قائد الطوفان قائد الطوفان

يلوح بلقاء ثلاثي لكسب التعاطف الدولي بالأمم المتحدة

مراقبون: عباس لا يمتلك أوراق قوة ونتنياهو لن يلتقيه بشروط

ارشيفية
ارشيفية

غزة– مها شهوان

بعدما أوصدت الأبواب كافة في وجه رئيس السلطة محمود عباس للقاء رئيس الحكومة الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، إلا أنه لم ييأس وراح يطرق الباب مجدداً، مصرحاً قبل أيام بعدم ممانعته لقاءه في واشنطن أو أي مكان آخر.

وكانت صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية نقلت عن مصدر قوله بأن عباس مستعد لأي ترتيبات أمريكية، من أجل عقد لقاء ثلاثي يضمه ونتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وأضاف المصدر: "الرئيس كان مستعداً دائماً لمثل هذا اللقاء، لكن نتنياهو هو الذي تهرب أكثر من مرة".

ويبدو أن مبادرة عباس في الحديث عن نيته لمقابلة نتنياهو تأتي في سياق تسجيل نقاط قوة له حينما يذهب إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة ويلقي خطابه هناك ليحصد الكثير من التعاطف الدولي، كما يرى مختصون سياسيون.

المصدر الذي تحدث لصحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية ذكر أن عباس، سيبلغ ترامب أن حل الدولتين هو الحل الوحيد، وأن "سلاما إقليميا أو سلاما اقتصاديا أو حلولا ترقيعية، هي أمور مرفوضة".

حشد المجتمع الدولي

وفي هذ الإطار، يقول المختص في الشأن السياسي حسام الدجني:" الرئيس عباس يدرك أن هناك تآكل لحل الدولتين، لاسيما بسبب التوسع الاستيطاني المستمر وتهويد المقدسات"، مشيرا إلى أن عباس يحاول تقديم هذا العرض للقاء ليكون هناك احياء لحل الدولتين.

ويوضح الدجني "للرسالة نت" أن عباس يحاول استباق اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة ليقول للجميع أنه طلب مقابلة نتنياهو لكن الأخير وأمريكا لم يوافقوا على ذلك، مبيناً أن عباس يرغب في جلب الدعم الدولي لما يعرضه من خطوات تصب في صالح القضية الفلسطينية.

وفي ذات السياق، يرى تيسير محيسن المحلل السياسي أن أسلوب "عباس" سياسي دبلوماسي ليسجل أنه يحرص دائما الظهور في صورة مُسير عملية السلام وليس عقبة، مبينا أن دعوته لاجتماع ثلاثي ليوحي للمجتمع الدولي بأنه المؤيد لعملية السلام ويصر عليها كمطلب أساس للقضية الفلسطينية.

ووفق قول محيسن، فإن مبادرة عباس للقاء ثلاثي تأتي لأنه لا يمتلك أوراق قوة للضغط على "إسرائيل"، فهو صاحب موقف ضعيف ويريد أن يستغل اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة للتأكيد على الثوابت وحل الدولتين الذي بات يتآكل أمام القوى العظمى في العالم.

وبحسب متابعته، فإن عباس يسعى لتحشيد المجتمع الدولي عبر خطابه القادم ليتراجع الموقف الأمريكي عن دعمه الكامل لمخططات لإسرائيل.

المصدر الذي سرب نية عباس لقاء نتنياهو وترامب معا، أشار إلى أن رئيس السلطة لديه ما يقوله إذا جرى لقاء من هذا النوع، خاصة وأن هناك لقاء سيجمع عباس بترامب خلال الشهر الحالي على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وهنا يعقب الدجني على ذلك بالقول:" نتنياهو لن يقبل بمواجهة عباس خاصة أنه لا يريد مقابلته بشرط وقف الاستيطان"، مؤكدا على أن حل الدولتين الذي يصر عليه عباس لم يعد له قيمة في الاستراتيجية الاسرائيلية لذا يرغب أن يلقي الكره في ملعب نتنياهو.

ويتفق محيسن مع سابقه، حيث ذكر أن عباس لن يستطيع اقناع الادارة الأمريكية برؤيته كونه الحلقة الأضعف، والرئيس الأمريكي ترامب وحكومته يحتضنون الرؤية الاسرائيلية.

والجدير ذكره، أنه يفترض أن يلتقي ترامب كلاً من عباس ونتنياهو، في محاولة لتحريك المفاوضات بين الجانبين، ويتوقع أن يستكشف ترامب كيف يمكن التوصل إلى سلام.

 

البث المباشر