أصدر مركز الدراسات الإقليمية في فلسطين مؤخراً كتاباً جديداً ضمن سلسلة الترجمات العبرية الصادرة عنه بعنوان "تحديات منظومة الاستخبارات الإسرائيلية" وهو عبارة عن ترجمة لأحد أهم إصدارات معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي والصادر في دولة الاحتلال في شهر يوليو 2017.

وقد ألف الكتاب مجموعة من الباحثين والمختصين العاملين في قيادة الساحات الأمنية والعسكرية الإسرائيلية، بما فيهم قادة وحدات استخبارية وعسكرية حاليين.

ومن أهم المحاور التي شملها مقدمة حول تقييم المؤسسة الأمنية الإسرائيلية لهذه التحديات بقلم الجنرال موشيه يعلون وزير الدفاع السابق، فيما يتحدث الجنرال عاموس يادلين الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات العسكرية أمان، عن الأبعاد النظرية لأهم التحديات الأمنية التي تواجه إسرائيل.

 فيما كتب الجنرال يوسي كوبرفاسر الرئيس السابق لشعبة الأبحاث في جهاز الاستخبارات الإسرائيلية، والمدير الحالي لوزارة الشئون الإستراتيجية؛ عن وضعية الأمن الإسرائيلي في ظل عدم الاستقرار الذي تعانيه المنطقة المحيطة بإسرائيل.

وناقش الكتاب مستجدات عمل منظومة الاستخبارات الإسرائيلية على مستوى المجالات المختلفة، ونماذج العمل الاستخباراتي، والتحديات التي تواجه المنظومة الاستخباراتية الإسرائيلية، وسبل معالجتها.

ناقش الباحثون في الكتاب مدى قدرة الأجهزة الاستخبارية الإسرائيلية على تقييم المخاطر الأمنية التي تهدد إسرائيل، وإجراء تقييم داخلي للمجموعات الإرهابية اليهودية الناشطة في أوساط المستوطنين، ومدى نجاعة لجان التحقيق في معرفة أوجه الإخفاقات الأمنية التي تقع لدى أجهزة الأمن الإسرائيلية، وتحديات الأبحاث الاستخبارية التي تنفذها هذه الأجهزة.

كما أجرى الكتاب تحليلا أمنيا لواقع الأنظمة السياسية المحيطة بإسرائيل، لا سيما تلك التي تتمتع بحالة من الاستقرار السياسي، فضلا عن الكشف عن أوجه التنسيق والتعاون بين الأجهزة الأمنية الإسرائيلية ونظيراتها في الدول المجاورة، وما تقدمه بعض الوسائل والمعدات في توفير الأمن لإسرائيل، مثل الطائرات المسيرة بدون طيار، والاستفادة من شبكات التواصل الاجتماعي.

ويحتوي الكتاب على ثلاثة فصول، ويتضمن كل فصل منه مجموعة مقالات بحثية، حيث تناول الفصل الأول عمل الاستخبارات السياسية الاستراتيجية، وتأثيرها على صانع القرار، وأهمية الاستخبارات السياسية، وتقدير المخاطر القومية، وخطورة الإرهاب اليهودي، وأهمية لجان تحقيق الإخفاقات الاستخباراتية، وتناول الفصل الثاني تحديات البحث الاستراتيجي، وطرح كذلك نماذج لتقدير استقرار الأنظمة في زمن عدم الاستقرار، وأهمية الحروب البرية كموجهة للعمليات الاستخباراتية، والاستخبارات الثقافية الفعّالة.

وتطرق الفصل الثالث من الكتاب لأهمية جمع المعلومات الاستخباراتية من شبكة الإنترنت، وعبر التعاون الاستخباراتي الخارجي، وتحديات ذلك، وأيضاً تحديات الحصول على المعلومات من وسائل التواصل الاجتماعي، وقد اختتم مدير المعهد اللواء احتياط عاموس يدلين الكتاب بمقال تطرق فيه إلى أهم التحديات التي تواجه منظومة الاستخبارات الإسرائيلية، وسبل معالجتها والتغلب عليها.

ويُعد معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي من المحاضن الفكرية الاستراتيجية المؤثرة في صناعة القرار الإسرائيلي، ويزود المعهد النخبة القيادية الأمنية والعسكرية الإسرائيلية، ودوائر صناعة القرار السياسي الإسرائيلي بأهم القراءات الاستراتيجية، والدراسات، والبحوث عن الواقع العربي المحيط.