الاحتلال للعملاء : لاتسلموا أنفسكم وسنحرركم من نظام حماس
الاحتلال طالب احد الصيادين بمراقبة رئيس الوزراء اسماعيل هنية
الرسالة نت – أحمد الكومى
مع اقتراب نهاية المهلة التى منحتها الحكومة الفلسطينية لمن سقط فى وحل العمالة مع الإحتلال الإسرائيلي ، لتسليم أنفسهم، كشفت وزارة الداخلية في غزة لـ " الرسالة نت " عن بعض حيثيات وتفاصيل حملة مواجهة التخابر مع العدو التى أطلقتها مطلع شهر مايو الماضي .
و أكد المهندس إيهاب الغصين الناطق باسم وزارة الداخلية فى الحكومة الفلسطينية أن الحملة الوطنية لمواجهة التخابر مع العدو حققت نتائج ستهز الكيان الصهيوني ، وذلك من خلال المتابعات والملاحقات الأمنية وضرب الشبكات الكبيرة التي أثرت على الإحتلال فعليا.
وقال الغصين إن عدد الذين قدموا أنفسهم للأجهزة الأمنية قد زاد مؤخرا مع اقتراب موعد إغلاق باب التوبة الذى أعلنت عنه وزارة الداخلية ، مؤكدا أن معالجتهم تمت فى دوائر ضيقة جدا حفاظا على سمعتهم فى أوساط المجتمع الفلسطينى.
وشدد على أن إغلاق باب التوبة ليس نهاية الحملة الوطنية لمواجهة التخابر مع العدو ، لافتا الى أنها ستمارس عملها الوطني حتى القضاء على هذه الفئة القليلة المارقة على الصف الوطني الفلسطينى .
كلفة العميل
مصدر أمنى فلسطيني رفض الكشف عن نفسه كشف " للرسالة نت "عن اعترافات عدد من العملاء ، مشيرا إلى مدى كُلفة العميل لدى دولة العدو الصهيوني.
و أكد المصدر الأمني "للرسالة نت " أن المخابرات الصهيونية أبلغت عملائها في غزة رسالةً مفادها " لا تسلموا أنفسكم لأجهزة حماس ، سنأتى في أقرب وقت لنسقط نظام حماس الحاكم ، وسنحرركم منه ".
وتحدث المصدر الأمني عن اعترافات أحد العملاء قائلا:" بعد أن عمل مع المخابرات الصهيونية لمدة 21 عاما ، عايش الانتفاضة الأولى عندما كان يلاحق راجمى الحجارة ، إلى أن وصل به الأمر للإبلاغ عن بيوت المجاهدين.
وتابع: " كان العميل يقابل ضابط المخابرات بواسطة مرشد أمنى لفتح الطريق له ، وكان يخرج الى إسرائيل بوصفه تاجر بضائع ، ويُفتح له سجل تجارى في الكيان ، ثم يبدأ التواصل بين العميل والضابط عبر شرائح الأورانج ، الى أن وصل العميل مكان اللقاء مع ضابط المخابرات .
وأضاف المصدر :" عندما اقترب العميل من الضابط ، طلب منه السير خلفه حتى وصلوا الى مكان الإلتقاء وذلك بعد مسافة 40 دقيقة ، وعندما دخل الضابط الشقة وأراد أن يدخل العميل خلفه ، قام إثنين من جهاز المخابرات بالقبض على العميل وتفتيشه فى أحد أروقة الشقة ، خوفا من أن يكون مزدوجا أو مدسوسا من أحد الجهات فى قطاع غزة ، وبعد ذلك جلس الضابط مع العميل وتم مناقشة آخر المعلومات التى توصل اليها العميل وتنفيذها على وجه السرعة ".
وشدد على أن هذا العميل قد تعرض للضرب ثلاث مرات بسبب إيصال معلومات غير دقيقة عن بعض المجاهدين والقادة فى غزة ، لافتا الى أن الكثير من العملاء الذين سلموا أنفسهم تحدثوا عن حياة الذل والإضطهاد الذى تعرضوا له من قبل ضباط المخابرات الصهيونية .
تخطيط أمنى
المصدر الأمني أكد أن العدو الصهيوني اعترف أن هناك عمل أمنى مخطط لمواجهة العملاء والالتقاء بهم ، موضحا أن الإحتلال يحرص على أن يصل الى أكبر شرائح المجتمع الفلسطيني من خلال الاحتكاك بها وإسقاطها وتجنيدها في شباك العمالة .
وأشار الى أن بعض العملاء الذين سلموا أنفسهم تسلموا مبالغ من النقود للقيام بمشاريع تجارية بهدف التستر بها ، كأحد العملاء الذي كلف بفتح محل أزياء نسائية ، وآخر كلف بشراء سيارة أجرة للتنقل بحرية ومراقبة الأهداف الفلسطينية بشكل متواصل .
وكشف المصدر الأمني أن جهاز الشاباك كان يعمل في قطاع غزة لإسقاط عدد كبير من أبناء الشعب الفلسطينى في وحل العمالة ، موضحا أن الشاباك الصهيوني كان يحرص على عدم الانسحاب من غزة مبررا الانسحاب بأنه خطر أمنى يؤدى الى فقد الكثير من عمليات تجنيد العملاء.
حصار أمنى
التقارير الصهيونية تؤكد أن الحصار على غزة لم يكن سياسيا فقط بل كان حصارا أمنيا تستغله المخابرات الصهيونية لترويض الناس على التعامل معهم حيث أفاد المسئول الأمني أن المخابرات الصهيونية قامت بإختطاف أحد الصيادين فى عرض البحر ، وسألته قبل الافراج عنه عن أماكن إخلاء أفراد جهاز البحرية ، ومراقبة رئيس الوزراء إسماعيل هنية خلال نزوله لشاطئ البحر إما للسباحة أو الجري ، وطالبوه بالتواصل الجيد معهم من خلال تسليمه شريحة أورانج .
وفى قضية المعابر قال المصدر الأمني إن الأخبار تتحدث عن عملية ابتزاز تأتى في محور الحاجات الإنسانية للشعب الفلسطينى التى تتنافى مع القانون الدولي ، مؤكدا أن الإحتلال أوقف إحدى الطالبات على إحدى المعابر وطلب منها الحصول على معلومات عن خطيبها الذى ينتمي الى إحدى فصائل المقاومة الفلسطينية.
صراع الأدمغة
وحول تفاصيل قضية الشهيد محمود المبحوح القيادي فى حماس كشف المصدر الأمني أن وحدة عسكرية تابعة لجهاز الموساد الإسرئيلى تدعى " كيساريا " او كيدون مقرها فى النقب ، مكونة من 48 فردا بينهم 6 نساء هي التى كُفلت بتنفيذ عملية الاغتيال ضد المبحوح ،لافتا الى أن هذه الوحدة تشمل العديد من التخصصات ، حيث شارك فى عملية اغتيال المبحوح فني أبواب واثنان لمشاهدة وتقييم العملية وآخران لإحضار السيارات وحجز الغرف.
وأفاد أنه عام 1972 كلفت رئيسة الوزراء الإسرائيلية جولدا مئير فى ذلك الوقت " وحدة كيساريا " إغتيال 18 شخص من حركة فتح فى دول أوروبا ، حيث أطلقت علي العملية اسم " غضب الرب " ، حيث استطاع رجال الثورة الفلسطينية بالتصدي لهذه الوحدة وايقاع عدد كبير من القتلى والاصابات في صفوفها .
بعد فك الارتباط
العدو أختلف فى تعامله بعد الانسحاب من قطاع غزة ، وذلك بعد إطلاق شارون لخطة فك الارتباط ، حيث بات يتعامل مع قطاع غزة كأنه قطعة دولية إرهابية يجب محاربتها والقضاء عليها.
المصدر الأمني ذكر أنه بعد الحرب الأخيرة على غزة أختلف قائد سلاح الطيران الإسرائيلي مع " نيوفال دسكى " قائد جهاز الاستخبارات العسكرية " أمان " ، وأعلن أنه لن يعاود التنسيق مع جهاز " أمان " ، وذلك بسبب قتله لموردي المعلومات " العملاء " فى غزة خلال الحرب.
وفى نهاية حديثه أكد المصدر الأمنى أن الحملة الوطنية لمواجهة التخابر مع العدو تمكنت من وضع يدها على بؤر النشاط الإستخبارى الإسرائيلي فى غزة ، وأنها خلُصت الى خلط الأوراق لدى العدو الصهيوني ، مشددا على أن الأيام القادمة ستشهد اغلاق باب التوبة وملاحقة العملاء .