مقال: مقال | لنا كرامة كما لكم فاحترموها

مصطفى الصواف
مصطفى الصواف

مصطفى الصواف

تكرار دخول الطائرات الحربية المصرية أجواء قطاع غزة بات يؤكد حقيقة أن هذا الدخول مقصودا وليس عن طريق الخطأ، وهذا التكرار يحتاج إلى وقفة صريحة وواضحة من قبل الجانب الفلسطيني وخاصة الحكومة الفلسطينية وتوجيه رسالة شديدة اللهجة وواضحة المعاني إلى الجانب المصري بضرورة احترام السيادة الفلسطينية وأقل هذا الاحترام هو التنسيق مع الأجهزة الأمنية الفلسطينية في القطاع قبل دخول هذه الطائرات والتحليق في أجواء القطاع الجنوبية واستخدام هذه الأجواء بإطلاق النار تجاه الأراضي المصرية بالقرب من الحدود الفاصلة بين قطاع غزة وشبه جزيرة سيناء.

صحيح أن الأمن القومي الفلسطيني هو جزء من الأمن القومي المصري وكلاهما يؤثر بالآخر وللحفاظ على الأمن العام والأمن القومي للطرفين يجب الاستئذان قبل الدخول والتنسيق مع الجانب الفلسطيني وفي حال سمح الفلسطينيون بذلك يصبح الأمر مقبولا أما بهذه الطريقة الاستعلائية فاعتقد أن الأمر مرفوضا وبحاجة إلى وقفة صارمة للحد من هذا الانتهاك للأجواء الفلسطينية.

قطاع غزة ارض لها سيادة وفيها شرعية وهي ترفض هذا الاختراق غير المقبول وتعتبره اعتداء على سيادة فلسطينية يجب أن يتوقف، نحب مصر نعم ، ونحب أن تكون آمنة نعم، نساعد في حفظ أمن مصر نعم، ولكن أن تنتهك أجوائنا بهذه الطريقة الفجة فلا وألف لا، وعلى الأجهزة الأمنية أن تدرك أن حدود الصبر وقبول التبريرات غير المقنعة لن يستمر كثيرا ويجب أن تتوقف هذه السياسة المرفوضة.

نحن لن نعلن الحرب على مصر ولم نقبل من مصر أن تعلن الحرب علينا، فلسنا الجهة المعادية لمصر، وأعداء مصر يعرفهم الشعب المصري وتعرفهم أجهزتها الأمنية، وأن غزة لم تعد تقبل الوصاية أو الاحتلال من أي طرف عربي كان او غير عربي، لأن من يذوق طعم الحرية يدفع حياته كلها ثمنا لها ولا يقبل الذل ونقص كرامته مهما كان مصدر الجهة التي تريد أن تنقص من حرية وكرامة الشعب الفلسطيني.

الشعب الفلسطيني شب عن الطوق وبات أكثر تمسكا من ذي قبل بحقوقه وأكثر رفضا للتبعية او فرض الوصاية أو التهديد بالاحتلال مرة أخرى، وان على الجميع أن يدرك أن قطاع غزة الجزء الأصيل من فلسطين قادر على الدفاع عن أرضه وسيادته ضد أي عدوان أي كان مصدره بما لديه من إمكانيات حتى يعذر أمام الله أنه لم يقصر وانه استخدم كل إمكانياته في الدفاع عن شعبه وأرضه وسيادته وأنه لا يخشى قوة أحد ولا يخجل من ضعفه وسيبذل كل جهده في هذا السياق.

نحن لا نهدد أحد فلسنا القوة القادرة على التهديد ولكن ندعو الآخرين إلى عدم تهديد سيادتنا وأمننا والانتقاص من هيبتنا وكرامتنا ونؤكد أن اختراق الأجواء الفلسطينية من إخوة الدم والدين والتاريخ والجغرافيا من أحببنا وسنبقى نحبهم رغم حملة المأجورين في بعض وسائل الإعلام المصرية والمدعومة من أوساط أمنية وسياسية بهدف تشويه صورة الشعب الفلسطيني ومقاومته.

رسالة الحكومة يجب أن تكون واضحة للجانب المصري بضرورة وقف هذا الانتهاك للأجواء الفلسطينية منعا لأي رد فعل قد يشكل أزمة بين الجانبين، وعلى الجانب المصري أن يدرك أهمية هذه الرسالة الفلسطينية حفاظا على العلاقة المصرية الفلسطينية والتي يجب أن تقوم على أساس الاحترام المتبادل بين الجانبين، فكما لمصر كرامة نحترمها ونقدر فلنا أيضا كرامة على الجميع أن يحترمها ويقدرها.

البث المباشر