قائمة الموقع

مقال: ليست اللجنة الإدارية ولكن نهج عباس الانفرادي

2017-09-14T05:39:39+03:00
بقلم:مصطفى الصواف

تابعت ما صدر عن حركة حماس في القاهرة حول المصالحة واستعدادها حل اللجنة الادارية شماعة عباس وفتح الجديدة ، لأن فتح وعباس على مدى سنوات الانقسام كانت لهم العديد من الشماعات التي علقوا عليها رفضهم للمصالحة ومنها أن قرار حماس ليس بيدها وأن إيران هي صاحبة القرار ، ثم تحول الأمر نحو أن خلافات بين الداخل والخارج في قيادة حماس تعيق تحقيق المصالحة، ثم دخلت قطر على الساحة وتركيا ثم خلافات بين الصقور والحمائم في قطاع غزة واخرى أن خلافات بين القسام الجناح العسكري لحماس والقيادة السياسية وعدد ما شئت من مسببات تعشعش في عقل قيادة فتح المتنفذة ومحمود عباس.

 الحقيقة أن محمود عباس هو من يقف عائقا أمام تحقيق المصالحة على قاعدة الشراكة السياسية عبر قيادة فلسطينية موحدة وفق استراتيجية متوافق عليها ، وأن نهج عباس التفردي وعقليته الدكتاتورية تحول دون تنفيذ اتفاقيات المصالحة بدءا من اتفاق  2005 وانتهاء باتفاق الشاطئ ورفضه كل الافكار التي طرحت من قطر ومن مصر،  إن مواقف حماس التي صدرت من القاهرة "ليست جديدة" على سُلم المصالحة، وأن المتابع لأدبيات الحركة وخطابها يرى أن هذه المواقف دائمة ومتكررة، ومؤكدة على استراتيجية تحقيق المصالحة، والذهاب للانتخابات وتشكيل حكومة وحدة وطنية تتولى شأن الفلسطينيين تقوم على أساس الشراكة.

واليوم حددت حماس موقفا واضحا من المصالحة من القاهرة في لقاء جمع اسماعيل هنية ووفد قيادة حماس مع وزير المخابرات المصرية اللواء خالد فوزي والذي أكدت فيه موقفها الاستراتيجي من المصالحة ، موقف حماس التي صدرت من القاهرة "ليس جديدا" على سُلم المصالحة، وأن المتابع لأدبيات الحركة وخطابها يرى أن هذه المواقف دائمة ومتكررة، ومؤكدة على استراتيجية تحقيق المصالحة، والذهاب للانتخابات وتشكيل حكومة وحدة وطنية تتولى شأن الفلسطينيين تقوم على أساس الشراكة.

ولكن نرى أن مشكلة تعثر المصالحة ليست عند حماس بقدر ما أنها في جعبة رئيس السلطة، والذي  يريد أن يسير الجميع وفق رؤيته السياسية ووفقا لاتفاق أوسلو، وأن يمارس "ديكتاتوريته" بصورة مطلقة، مع عدم الاستماع لرأي الكل الفلسطيني.

وعباس لن يلتقط هذه الفرصة الجديدة والتي أشهدت عليها حماس وزير المخابرات المصرية ولن يستجيب لنداء العقل والحرص على الوطن ويستجيب لمبدأ الشراكة السياسية، لأنه لازال يعيش هواجس أنه الرئيس الشرعي وأنه صاحب الحكمة والقادر على إقامة الدولة وكسر شوكة (إسرائيل) من خلال اوسلو الذي مضى عليه 24 عاما دون أن يحقق شيئا للفلسطينيين بل تسبب في تقويض إقامة أي دولة حتى ولو على   أقل من 20% من مساحة فلسطين.

عباس هذه المرة لن يستجيب لنداء المصالحة  لأن عقلية عباس لم تتغير ويسعى للتفرد بالقرار الفلسطيني رغم أنه قالها بصريح العبارة أنه يتحرك من تحت بساطير الاحتلال ، ثم لأنه لازال يحلم بالحصول على الرضا الأمريكي والذي لن يكون إلا عبر الرضا الصهيوني.

ونعيد ونكرر أن شماعة عباس الجديدة وهو حل اللجنة الإدارية التي شكلتها حماس لتحسين إدارة قطاع غزة، هذه الشماعة يحاول عباس عبرها التهرب من استحقاقات المصالحة، هذه اللجنة  عُمرها  لم يزد عن 6 شهور، فيما أن اتفاق الشاطئ 2014 سبق عمل هذه اللجنة بكثير ولم ينفذ "عباس" أيا من بنوده، واليوم حماس تعلن من قلب القاهرة كما اعلنت ذلك مرارا أنها على استعداد لحل اللجنة الإدارية وتمكين حكومة الوفاق وإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني وفق اتفاق القاهرة الموقع من الكل الفلسطيني، وحتى في ظل هذا الاعلان الصريح والواضح والمشهود عليه سيماطل عباس ولن يستجيب لهذا النداء من اجل إنهاء الانقسام وتحقيق وحدة الصف، لأنه لا يريد إلا ما يريد،  لذلك لن يكون هناك مصالحة ما دام عباس على ما هو عليه، لأن الاستجابة لما يريده يعني تصفية القضية الفلسطينية، وتسليم كامل للاحتلال الصهيوني، وبدء تنفيذ الرؤية الأمريكية الحديثة حول عدم إعطاء الفلسطينيين أكثر من حكم ذاتي

اخبار ذات صلة