بدأت ملامح المخطط الخفي الذي تقوده أطراف محلية ودولية لزعزعة ثقة الشارع الفلسطيني بالمقاومة بغزة من خلال استهداف قياداتها بشكل شخصي وعائلي أمام الجمهور.
وكشف مصدر قيادي مسؤول في حركة حماس؛ عن وجود مخطط أمني أمريكي فلسطيني "مشترك"، و"يشرف عليه بشكل مباشر جهاز المخابرات الفلسطيني بالتعاون مع وكالة المخابرات الأمريكية (CIA)".
وأكد المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه، في حديث خاص لـ"عربي21"، أن "الخطة التي تمولها السي آي إيه؛ تستهدف مشروع المقاومة الفلسطينية، ممثلا بدرجة أولى بحركة حماس وقياداتها، ومعها فصائل فلسطينية أخرى في غزة تتبنى خيار المقاومة المسلحة ضد الاحتلال الإسرائيلي"، وفق قوله.
ومن الواضح من الخطة المذكورة سابقا أن واشنطن والاحتلال بالتنسيق مع السلطة تسعى إلى إحداث حالة من الفوضى في غزة، وإحداث زعزعه الشارع الغزي تؤدي إلى اشتباك المواطنين مع المقاومة.
تفاصيل الخطة
ولفت مصدر قيادي مسؤول في حركة حماس، إلى أن "من أهم مهمات تلك الخطة، جمع معلومات مفصلة عن المقاومة وقدراتها العسكرية وقادتها ورموزها العسكريين"، مضيفا: "كما تعمل تلك الخطة على استهداف قادة الحركة والمقاومة بشكل شخصي وعائلي، والسعي الحثيث لتشويه تاريخهم النضالي، وذلك كما حصل مع عضو المكتب السياسي السابق لحركة حماس، زياد الظاظا".
وأوضح أن "هناك طاقم عمل كاملا من المخابرات الأمريكية والفلسطينية، منظما في وحدات متخصصة في جمع المعلومات والرصد والتحليل، ومن ثم النشر الموجه الذي يستهدف كل من له علاقة بالمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة"، بحسب المصدر ذاته.
وأضاف: "تسعى هذه الخطة إلى إحداث حالة من الفوضى والإحباط داخل المجتمع الفلسطيني، في قطاع غزة على وجه الخصوص، وذلك بالتزامن مع تلميع صورة رئيس السلطة محمود عباس، ونسب الانتصارات له ولفريقه كما حصل مؤخرا في أحداث المسجد الأقصى المبارك الأخيرة"، وفق قوله.
وعن الهدف من تفعيل هذه الخطة في هذا الوقت بالذات، اعتبر المسؤول الحمساوي أن "الإنجازات اليومية التي تحققها المقاومة الفلسطينية في غزة، إضافة للعلاقات الطيبة والمتبادلة مع كافة فصائل العمل الوطني في القطاع، هي ما أخرج هذه الخطة من أدراج المكاتب لتنفذ على أرض الواقع".
ورأى المصدر أن الإجراءات التي اتخذها الرئيس عباس ضد قطاع غزة، "تسببت في حصاره فتحاويا ووطنيا وإقليميا"، كاشفا أن "هناك ضغطا إقليميا ودوليا من الأمم المتحدة على عباس لحل المشاكل الإنسانية في القطاع؛ خاصة مشكلتي الصحة والكهرباء"، كما قال.
ضرب المقاومة
المختص في الشأن الأمني محمد أبو هربيد، رأى أن المخطط الأمني الأمريكي الفلسطيني "مشترك"، و"يشرف عليه بشكل مباشر جهاز المخابرات بالتعاون مع وكالة المخابرات الأمريكية (CIA)، لا يهدف لشيء سوى ضرب المقاومة والتسويق لمشروع التسوية.
وأوضح أبو هربيد في حديث مع "الرسالة نت"، أن المقصد الأول من هذا المخطط يأتي لتحسين صورة رئيس السلطة محمود عباس بعد أن انهكت إجراءاته العقابية السكان في غزة، وفقد شعبيه وخاصة من أبناء حركة فتح التي يقودها، بعد خصم الرواتب وإحالة المئات منهم للتقاعد المبكر.
وأشار إلى أن المقصد الثاني للمخطط الذي اتفقت عليه السلطة مع واشنطن، لضرب المقاومة داخل أهم قلاعها، تتمثل بإحداث اختراق في الحاضنة الشعبية التي تعد أهم القلاع التي عجز الاحتلال والسلطة عن القضاء عليها سابقا، من خلال تشويه المقاومة، وتحسين صورة عباس.
وأكد أبو هربيد أن إعطاء الإنجاز الذي تبع أحداث الأقصى برفع البوابات الإلكترونية من عن أبوابه للرئيس عباس، يأتي لتغييب دور المرابطين، قائلا "جرى انتهاز الفرصة لتحسين صورة عباس، وإيصال رسالة للفلسطينيين بأن المقاومة لا تستطيع أن تدافع عن القضية وأنها لم تلبي وتفي بوعودها اتجاه القضية الفلسطينية".
وأضاف:" الخطة الأمريكية بالتنسيق مع السلطة تأتي لتحسين صورة عباس وتشويه صورة المقاومة، لكن شعبنا الفلسطيني يعي من هو الذي دمر القضية ومن يسيء لها".
وتوافق المختص في الشأن الأمريكي وليد المدلل مع سابقة بقوله: "إن الهدف من الخطة هو النيل من المقاومة في غزة، والقضاء عليها، من خلال تشويه صورتها، وتقديم معلومات مجانية للاحتلال".
وأوضح المدلل في حديث مع "الرسالة نت"، أن الهدف من هذه الخطة هي تشويه صورة قيادات المقاومة أمام الفلسطينيين بغزة، لإفقاد المقاومة أي شكل من أشكال الانتصار في مواجهاتها مع الاحتلال.
وأشار إلى أن هذه الخطة قد تحقق أهداف جزئية، لكن لن تستطيع أن تسقط مشروع المقاومة في غزة، كونها تمتلك حاضنه شعبية واسعة، منوها إلى أن المقاومة ستواجه هذه المخططات وتقضى عليها.
زعزعة الرأي العام
وبالعودة إلى المختص أبو هربيد، والذي ونوه إلى أن هذه الخطة التي يشترك فيها واشنطن والسلطة تحاول غسل وعي المواطنين في غزة، وتوجيه الرأي العام ضد المقاومة، وربط الأزمات التي يعاني منها القطاع بوجود المقاومة.
وقال أبو هربيد: "يحاولون زعزعه الرأي العام الغزي من خلال إرسال رسائل بأنه في حال تخليتهم عن المقاومة سنفتح لكن المعابر، وتعود الكهرباء، وتحل أزمات غزة".
وأكد أنه من أهداف الخطة أيضا تغير قناعات المواطنين بالمقاومة، وجرهم للاشتباك معها كونها حالة مستعصية على الاحتلال والسلطة، متابعا:" يردون أن تعود كرة النار إلى المقاومة وأن تشتبك مع المواطنين بغزة لتستنزف قدراتها العسكرية".
وبين المختص في الشأن الأمني، أن المقاومة الفلسطينية بغزة ستكون لها خطة مضادة للقضاء على الخطة. الأمريكية والتي تنفذها السلطة، مشيرا إلى أن الخطة ستفشل لأن المقاومة لها شعبيتها في القطاع.