قائمة الموقع

أرجوحة العيد.. سر فرحة الأطفال الغزيين

2010-09-11T11:43:00+03:00

غزة – خاص الرسالة نت

يتطاير عدد من الأطفال يميناً ويساراً داخل أرجوحة حديدية متآكلة في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة..في حين يلتف جملة من الأطفال الآخرين منتظرين أخذ أدوارهم على كرسي الأرجوحة.

تعلو ضحكات الأطفال وتزداد خفقاتهم كلما حرك صاحب الأرجوحة أذرعها..فهي بالنسبة لهم الملهى الوحيد الذي يلجئون له خلال أيام عيد الفطر الثلاثة، وذلك في ظل الحصار "الإسرائيلي" الذي ورفع نسبة الفقر في قطاع غزة إلى 60%.

ويركب الأطفال الأرجوحة بعد دفع "شيكل" للشاب معتز محمد في بداية عقده الثاني، الذي قال :" هذه الأرجوحة تعود لوالدي، خلال طفولتي كنت اركبها(..) الأرجوحة يزيد عمرها عن عشر سنوات"، وهو ما فيه إشارة إلى أن الأطفال يعتادوا على ركوب هذه الأرجوحة منذ زمن.

ويفتقر قطاع غزة للمتنزهات والأماكن العامة التي من شأنها أن ترفه عن الأطفال وتحتضن سعادتهم في الأعياد والمناسبات.

وترتبط الأعياد في نظر الصغار بالأرجوحة، ارتباطا وثيقاً، حيث تنصب الأراجيح في الطرقات، مع آخر يوم في شهر رمضان، بينما تبقى الأزقة ملهى آخر لمن ينوي منهم مقارعة وإقامة اشتباكات بأسلحة بلاستيكية، في لعبة يطلقون عليها "يهود- عرب".

ويقول طفل يدعى محمد حمادة  وهو يحمل في يده مسدس بلاستيكي : "بعد أن فرغت من ركوب الأرجوحة، ذهبت لألعب يهود وعرب، مع أصحابي".

وتحكي المراجيح قصص الأطفال في بحثهم عن البهجة حتى ولو كانت بوسائل قديمة قدم غزة ، ففي كل موقع أرجوحة حكايات لأطفال أصبحوا رجالا، وذكريات لا تنسى وحكايات الصبا وأحلام الشباب.

ويشير جمال سعيد 55 عاماً من مدينة غزة، إلى أن الأراجيح كانت تشكل أفضل وسائل اللهو التي شهدها الأبناء الذين أصبحوا رجالا والذين كانوا يقضون ليلة العيد بانتظار اللعب عليها مقابل "تعريفة" وهي عملة قديمة كانت معروفة أبان خضوع قطاع غزة للحكم المصري.

وقال الخمسيني سعيد: "في صغرنا لم تكن الأرجوحة حديدية وإنما خشبية ومعلقة بحبال متينة"، مشيرا إلى أن الأرجوحة كانت تنصب في الطرقات العامة والأطفال يتجمهرون حولها بانتظار أخذ أدوارهم، كما هو الحال اليوم.

وللمراجيح كما يقول أبو فراس وهو حداد أنواع ، فهناك الأرجوحة التقليدية التي تتألف من مقعدين متقابلين يتسع كل مقعد لثلاثة أطفال ويدفعها صاحبها يميناً وشمالاً، وهناك أرجوحة (الدويخة) وهي عبارة عن حلقة معدنية كبيرة مستديرة الشكل على أطرافها مقاعد يتسع كل منها لطفل واحد فقط تدور حول نفسها بالدفع اليدوي بواسطة صاحبها.

كما لفت الحداد إلى أن هناك أرجوحة الدولاب وتتألف من أربع مقصورات في كل منها مقعدين متقابلين، وهذه تدور حول محورها بشكل عامودي، وأخيرا هناك  أرجوحة عبارة عن عامود معدني طويل تتوسطه قاعدة وعلى كل طرف من أطرافه مقعد لشخص يصعد احدهما فينزل الآخر والعكس.

وتحظى الأرجوحة بكافة أشكالها بإعجاب الأطفال، الذين غالبا ما يخفق والديهم في حجبهم عن صعودها، وذلك خشية عليهم من السقوط عنها.

ويشير الأب أحمد عبد الله إلى أنه اضطر لتنفيذ رغبة طفله في صعود الأرجوحة، رغم خشيته من سقوطه؛ نظراً لحركتها السريعة.

وحال الحصار المفروض على قطاع غزة منذ أربعة أعوام، دون إدخال آلات اللهو الميكانيكية  والألعاب الضخمة، إضافة إلى منع الألعاب البلاستيكية، وتقتصر الملاهي على مدينتين بسيطتين، أقيمتا وسط وجنوب القطاع، وهما البشير وأصداء.

وكان قد أكدّ خبراء الصّحة أن للأرجوحة فوائد كثيرة لا تقل أهمية عن أنواع الرياضة الشائعة الأخرى ككرة السلة وكرة القدم وغيرها الكثير.

اخبار ذات صلة