِنَ الحـِمـَم ِ اللوَاهـبْ
شـَعـْـبٌ يـُعـَـاقـِبـُـهُ الأعادي كــُلهم والعـُرْبُ يـَشـْتـَركـونَ معـهـم بالتــّـنـاوُبْ
لـوْ كــَانَ لـِلــْعـُرْب ِ الكـِرام كرَامة ٌ مَــا كــَانـَــت الأعــْـدَاءُ إلا كــَـالأرَانــِـبْ
لوْ كـَانَ في العُرْب ِ الحـُماة حَميـّة ٌ ما حَاصـَرَ الشـّعـْبَ الفلـسطيْنـيّ غـاصِبْ
لوْ كـَانَ فيهم نـَخْـوة ٌ وشـَهـَــامـَـة ٌ ما استـَأسـَدَتْ في أرْضِـنا جـِيـَفُ الثعالبْ
لكـِـنـّها حـِقـَبُ الزّمان رَمـَـتْ بـِنـا في قــَعـْر جـُـبّ للأفــَـاعـيْ والعـَـقــَـاربْ
وَتـَـفـَنــّنـَـتْ طــَعـنـاتـُهُ بخـَنـاجـر ٍ تسْري سـُمومـا ً مـنْ خـِيـانـات ِ الأقـَاربْ
وتـَحـَالـَفَ الجيـْرانُ مـعْ أعـْدَائـنـا لـيـُحـَاصِـرُونا بالرّدى فــَوْقَ المـَـصَائــِـبْ
يـعـْـلـوْ جـِدَارٌ حـَوْلَ غـزّة َ خانقٌ والمـَوْجُ مـُكــْتـَئبٌ على ظـَهـْـر الـمـِرَاكبْ
والعـُصْبة ُ الحـَمْقـاءُ تـُسْـلمُ أمـْرَها للكـُفر كي تـَحظى بمُخـْتـَلـَف المـَـنـَاصـِبْ
باعوا الضّمائرَ والنـّفوسَ إلى العِدا بيْعا ً رَخيـْصـا ً ليـْسَ فيه ِ مِـنَ المَكــَـاسبْ
قـاموا قــُنوْتـَـا ً لـليـَهـوْد ِ بـِـذلــّـة ٍ يـَـتـَـوَســّـلـونَ لـعِــزّة ٍ أسـْـمـَى الــمـَـآربْ
وَيـُـسـَبــّحـُونَ بـِـحـَـمـْـدِهـِمْ بعـبادة ٍ فيها خـُشـُوعٌ لا يـَهـابُ مـِنَ الــعـَـوَاقـِــبْ
وصــَلاتــُهـُمْ وحـَيـَاتـُهُمْ ومـَمَاتـُهـُمْ زُلـْـفـى لإسـْرَائــيـْـلَ مِـنْ دَاع ٍ وتـَــائــِبْ
ويـُقـَدّمـُونَ وَلائــِمـَـا ً مـِنْ لـَحـْمـِنا نـُسـُكــا ً يـُقــَرّبـُهـُمْ لتـَحْـقـيـْـق ِالمـَطـالـِبْ
ونـَسـَوْا دِمـَـانا إذ ْ تـَضـُخّ لـَهـيبـَـها في حَـمْـأة ِ البُرْكــَان ِ يـُحْرقُ كلّ كــَـاذب
ويـُذيبُ كـَـيـْـدَ الكــُفـر مـعْ أعـْـوَانه ِ بـِدَم ٍ تـَوَقــّدَ في المـَـشـَـارق ِ والمـَـغـَـارب
وتــُضيءُ في الـشّطآن درْبَ أحـِبـّة ٍ وصَـلوا لغـَـزّة َ بـيـْنَ أشـْرعـَة ِ الـقــَوَاربْ
وصَلوا لغـَزّة َ فوقَ أجـْنحـَة ِ الدّجى والظـّلمُ يـَسْـتـَشـْري ، ولا أحـَـدُ يـُحـَـاسـِبْ
وصَـلوا لغـَـزّة َ بالجـِرَاح ِ وبالدّمــا والمَوجُ مـُلتـَهبُ ، وعرْضُ البَحْر صاخبْ
وصَلوا وما وصَلوا ، ولكنْ أوْصَلوا أحْـوالَ غـَزَة َ فـَوْقَ تـَسـْبـيـْح الســّـحـَـائـِبْ
أرْواحـُهـُم سـتـَـشـُقّ أوّلَ خـَطــْـوَة ٍ لـلـفـَجـْر تـَرْسُـمُهُ الفـَـوَارسُ والنــّـجـَـائـِبْ
وكتائبُ الإيـْمـَان تــَزْحـَفُ غـَضْبة ً في الله لـلـمَـظـْـلـوم ِ مـِنْ كــُـلّ الجـَـوَانـِـبْ
وتـَعودُ للوَطـَن الحـَبيـْب جـُمـُوْعـُنا بالنـّصر والتــّحْريـْر في أزْهى المـَـوَاكـِـبْ