يتطلع آلاف الفلسطينيين إلى فتح معبر رفح المنفذ البري والوحيد في قطاعهم المحاصر نحو العالم، آملين في فتح بواباته السوداء بعد جملة من الوعود بفتحه فور انتهاء أعمال الترميم على الجانب المصري من المعبر عقب عيد الأضحى المبارك.
وتواصل السلطات المصرية إغلاق معبر رفح البري في كلا الاتجاهين وسط مطالبات غزة بفتحه والسماح للعالقين من المرضى والطلبة وأصحاب الإقامات بالمغادرة، لا سيما وأن المعبر لم يُفتح منذ 5 أشهر بسبب أعمال الصيانة والترميم، فيما جرى تشغيله استثنائيا قبل أسبوعين لسفر الحجاج والعالقين ليومين فقط.
ويناشد المرضى والطلبة والعالقين في قطاع غزة السلطات المصرية بالتكرم بفتح المعبر بعد عيد الأضحى المبارك والتخفيف من الحصار المُطبق الذي يعانوه، خاصة أن كثير منهم يعلقون جل أملهم على التفاهمات الأخيرة التي جرت بين حركة حماس والجانب المصري في القاهرة.
آمال مُعلّقة
وكغيرها من العالقين تنتظر المواطنة حربة نصار بشغف كبير فتح المعبر؛ من أجل عودتها إلى أولادها في دولة قطر قبل انتهاء إقامتها، بعد مكوثها الإجباري في قطاع منذ سبعة أشهر.
وأوضحت نصار أنها لاقت صنوفا من العذاب خلال محاولتها السفر عبر المعبر، ونوهت إلى أنها أرجعت أكثر من ثلاث مرات، مستدركة: "كل ما أريده الآن أن أسافر في أقرب وقت لألتحق بزوجي وأولادي".
أما الطالب محمد سليم فإنه بات يشعر باليأس عقب حصوله على منحة لإكمال دراسة الدكتوراه في إحدى الدول العربية، ولم يحالفه الحظ بالسفر في المرة الأخيرة من فتح المعبر.
ويُعلق العشريني سليم آماله على فتح المعبر بعد عيد الأضحى المبارك كي يتمكن من السفر قبل انتهاء فيزته بعد أن حجز تذكرة طيران للسفر نهاية الشهر الجاري.
ويُضيف لـ"الرسالة" أنه ينتظر بفارغ الصبر انتهاء أيام العيد؛ ليحقق حُلم عمره " سمعنا كثيرا عن وعود بفتح المعبر بعد العيد وهي فرصتي الأخيرة لأحقق حلم حياتي الذي أسعى إليه".
وأعلن تقرير لمركز حماية المدنيين الصادر عن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة "أوتشا"، أنّ معبر رفح البري، أُغلق في الاتجاهين حيث ينتظر ما يزيد عن (20,000) مواطن، بينهم حالات إنسانية العبور عند فتح المعبر.
وعود بفتحه
وكان القيادي في التيار الإصلاحي بحركة فتح سمير المشهراوي، أكد أن مصر وافقت على فتح المعبر بعد انتهاء أعمال الترميم، وفق آليات سيتم تحديدها، لافتا إلى أن "حركته قدمت بالتعاون مع حماس والجانب المصري عددا من الإسهامات لحل مشكلة معبر رفح".
وأضاف المشهرواي في لقاء تلفزيوني بثته قناة الغد، الخميس الماضي، أن الوضع الأمني في سيناء يؤثر على حل قضية المعبر، مشددا على أن وضع المعبر سيتغير ولن يبقى على حاله.
وأوضح أن الجانب المصري أكد لهم فتحه بعد استكمال ترميم المعبر والاتفاق على آلية مناسبة، مردفا " الأشقاء في مصر لن يقبلوا باستمرار إغلاق المعبر، وما يسببه من معاناة للشعب الفلسطيني في غزة".
ولفت المشهراوي إلى تفهمه للحاجات الأمنية المصرية كونها حق لهم ولأمنهم القوي مستدركا "المصالحة الفلسطينية، وإزالة العقبات الأمنية هي السبيل الوحيد لفتح المعبر".
ويربط معبر رفح البري، قطاع غزة بمصر، وتغلقه السلطات المصرية بشكل شبه كامل، منذ تموز/ يوليو 2013 لدواعٍ تصفها بـ"الأمنية"، وتفتحه على فترات متباعدة لسفر الحالات الإنسانية.