قائد الطوفان قائد الطوفان

مقال: نحب مصر حبونا كما نحبكم!

مصطفى الصواف

عامان وما زالت السلطات المصرية ( الأمنية ) تنكر معرفتها بالجهة التي خطفت الشبان الأربعة وفي نفس الوقت هناك وعود ظن البعض أنها صادقة وعد بها وزير المخابرات المصرية بأنه سيبحث في الموضوع ( قالوا للكذاب احلف قال جاءك الفرج).

الموضوع ليس بحاجة إلى بحث ولا كلمة شرف من هذا المسؤول أو ذاك ، حادثة الخطف وقعت في المربع الأمني وعلى بعد أمتار من مواقع أمنية ووقع في حافلة تابعة للأمن المصري وطلب من الشبان الأربعة بالاسم من خلال كشوفات كانت بيد المسلحين الذين أوقفوا الحافلة علمًا بأنها حافلة ترحيلات وبداخلها في الغالب شبان لم يتم خطف أحد إلا الشبان الأربعة ، أمر يثير الشبهات ويضع علامات الاستفهام ويشير بشكل واضح إلى الجهة التي خطفت الشبان الأربعة وزد في ذلك أنها المرة الأولى التي يتعرض لها فلسطينيون للخطف خلال عبورهم من معبر رفح إلى مصر.

ودعونا نسمي الأمور بمسماها الصحيح الشبان الأربعة ( زنون وأبو الجبين والزبدة وأبو لبدة) تم اعتقالهم على أيدي أجهزة أمن مصرية والحديث عن عدم المعرفة بالجهة الخاطفة هو حديث لا قيمة له على أرض الواقع، ولعل الصور التي نشرتها قناة الجزيرة للشبان الأربعة داخل أحد السجون المصرية يؤكد ذلك ، وحديث أحد المعتقلين المصريين والذي تمكن من الخروج من داخل السجن أكد أنه قابل الشبان الأربعة داخل أحد السجون المصرية.

عامان ولم ينته التحقيق معهم ، ولم يحصل الأمن المصري على ما يريد من معلومات؟ ألا يوجد من يملك الشجاعة في قيادات الأجهزة الأمنية لخرج ويقول نحن من اعتقل الشبان الأربعة، وأننا نحقق معهم وأنهم كذا وكذا ، وأنهم كانوا يشكلون خطرًا على الأمن القومي المصري، أو أنهم أبرياء ولم يثبت عليهم شيء وأن الدواعي الأمنية تمنع الإفراج عنهم حتى يستكمل التحقيق ، هناك مسرحيات كثيرة وروايات أكثر لتبرير الاعتقال والخطف ومثلها ويزيد لإسدال الستار عن فصول هذه المسرحية والإفراج عنهم، ولا تجعلونا نذهب بعيدًا ونفكر بطريقة قد تغضبكم ، فالاحتمالات كثيرة والقول كثير ومن الأقوال يمكن الحديث عن اعتقال الشبان الأربعة كان بهدف تسليمهم للاحتلال الصهيوني كون المعلومات التي وصلت للجهة المصرية الخاطفة من قبل المخابرات الصهيونية أن الشبان الأربعة أعضاء في الكومندو البحري التابع لكتائب القسام علمًا أن الشباب الأربعة بين طالب علم وجريح يريد العلاج، وبناء عليه تم التنسيق والتعاون الأمني بين الاحتلال والجهاز الأمني المصري وعليه تمت عملية الخطف أو الاعتقال ومن ثم التسليم.

مصر دولة كبيرة ولها علاقات مع الاحتلال ولا تنكر أن هناك تنسيقًا وتعاونًا بين أجهزة مخابراتها وأجهزة الاحتلال وعلى مستويات عالية يتم من خلالها تبادل المعلومات والتعاون بكل الأشكال.

هذه الدولة الكبيرة والتي نحترمها نقول لها إننا ننتظر أن تكشفوا عن الحقيقة الكاملة وتتحدثوا بصراحة الكبار عما جرى حتى ولو كان مرًا على الشعب الفلسطيني، إن لم تكونوا قد سلمتم الشبان الأربعة للاحتلال فعليكم أن تقدموهم للمحاكمة أو الإفراج عنهم وإطلاق سراحهم ولن نفتح الموضوع لأننا نريد العنب لا قتال الناطور.

عامان يكفيان للعذاب الذي عاشه الشعب الفلسطيني جراء هذه الجريمة وخاصة ذوي الشبان الأربعة وعوائلهم جراء هذا التغيب القسري وهذا الاعتقال المنكر وهذا التضليل الممنهج، والمعروف أن الكبار أقوياء ولا يخشون أحد، ومصر كبيرة وقادر على فك شيفرة اللغز والاعتراف بالواقعة ولها ما تبرر به ذلك وسنصدقها ولكن نريد أولادنا يرجعوا حرام عليكم ، والله نحبكم فحبونا كما نحبكم ، نخاف عليكم وعلى مشاعركم فخافوا علينا وعلى مشاعرنا.

البث المباشر