قائمة الموقع

مقال: جهود مصر للمصالحة ومبادرة حماس

2017-09-14T05:37:21+03:00
بقلم: إبراهيم المدهون

لا شك أن مبادرة حركة حماس للمصالحة واستعدادها لحل اللجنة الإدارية تأتي كخطوة إيجابية نحو فتح باب المصالحة على مصراعيه، وهي مبادرة جاءت في إطار تبنيها لوجهة النظر المصرية بهدف حل الإشكالية الداخلية الفلسطينية. فقد استجابت حماس لذلك بإبداء استعدادها لحل اللجنة، وننتظر الآن تجاوبًا بناء من الرئيس عباس لكي يبادلهما بخطوة من خلال التراجع عن إجراءاته التي اتخذها ضد غزة مؤخرًا.

وأي نجاح سيمثل اختراقا يحسب للمسؤولين المصريين في ظل الواقع الفلسطيني المعقد. وفي حال لم يتم ذلك فستكون هناك معضلة كبيرة ستجعل مصر تمضي قدمًا في تعزيز تفاهماتها مع حماس وتيار محمد دحلان والنظر في آليات جدية للخروج من الأزمات التي يعيشها القطاع والتي يبدو أن وفد حماس أوصل رسائل واضحة للمسؤولين المصريين حول المعاناة والأزمات وعدم قدرة الشعب على التحمل بعد تحول الأوضاع بغزة إلى "حالة موت بطيء، وسجن ضيق وصعب" مع تفشي البطالة وإغلاق المعبر وانقطاع الكهرباء لساعات طويلة.

فهناك تداعيات خطيرة للأزمات بغزة ومنها إمكانية وقوع مواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي في ظل بناء جدار جديد على الحدود وتضييق الخناق أكثر على القطاع، لهذا على مصر التحرك بشكل جدي والضغط على الرئيس عباس، بعدما ظهرت حماس أكثر مرونة وتجاوبًا وتعاطيًا مع الموقف المصري. فالجميع الآن ينتظر موقف الرئيس عباس وتوجهه.

حماس لم تضع شروطًا لحل اللجنة، وتعاملت بحكمة من خلال موقفها بأنه يجب أن يكون الطرف الآخر مستعد للتراجع عن إجراءاته باعتبار أن يد واحدة لا تصفق ويجب أن يكون هناك يدان وقدمان لكي يسير مشروع المصالحة.

وفي المقابل يتعامل الرئيس ابو مازن بتذاكي ومراوغة ومجرد الخروج باشتراطات وتعجيزات هذا يعني رفضه التوجه المصري وعدم قناعته بالمصالحة،  رغم قناعتي أن أي مصالحة الآن ستصب في صالحه فهو معني ولو شكليًا بترتيب هذه الأمور الداخلية خصوصًا أنه سيذهب للأمم المتحدة نهاية الشهر وغير معني بخسارة مصر وألا يظهر أمام الشعب بأنه غير مكترث للمصالحة.

من المعروف أن الرئيس عباس يتحفظ على سياسة مصر بسبب إشراك تيار محمد دحلان الذي لا يريد مشاركته في السياسة الفلسطينية ويعتبر ذلك تدخلًا في سياسات فتح الداخلية خاصةً وأن دحلان شخصية غير مرغوب فيها لدى السلطة، ويعتبر بأنه يشكل تهديدًا شخصيًا للرئيس عباس. ويبدو أن أبو مازن لا يريد المغامرة بأي مشروع يكون فيه لدحلان الحق بالعودة للمشهد الفلسطيني وهذه هي عقدة الخلاف مع مصر وهو يحاول المراوغة بما يطرحه المصريين لقبول مثل هذا الطرح. 

اخبار ذات صلة